الأحد 22 سبتمبر 2024

العقوبات تتساقط على رأس أردوغان.. الكونجرس يلحق بالاتحاد الأوروبي والعزلة تنتظر تركيا

تحقيقات11-12-2020 | 22:22


سريعا ما انضمت الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، في مواجهة الانتهاكات التركية، فبعد إعلان الأخير عزمة تطبيق عقوبات على أنقرة، أجاز على الفور الكونجرس الأميركي، اليوم الجمعة، فرض عقوبات على تركيا، على خلفية اقتنائها منظومة الصواريخ الروسية "إس 400" رغم تحذيرات متوالية من واشنطن لأنقرة.


ويرتقب أن تستهدف العقوبات الأميركية التي سمح بها الكونجرس، كبرى شركات صناعات الأسلحة وعددا من رجال الأعمال الأتراك.


وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد هاجم في وقت سابق من اليوم، الولايات المتحدة، قائلا إن "التوجه الأميركي لفرض عقوبات على تركيا يعبر عن عدم احترام لحليف في (حلف شمال الأطلسي) الناتو".


ويرى متابعون، أن الخطوة الأميركية ستثير غضب أنقرة، كما ستعقد بشدة علاقاتها مع الإدارة الأميركية المقبلة بقيادة الرئيس المنتخب جو بايدن.


وتتنوع هذه العقوبات الأميركية بين المتوسطة والشديدة، وقد تستهدف أشخاصا أو كيانات.


قائمة العقوبات


وكان الأوروبيون، قد قرروا، إضافة أسماء شخصيات تركية ممن ثبت تورطهم بأنشطة التنقيب والحفر غير القانونية على اللائحة الموجودة منذ عام 2019 وكذلك توسيع طيف العقوبات اذا ما استمرت أنقرة على نهجها مستقبلاً مع التعهد بمراجعة شاملة للعلاقات خلال شهر مارس القادم.


واتفق زعماء الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس، على توسيع قائمة العقوبات الفردية ضد تركيا بسبب نزاع للتنقيب عن الطاقة مع اليونان وقبرص، وتأجيل أي خطوات أكثر صرامة حتى مارس.


وتصر اليونان، على أن المياه في شرق المتوسط التي تنفذ تركيا أعمال التنقيب فيها تعود إلى جرفها القاري وجرف قبرص.


خيبة الأمل


ومن جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل:” كنا نأمل بتحسين العلاقات مع تركيا لكن النتائج جاءت مخيبة للآمال”.


ووصفت ميركل، في ختام “قمة أوروبية” ببروكسل، العقوبات التي فرضها قادة الاتحاد خلال قمتهم الحالية على تركيا بـ”المتوازنة” بسبب استمرار أنقرة في استفزازاتها في شرق المتوسط وقيامها بأعمال “أحادية الجانب” تساهم في زعزعة الاستقرار في المنطقة.


وبحسب وكالة “آكي” الإيطالية، فإن تصريحات “ميركل” جاءت في مؤتمر صحفي عقدته، اليوم، بعد ترأس بلادها الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، بالاشتراك مع كل من رئيس المجلس الاوروبي شارل ميشيل، ورئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، في نهاية أعمال القمة الأوروبية التي انعقدت في 10-11 الشهر الحالي في بروكسل.


وعبرت المستشارة الألمانية، عن أسفها وخيبة أملها تجاه عدم إنصات أنقرة للنداءات الأوروبية وعدم تجاوبها مع الجهود الدبلوماسية والأجندة الإيجابية التي اقترحها الاتحاد عليها.


وحرصت المستشارة الألمانية على التأكيد على استمرار رغبة أوروبا بالاستمرار بالتعاون مع تركيا فيما لو عمدت إلى تغيير سلوكها.


هذا وسيعمد الأوروبيون، كما تقول ميركل، إلى إعادة النظر بكامل العلاقات مع تركيا في إطار حلف شمال الأطلسي بعد أن تتسلم الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة بايدن مهامها رسمياً، فـ”هناك ترابط استراتيجي بيننا وأيضاً توتر، لذلك يجب إجراء نقاش جديد”، وفق تعبيرها.


التصدي للخروقات التركية


وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، إن القادة الأوروبيين أظهروا صرامة وحزما في الموقف تجاه تركيا.


وأضاف ماكرون، في ختام “قمة أوروبية” ببروكسل، أن أوروبا منفتحة على الحوار لكنها لن تقبل المساس بسيادة دول أوروبية ولا باستقرار المنطقة.


شدد على أن أوروبا لن تتسامح مع انتهاكات أنقرة للقرارات الدولية بحظر توريد السلاح والمقاتلين لليبيا، متابعا: «العقوبات المقبلة على تركيا قد تطال مسؤولين وقطاعات، ويوجد حزم مشترك تجاه تركيا خلال هذه القمة»


وأوضح: ”هناك مقاربة أوروبية جديدة في التعامل مع تركيا”، مشيرا إلى أن الدول الأوروبية أعطت تركيا فرصة في أكتوبر الماضي، ولكنها واصلت استفزازاتها، على حد وصفه.


وأشار الرئيس الفرنسي، إلى أنه جرى تكليف جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بتقييم الوضع خلال الفترة المقبلة “لاتخاذ خطوات جديدة تجاه تركيا إذا ما تطلب الأمر ذلك”.


واستطرد: ”في مارس المقبل سيكون هناك تقييم لعلاقة الاتحاد الأوروبي بتركيا سياسيا واقتصاديا وتجاريا”.