الجمعة 28 يونيو 2024

«أمينة» نموذج الأم المصرية فى ثلاثية نجيب محفوظ

فن11-12-2020 | 10:32

ضم الأديب العالمي نجيب محفوظ" إلى أعماله صورًا شفافة لحالة المجتمع المصري، وكانت شخصية الأم من الحالات التي تعرض لها الكاتب أكثر من مرة ليصور أحلامها وآمالها ومكابداتها في تكوين الأسرة والحفاظ عليها.

 

 وقدم نجيب محفوظ،  رؤية شفافة وكاملة لأشكال متنوعة من الأمهات: الجميلات والطيبات، الضاحكات والمسكين بالحزن، المسرفات في التدليل إلى درجة الإفساد، المهملات السلبيات اللامباليات، المنحرفات والعاهرات، الممزقات بين احتياجات الأنوثة ومشاعر الأمومة وصولاً إلى المسلحات بالإرادة الحديدية والقوة التي تعين على تحمل المسئولية ومواجهة التحديات.


وظهرت صورة الأم واضحة بقوة في «الثلاثية» بين القصرين، قصر الشوق، والسكرية.

 

ففيها تظهر جلية شخصية "أمينة" فهي الشخصية المحورية التي من خلالها احتفى "محفوظ" بصورة الأم النقية الفطرية البعيدة عن التأثر بأي تطورات عصرية أو مدنية، كما استعرض نموذجًا لأسرة مصرية تنتمي للطبقى الوسطى، تبرز من بينها الأم المصرية البسيطة التي تبذل ما في وسعها لتزويج بناتها.

 

وتجسد شخصية "أمينة" صورة الأم البريئة والطيبة بنقائها الفطري وقوة الضمير والمبادئ والأم التي تبذل كل ما في وسعها رغبة منها في حماية أسرتها وبيتها، يبدأ "نجيب محفوظ" روايته بالحديث بها عن "أمينة" وتنتهي بموتها، كما قدم هذه الأم بنجاح وقوة في السرد والحبكة الروائية، وقد شكلت هذه الأم من الواقع الكثير وأستطاع به الكاتب أن ينقلها من مرحلة الفردية إلى مستوى النموذج والنمط الإنساني الشامل.

 

 كما جسد نجيب محفوظ في «بداية ونهاية»، صورة الأم التي مثلت النموذج البديل عن دور الأب «المفقود» فقدان الأب رمزيًّا أدى إلى سقوط الأسرة فعليًّا وإنهيارها تحت وطأة الحياة والمجتمع، الأم هنا هي النموذج التي تحملّت الإهانة والظلم وتكلفت بشؤون أولادها بحزم وشدة على مواقف الحياة، وقدمت الكثير التضحيات من أجل أبنائها ولكن حقيقة لم تكن صورة الأم في الرواية محورية أو رئيسة، وإن كانت هي ضمن الشخصيات الهامة في البناء السردي؛ لأنّ قامت بعدة أدوار أخرى في تشكيل البناء الفني للنص الروائي.

 

وتحل علينا اليوم الذكرى 109 لميلاد الأديب العالمي، الذي ولد في عام 1911.