السبت 18 مايو 2024

حكايا المدن| مدينة قرطاج

فن13-12-2020 | 20:59

مدينة قرطاج بتونس إحدى المدن العريقة التي يعود تأسيس لعصور ما قبل الميلاد، حيث تأسست من قبل الملكة الفينيقية "أليسا" عام 814 قبل الميلاد،  وسميت المدينة باسم" قرْتْ حَدَشْتْ " بمعنى "المدينة الجديدة" ثمَّ تحول المصطلح إلى اسم "قرطاج" عندما تمَّ نطقها باللغة اللاتينية، نالت المدينة استقلالها عام 650 قبل الميلاد، خاضت المدينة العديد من الحروب وخاصة ما كانت من قبل اليونانيين، البربر والرومانيين الذين قاموا بحرق المدينة واحتلالها بعد إنتهاء الحرب البونيقية.

تقع مدينة قرطاج فى قرب مدينة تونس في الجمهورية التونسية، أما في الشّمال الشّرقي للجمهورية على بعد 15 كلم من العاصمة "تونس" فوق ربوة ارتفاعها تقريبا 57 متر، ويمتد شريطها الساحلي على حوالي 3 كيلو متر، ويحدها البحر الأبيض المتوسط شرقا وبلدية سيدي أبي سعيد شمالا وبلدية المرسى غربا وبلدية الكرم جنوبا.

تمثل المناطق الأثرية من المدينة المعاصرة الآن أكثر من 63% من مساحتها الكلية، وقد تم تصنيف المدينة ضمن قائمة التراث العالمى التى وضعتها منظمة اليونسكو، وذلك لما تحتويه من معالم أثرية بارزة أًصبحت بفضلها من أكثر المدن السياحية زيارة، حيث تجاوز عدد الزائرين من السياح ما يقارب من المليون سائح سنويًا.

فى عهد الإمبراطورية الرومانية، تم تزويد المدينة بالعديد من المعالم المعمارية كالقصور والمبانى التى تنتمى إلى البنية التحتية للمدينة، كالمباني الدينية والعمومية والمدنية التى تتسم بالضخامة والبهاء وذلك كان فى عهد الإمبراطور الرومانى "أغسطس" وذلك فى نهاية القرن الميلادى الأول.

كان عام 670،  له شديد الأثر على معالم المدينة حيث كان بداية الفتح الإسلامي، فقد أرسل الخليفة الأموي "حسان بن النعمان" جيشاً حتى يدخل إفريقيا مع "عقبة بن نافع"، ورغم الانتصارات التي حقّقها في الجنوب التونسي إلا أنّه واجه مقاومة شديدة من البربر، وفي عام 698،  استطاع "حسان بن النعمان" تحقيق الفتح الإسلامي وإلغاء مركزية قرطاج كعاصمة.

فى مدينة"قرطاج" أعلن الرئيس الفرنسي "مانداس فرانس" استقلال تونس في عام 1954، وبعد هذا الإعلان فى عام 1957 قام الرئيس التونسي"الحبيب بورقيبة" بتشييد أول قصر جمهوري في المدينة ليصبح قصرا لرئاسة الجمهورية.

تحتوي المدينة التونسية "قرطاج" بالعديد من المعالم الأثرية التى جعلتها وجهة السائحين من كل عام، ومن تلك المعالم الأثرية اللافتة :

مسرح قرطاج الرومانى: فهو مسرح أثرى يعود إلى الإمبراطورية الرومانية، يقع فى الاتجاه الغربى للمدينة، تم تشييده بالقرب من هضبة الأديون، كانت له أهمية كبرى عند المجتمع القرطاجي حيث كان مولعًا بالعروض المسرحية والموسيقية، تعرض المسرح للتدمير وذلك من تبعات الغزو الوندالي، ولكن أعيد ترميمه فى بداية القرن العشرين، حيث أًصبح الآن وجهة الحفلات الفنية الضخمة لكبار الموسيقيين والمطربين من جميع أنحاء العالم.

المسرح الدائري الرومانى: ويعتبر من أهم المعالم الأثرية فى المدينة حيث بناه الإمبراطور"يوليوس قيصر"، فقد كانت تقام فيه المصارعات التى كان تشرف عليها الطبقة الحاكمة بشغف وإهتمام شديد، وقد بني منذ تأسيس المدينة بمساحة حوالي 120 مترا×93 متر، وحلبة تبلغ مساحتها 64 مترا× 36 متر.

 ووقع توسيعه في القرنين الثاني والثالث إلى أن بلغ مساحة 156 متر ×128 مترا، وبلغ حجم استيعابه أكثر من 41 ألف نسمة.

الحى البونيقي والفوروم: وهو إحدى معالم مدينة قرطاج التي حازت على إهتمام كبير من قبل زائريها، ويقع هذا الحي بالقرب من متحف قرطاج الوطني، وهو حي سكني تخترقه شوارع تتقاطع حسب زاوية قائمة، وتقوم داخله مجموعة من المباني ذات الطوابق نجدها مجزأة إلى شقق سكنية على غرار البناء الحديث. كما نجد به دكاكين مفتوحة على الشارع بالطابق الأرضي من المباني.

كنيسة داموس الكريطة:  تتكون من كنيستان وبعض المباني الملحقة بهما، تم العثور عليه في أفريقيا الرومانية "65 متر، 45 متر" حيث تبدو مقسمة إلى أجنحة عديدة بأعمدة لم يبق لها أثر زيادة على جناحين كبيرين يلتقيان وسط المعلم وينتهي كل منها بصدر في الجنوب الشرقي والجنوب الغربي.

حمامات أنطونيوس: هى أكبر الحمامات الرومانية بإفريقيا، وتحتل المرتبة الثالثة على العالم من حيث مساحتها، وتعد وجهة الكثير من السياح لما فيها من مناظر خلابة تأثر زائريها، وقد أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمية.

المتحف الوطني: تأسس المتحف في عام 1875، ويقع على ربوة بريصة في مدينة قرطاج، ويعتبر ثاني أهم المتاحف في تونس بعد متحف باردو، ويضم المتحف العديد من القطع الأثرية القديمة، مثل: القطع الخزفية، والقناديل الزيتية، والعديد من القبور المرمرية التي تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، كما أنّه يحتوي على العديد من القطع الأثرية التي تعود للعصر الروماني مثل لوحات الفسيفساء، والتماثيل المختلفة.

مدفن توفاة قرطاج: هو مكان مقدس يقع فى فى حى صلامبو في قرطاج، كان تُقام فيه الشعائر الدينية حيث كان الفينيقيون يؤمنون بعالم فوقى ملئ بالكائنات المقدسة، وكانت فيه الطقوس الدينية تُقام من أجل الآلهة بعل إله المطر، عشترت، تانيت آلهة النماء، الخصب والحياة.