للنجمة زوزو ماضى
وقع لي مأزق مسرحي منذ عشر سنوات كان الستار يرتفع في الفصل الثاني من الرواية ليراني الجمهور جالسة في كرسي «فوتيل» أقلب صفحات مجلة ويدخل زوجي فأنهض للفور وأصفعه ثم يتضح من حوارنا أن سبب الصفعة هو اكتشافي خيانته وارتفع ستار المشهد الثاني في تلك الليلة وجلست أقلب المجلة لكن الزوج لم يدخل ولم يحضرني شيء أقوله ومضيت أعيد تقليب المجلة لم أتمن رؤية رجل في حياتي كما تمنيت رؤية ذلك الممثل في تلك اللحظة!
وبدأت اعصابي تضطرب فقد كان أمامي في الصالة ما لا يقل عن ألف شخص ينتظرون أن أصنع أو أقول شيئا ألف شخص لم يحضروا ليشاهدوا امرأة تقلب مجلة!
ووقعت عيني علي «تسريحة» في المشهد فخطرت لي فكرة قمت إليها وجعلت أسرح شعري أمام مرآتها شئ من التغيير يلهي النظارة فترة أخري لكن الفترة طالت وأخذت أوجه للممثل في سري أقبح الألفاظ ثم نزل علي الوحي فجأة .. تذكرت أني بعد أن أصفعه سيكون علي أن أدق الجرس لاستدعي وصيفتي فلماذا لا استدعيها الآن أولا لاشغل الجمهور بشيء من الحديث معها وثانيا لأنبه مدير المسرح أو لتنبهه هي عندما تخرج إلي غياب الزميل!
وأسرعت ونفذت الفكرة فلما دخلت الوصيفة سألتها: اين المسيو أندريه؟
زوجي في الرواية
وفهمت قصدي فأجابت «إنه قادم ياسيدتي»
وحمدت الله علي أن جوابها لم يفد المشهد.. وأردت أن اعتصر فكرتي حتي النقطة الأخيرة فقلت: قادم؟
قالت مؤكدة: نعم قادم
قلت: شكرا.. أرجو أن تتعجليه لقد قلت إنه قادم أليس كذلك؟
قالت: نعم ياسيدتي أطمئني إنه قادم
قلت: يسرني إنه قادم
قالت: نعم .. قادم لكني سأتعجله كما طلبت
وشعرت الزميلة بأننا نوشك علي أن نضحك الجمهور منا فخرجت ولم أكره شيئا مثل خروجها عندئذ فقد تركتني لألقي وحدي العاصفة التي ستقوم حتما إذا لم يدخل الزوج حالا
وأخيراً.. فتح الباب ليدخل ¬الفرج في هيئة مسيو أندريه لكنني كنت قد فقدت أعصابى فإذا بي لأسدد له لطمة واحدة بل لطمتين باليمين والشمال وأعقبت ذلك لحظة ذهول شملت الممثل والجمهور معا ثم جرت الأمور في مجراها وانتهي المشهد علي خير.
وعلمت بعد ذلك أن الغلطة - وكما يحدث في أحيان كثيرة - كانت غلطة مدير المسرح فقد ظل يضاحك إحدي الممثلات في الكواليس تاركا زميلي يشرب الشاي في غرفته وهو يضع ساقا علي ساق مطمئنا إلي أنه يستدعيه في اللحظة المناسبة وكما يقتضي عليه وتتطلب وظيفته!!
الكواكب عدد 367 - 12 اغسطس 1958