الخميس 23 مايو 2024

مساجد مصر الأثرية| قنصوة الغورى.. آخر آثار العصر المملوكى

فن10-12-2020 | 14:26

- المسجد هو آخر الآثار التى بنيت فى عصر المماليك، قبل الدخول العثمانى لمصر، بنى المسجد سنة 910هـ، 1504م.

- مكان المسجد هو تلاقى شارع المعز لدين الله مع شارع الأزهر، ليصبح درة المجموعة الأثرية التي أنشأها قنصوة الغورى، وتضم مسجداً، وكتاباً، ووكالة.

- كان قنصوة الغورى، مملوكا شركسيا ومولاه السلطان قايتباى، ولد سنة 850 هـ، 1446م، وتدرج في خدمة السلطان، وتقرب منه حتى أصبحا صديقين تقريبا، ووقتها أعتقه السلطان.

- حين عرضت على قنصوة سلطنة مصر، شوال 906 هجريا، رفض بشدة، وحين ألحوا عليه بالقبول مع الضمانات التي يراها، طلب تعهد المماليك بعدم قتله.

- عرف قنصوة الغوري بعشق الفخامة والرفعة والسمو، حتى إن مماليكه وخيوله وجواهره ومطابخه، اعتبرت نموذجاً رفيعاً للبلاط الملكي، وكانت ندواته الأدبية ملتقى الشعراء والكتاب والعلماء.

- كان الغوري مغرما بالعمارة، فازدهرت في عصره، واقتدى به أمراء دولته في إنشاء العمائر الأثرية، ليخلف ثروة فنية بمصر والشام والحجاز.

- اهتم قنصوة الغوري بتحصين مصر، فأنشأ قلعة العقبة، وجدد خان الخليلى، فأنشأه من جديد وأصلح قبة الإمام الشافعى وأنشأ منارة الجامع الأزهر، ورمم وجدد الكثير من الآثار التي شيدها أسلافه.

- استمر الغوري في الحكم حتى قتل سنة 922هـ، في معركة مرج دابق في مواجهة السلطان العثمانى سليم الأول.

- لمسجد الغورى ثلاث واجهات، أهمها الشرقية التي تشرف على شارع المعز لدين الله، وفي وسطها المدخل الرئيسي، الذي يصعد إليه بسلم مزدوج.

- يتوج مدخل مسجد قنصوة الغوري بعقد مدائني ذي ثلاثة نصوص، تعلوه سبعة صفوف من الدلايات البديعة.

- أرضية مسجد الغوري من الرخام الملون وسقفها من الخشب المنقوش بزخارف ذهبية.

- في أسفل المسجد دكاكين، عليها ثلاثة صفوف من الشبابيك، يعلوها طراز مكتوب بالخط المملوكي، مكون من آية قرآنية ثم اسم الغورى.

- قبة مسجد الغوري لها أوعية، تتوجها شرفات حليت بزخارف محفورة في الحجر.

- في الجبهة القبلية من هذه الوجهة الشرقية، تشمخ المئذنة، ضخمة، مربعة البناء، على الطراز الأندلسى.

- مئذنة مسجد الغوري مكونة من ثلاثة أدوار، تنتهى بملحمة فنية بديعة، إذ يعلو الدور الثالث مربع يحمل خمس رؤوس كمثرية الشكل، تحمل هلالا نحاسيا.

- المئذنة مربعة الشكل على الطراز الأندلسى، وهى عمارة غريبة على عمارة المساجد في مصر بصورة عامة، حيث المآذن فيها مستطيلة، وربما تكون مئذنة هذا المسجد مع مئذنة مسجد أحمد بن طولون، من أكثر الآثار الإسلامية إبداعاً وتفرداً في مقابل التراث المعمارى الضخم من المآذن الأسطوانية، التي يعتبر الحسين أبرز أمثلتها.

- ساحة المسجد تضم صحنا مكشوفا، مربع بإجمالى مساحة 132 متراً، تتعامد عليه إيوانات من النواحى الأربعة.

- يزين صحن مسجد الغوري من الأعلى كتابة بالخطين المملوكي والأندلسي، وتليها 4 صفوف من الخشب المطلي بالذهب.

- باب المسجد العظيم مكسو برقائق من النحاس، وفي الواجهة الشرقية، المطلة على شارع المعز، توجد نقوش بديعة للآيات القرآنية، معها اسم السلطان وأدعية كتبها له الخطاطون والنحاتون، مع شرفات محلاة بالزخارف.

- في مدخل مسجد الغوري، تعشيقات من الرخام بلونين أبيض وأسود، مع طاقات من المقرنصات.

- يؤدي باب المسجد إلى ساحة أرضيتها من الرخام المصقول جيداً وسقفها خشبي محلى بزخارف مذهبة.

- داخل صحن مسجد الغوري، توجد المدارس التي كان الطلاب يتوافدون إليها للحصول على المعرفة في اللغة والأدب والفقه والعقيدة والنحو والصرف.

- في صدر إيوان القبلة، فهناك المنبر الخشبى المطعم بالأحجار نصف الكريمة، مع أرضية من رخام ملون دقيق، وفي الوسط «دكة» كانت تخصص لإمام المسجد لإلقاء الدروس، وعلى الدكة أيضا منقوش اسم السلطان بانى المسجد، وهذه المنصة العلمية، منقوشة هى الأخرى بالخط المملوكي، ومطعمة بالأبانوس.

- رغم دقة البناء فإن قبة المسجد اختفت بسبب خلل في تركيبها، وأعيدت أكثر من مرة، حتى تقرر ترميم السقف بألواح خشبية.

- في هذه التحفة المعمارية، كان السلطان قنصوة الغوري يمنى نفسه بالدفن فيها، إلا أن جيش الأتراك العثمانيين رفض، حيث رأى أن وجود «ضريح» للغورى، قد يتسبب فى ثورة للمصريين الذين يرون «الغزاة»، في قلب القاهرة، يتحدثون بالتركية، ويدينون بالإسلام.