في الوقت الذي يعاني فيه الأطفال المصابون بمتلازمة داون، من أجل تحقيق تواصل جيد مع العالم المحيط، يقترب بهم من الأسوياء، يعيش هؤلاء الأطفال مأساة حقيقية على يد المجتمع قاسٍ، لا ينظر إلا إلى أشكالهم، فينعتهم بصفات، تؤذي مشاعرهم، متجاهلا تماما القدرات الخاصة، التي يتمتعون بها، وتمنحهم تفوقا كبيرا على الأصحاء
فى أحد مراكز تنمية المهارات لمصابين متلازمة داون يتواجد بعض الأطفال، الذين لم يجدوا مكانا آمنا لهم مع الجمهور العادي.
تقول راندة مصطفى، الأخصائية النفسية، بأحد مراكز تنمية المهارات، إن متلازمة داون، تحدث للطفل، عندما تبدأ الخلايا فى الانقسام بعد إخصاب البويضة، مباشرة في رحم الأم، فالخلايا الطبيعية، تحتوي على 46 كروموسوم، فعندما يقع خلل في انقسامها يخرج لنا الأطفال المصابون بالمتلازمة.
حكاية زياد
زياد طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، كان يدرس بإحدى المدارس الحكومية، لكن كثرة تعرضه لمضايقات جعلته يعزف عن الذهاب للمدرسة، مرة أخرى، فزملاؤه كانوا يلقبونه بالمنغولي، رغم أنه يتمتع بذكاء، وقدرة عالية.
زياد يبدأ يومه في مركز التأهيل، وسط عدد من الأطفال الذين لا يشعر بالغربة بينهم، كما أنهم يشبهونه في الشكل، والأهم في صفاء القلب.
أول ما يقدم عليه زياد صباحا هو بتناول إفطاره وحده، وهو يتمتع بقدر عالٍ من الذكاء، يمكنه من التقدم بسرعة في دروس تنمية المهارات.
ويأتي بعد ذلك دور جلسات التخاطب؛ لتأهيل زياد للنطق الصحيح، وجلسات العلاج الطبيعي لتنمية قدرته على المشي بشكل سليم.
وتنطلق الجلسات من مجال معرفي، وهو تعليمه الكلمات، وإكسابه القدرة على التعرف على أسماء الأشياء من حوله، ويلي ذلك جلسات الانتباه والتركيز لتنمية القدرات الفكرية.
وينتهي يوم زياد داخل المركز، في الساعة الثالثة، بتناول الغذاء، ليمضي بقية يومه في منزله، لا يحبذ الخروج لمجتمع لا يرى سوى الشكل.