الأربعاء 29 مايو 2024

في ذكرى ميلادها| كاميليا.. تسببت في وفاة بشارة واكيم وتهديد رشدي أباظة بالقتل

فن13-12-2020 | 17:58

حياتها كانت محطًا لجدل كبير، خاصة أنها لم تكن فنانة عادية، ولكن ظروفها الحياتية في وقت تواجدها على الساحة الفنية وطريقة نهاية حياتها المأساوية جعلتها اسم لا ينسي في تاريخ السينما المصرية، إنها الفنانة كاميليا.


ولدت فنانتنا "ليليان"، والمعروفة سينمائيًا بِاسم كاميليا يوم 13 ديسمبر عام 1924، وفي بعض المصادر قيل أنها ولدت عام 1919، وهي واحدة من جميلات السينما المصرية، لم يسعفها حظها في تقديم الكثير من الأعمال الفنية بعد دخولها في دوامة عالم السياسية والمخابرات خاصة بعد تقربها للملك فاروق آن ذاك.




نشأة كاميليا


ولدت الفنانة كاميليا بحي الأزاريطة في مدينة الإسكندرية، لأم مسيحية ذات أصول إيطالية تدعى "أولجا لويس"، ورغم انتمائها إلى الطائفة الكاثوليكية الأشد تمسكًا بالعادات والتقاليد إلا أنها ولدت سفاحًا دون والد حقيقي، ليتوزع نسبها بين ثلاث روايات؛ الأولى تقول إنها ابنة لمهندس فرنسي كان يعمل خبيرًا بقناة السويس، بينما أكدت رواية أخرى أن والدها الحقيقي كان تاجر أقطان إيطالي، هرب عائدًا إلى بلده بعد خسائر مادية كبيرة، ورواية ثالثة تقول إن والدها مسيحي مات بعد ولادتها بأيام.


ولكن المثبت في الأوراق الرسمية لـ"كاميليا"، أنها ابنة فيكتور ليفي كوهين، والذي عُرف عنه أنه الصائغ اليوناني الثري اليهودي، لتحمل كاميليا ثبوتيا اسم "ليليان فيكتور ليفي كوهين"، يهودية في الأوراق الرسمية.



حياة  كاميليا الفنية

تسبب انفصال والدة كاميليا ووالدها المثبوت في الأوراق في عملها بالرقص في الملاهي الليلية لتنفق على والدتها، وتعيش حياة كريمة، وكانت بداية طريقها نحو نجومية الفن والشهرة بعد لقائها بالمخرج والمنتج أحمد سالم عام 1946، وهي ترقص في ملهى وندسور؛ ليكون لقائها به نقطة تحول كبرى تمنحها أولى خطوات النجومية والفن، ويبدأ تهافت المنتجين والمخرجين عليها.

 

حاول سالم الارتباط بها ولكنها رفضت ذلك، واضطرت للابتعاد عنه، إلى أن تواصلت مع الراحل يوسف بك وهبي، والذي منحها أحد الأدوار في فيلم "القناع الأحمر"، ولكن لكنتها الأجنبية كادت أن تبعدها عن ذلك الطريق، لكنها أصرت أن تتعلم اللكنة العربية لتصبح واحدة من أبطال الفيلم مع عمالقة الفن "فاتن حمامة، يوسف وهبي، سراج منير، بشارة واكيم، فردوس محمد، زوزو نبيل، فاخر فاخر، عبد السلام النابلسي".


وتمتلك كاميليا 21 عملًا فنًيا؛ 20 فيلمًا، ومسرحية واحد بِاسم "خطف مراتي" مع بشارة واكيم، محسن سرحان، وداد حمدي، محمد توفيق  فتحية شاهين"، والتي عرضت على مسرح الأوبرا.


ولتلك المسرحية قصة غريبة؛ فكانت سببًا في وفاة الراحل بشارة واكيم، فبعد عودته من رحلة علاجية متأثرًا بشلل نتيجة وعكة صحية؛ شارك في المسرحية، ومعه ملكة الإغراء في ذلك الوقت كاميليا، وفي أول عرض له بعد عودته للمسرح كانت آثار الشلل لا تزال موجودة، ولم يكن صوته جهوريًا كعادته، حتى صاح الجمهور" مش سامعين.. علي صوتك"، وهنا لم يستطع واكيم مواصلة العمل وما هي إلا أيام حتى توفي 30 نوفمبر 1949.

وواصلت  كاميليا مسيرتها في عالم السينما بعيداً عن عالم المسرح بعد وفاة الراحل واكيم بتلك الحالة .


ومن أشهر أعمال كاميليا "قمر 14، المليونير، القناع الأحمر، خيال امراة، منديل الحلو، الستات كده، آخر كدبة"، ولها فيلم إنجليزي مع إيريك بورتمان حمل اسم "طريق القاهرة"، إنتاج 1951.



حياة كاميليا العاطفية


يري البعض أن حياة كاميليا انتهت بسبب علاقاتها الغرامية، وذلك لأنها اشتهرت بعلاقتها بالملك فارق، والتي تسببت في ابتعادها عن دنجوان السينما المصرية "رشدي أباظة"، والذي تلقى تهديدات بالقتل أكثر من مرة بسبب حبه لها وولعه بها، قبل أن تضطر كاميليا لصفعة في إحدي المناسبات لإبعاده عنها، وحمايته من بطش الملك وقتها.


بدأت علاقة كاميليا مع الملك فاروق، عندما استقطبها مدير ترفيه لتحظى بعشاء معه، وعندها بدأت علاقتهما العاطفية، وأحبها الملك حتى جعلته "يلهث خلفها"، وعرض عليها السفر إلى فرنسا أو سويسرا ليتزوجا، وقيل أنه اشترى لها قصرا في أحد الجزر اليونانية، وعند معرفة أجهزة المخابرات الإسرائيلية بهذه العلاقة، قرروا استقطابها وتجنيدها، وفقا لما ذكره الكثير من المؤرخين.



نهاية كاميليا


توفيت كاميليا في 31 أغسطس 1950 بعد سقوط طائرتها "ستار أوف ماريلاند" في الرابعة فجرًا، وكانت كاميليا ضمن أفراد الطائرة التي تحمل 48 راكبًا، وعثر على جثتها في رمال الصحراء بالقرب من محافظة البحيرة حيث سقطت الطائرة.