السبت 18 مايو 2024

الساعون إلى اقتناء كلاب في كندا يتعرضون لعمليات احتيال

الهلال لايت11-12-2020 | 10:18

قرّرت فيكي ماكينزي، بعد أربع سنوات من الانتظار لاقتناء كلب يساعد ابنتها المصابة بشلل دماغي، اللجوء إلى الانترنت لتحقيق هذه الغاية، غير أن نصّابين كانوا لها بالمرصاد في الشبكة العنكبوتية.

وتبيّن أن الإعلان الخاص بكلب من نوع لابرادور-ريتريفر الذي نشر على موقع إلكتروني في خضّم الأزمة الوبائية كان مجرّد عملية نصب. وقد خسرت هذه الوالدة التي تقيم في كيبيك من جرّائها 300 دولار كندي.

ولم يكن في وسعها مواساة ابنتها أوسيان (11 عاما) "التي بكت كثيرا"، بحسب ماكينزي.

وتخبر هذه الأخيرة "ليس في مقدور أوسيان أن تتكلّم أو أن تركض، لذا من الصعب عليها إقامة علاقات مع أطفال آخرين".

وقد وقع مئات الأشخاص الباحثين عن حيوانات أليفة على غرار هذه العائلة في شباك نصّابين منذ مطلع العام في كندا.

وقد أدّى وباء كوفيد-19 إلى ارتفاع شديد في الطلب على الحيوانات الأليفة في أنحاء البلد كافة.

وتلقّت جمعية "هيوماين سوساييتي" في تورونتو التي تؤمّن سقفاً لنحو ثلاثة آلاف حيوان كلّ سنة أكثر من 10 آلاف طلب منذ الربيع.

ويتنامى الاهتمام باقتناء حيوان أليف مع اقتراب عيد الميلاد، بحسب ما تؤكّد هانا سوتروبا الناطقة باسم الجمعية.

 

وقد يدوم الانتظار أكثر من سنتين في أونتاريو لمن يبحثون عن كلاب أصيلة، بحسب مربّية الكلاب كارول بودنيكس.

وهي تكشف أنها تتلقّى عادة "ما بين اتّصالين وسبعة اتّصالات في الشهر لطلب كلب. أمّا في الفترة الأخيرة، فقد ارتفع هذا المعدّل إلى ما بين 7 و15 اتّصالا في اليوم الواحد".

وبالإضافة إلى كلّ ذلك، يتراجع عدد الجراء المتوافرة بسبب القيود الصحية على خدمات الطبّ البيطري وعمليات التلقيح، ما يرفع الأسعار ويزيد من عمليات الاحتيال.

فقد بات اقتناء الحيوانات الأليفة محورا أساسيا لأنشطة النصب على الانترنت في كندا، بحسب الوكالات الفدرالية المعنية بمكافحة الاحتيال.

وأبلغت شرطة تورونتو في تشرين الأول/أكتوبر عن سرقتين بالسلاح لجراء.

وتقول جيسي سان سير الناطقة باسم مكتب الاستهلاك، وهي وكالة فدرالية تعنى بحماية المستهلكين "يقع كثيرون في شباك نصّابين ينشرون إعلانات لحيوانات غير موجودة أو لا ترسَل أبدا".

وكان "عدد كبير من الضحايا"، ومن بينهم كثيرون يعملون من المنزل، "يريد اقتناء جرو للتخفيف من عزلته وإدخال السعادة إلى حياته وقت الأزمة".

ويتحجّج المحتالون عموما بالقيود الصحية للطلب من ضحاياهم الدفع مسبقا لحيوان لن يتسنّى لهم حتّى معاينته شخصيا.

وقد تلقّت الوكالات الفدرالية المعنية بهذا الشأن نحو 500 شكوى خاصة بكلاب منذ مطلع العام.

وقد خسر الضحايا ما يعادل ألف دولار للفرد الواحد، بحسب مكتب الاستهلاك.

 

وقعت عائلة ماكغوين ويديغ التي تعيش في جنوب أونتاريو في الفخّ عندما أرادت اقتناء جرو للمرّة الأولى.

وبعد الردّ على إعلان على الانترنت، تلقّت العائلة "مستندات تبدو قانونية بالكامل"، على قول ويديغ.

ولا يخفي ربّ العائلة هذا سخطه من هذه المكيدة، مؤكدلً أنه لم يعد يثق "بأحد".

وبحسب مكتب الاستهلاك، من الممكن أن تكون 80 % من الإعلانات المروّجة لحيوانات أليفة على الإنترنت "مزيّفة".

واطلعت وكالة فرانس برس على رسائل إلكترونية تظهر الحيل المتقنة والمتعدّدة التي يلجأ إليها المحتالون.

وفي نهاية المطاف، تسنّى لعائلتي ماكينزي وويديغ اقتناء جرو. وباتت أوسيان تمرح مع أوكلي، وهو كلب صغير كلّه حركة من نوع جيرمن شيبرد.

    الاكثر قراءة