كتبت- يارا حلمي
في الوقت الذي تستعد فيه المدارس والجامعات لامتحانات نهاية العام، نجد بعض معدومي الضمير تولدت لديهم أفكارا شيطانية، تساعد هؤلاء الطلاب الفشلة في حصد الدرجات دون وجه حق، عن طريق تطوير أفكارا جديدة للغش، ليجمعوا الأموال في مقابل تسهيل الغش لراغبيه.
أحدث طرق الغش أُعلن عنها منذ أيام قليلة، عبر صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث نشرت صفحة تحت اسم "سماعة الغش في الامتحانات" عن وجود ما سمته "سماعة المكالمات السرية"، التي يمكن استخدامها في أغراض متعددة، أبرزها الغش في الامتحانات، وعرضت الصفحة بيع تلك النوعية من السماعات خصوصا للطلاب الراغبين في استخدامها أوقات الامتحانات.
ووصف القائمون على الصفحة، السماعة، بأنها "أحدث موديل لسماعة المكالمات السرية والاجتماعات وللطلبة في الامتحانات، وأنها تتكون من "مايك" على شكل مفتاح عربية، وسماعة "ميني نانو" تختفي تماما داخل الأذن، وأضافوا أنها صناعة أمريكية، وتحمل ضمان سنة.
أعضاء الصفحة التي أكدت بيعها للسماعة بشكل حصري من شركة "فيوتشر تيكنولوجي"، وضعوا رقمين للتليفونات المحمولة، الأول للاستعلام عبر الواتس آب عن السماعة وسعرها وكيفية استخدامها واستلامها من البائع، والآخر رقم للاتصال لطلب الشراء من البائع بشكل مباشر.
وكتب القائمون على الصفحة التي نشرت صورة السماعة، وصورة لأجزائها الداخلية، عبارات حماسية لدفع الطلاب لشرائها، منها قيام الشرطة بتوصيل السماعة للمحافظات إذا كان من يشتريها موجود خارج القاهرة، وأكدوا أن "الكمية محدودة"، مطالبين الراغبين بالشراء بقيامهم بـ"الحجز قبل نفاذ الكمية".
بينما لاقت الصفحة تفاعلات عديدة من راغبي الشراء، من بينهم عدد من الطلاب الذين أرسلوا للصفحة للاستعلام عن سعر السماعة، وكيفية شراؤها، بينما رفض القائمون على الصفحة الإجابة عن استفسارات السائلين بشكل علني، وطالبوهم بإرسال جميع أسئلتهم واستفساراتهم في رسائل عبر "الواتس آب"، للإجابة عليها جميعا.
يأتي ذلك في الوقت الذي تؤكد قيادات وزارة التربية والتعليم، والتعليم العالي، ورؤساء الجامعات، على وضع خطط عديدة وسريعة لمكافحة الغش في الامتحانات، الذي أصبح ظاهرة لا بد من تداركها والحد منها، في حين تستمر لظاهرة في التضخم، دون القدرة على محاربتها أو الحد منها.
الخبير التربوي، الدكتور عبد المؤمن عبده، قال لـ"الهلال اليوم"، إن ظاهرة الغش تحتاج علاجا من جذورها، وإنها تتفشى وتكبر بسبب الفشل في مواجهاتها، الذي يرجع بالأساس إلى عدم وجود استراتيجية حقيقة تحول دون تفشيها، مضيفا أن وزارتا التربية والتعليم، والتعليم العالي، حتى الآن لم تثبت أي منهما نجاحها في المحاولات المتكررة التي يعلنون عن القيام بها لمواجهة الأزمة.
وأشار عبده إلى أن منظومة التعليم بالكامل تحتاج إلى تغيير شامل، وأن هذ التغيير سوف يصب في صالح الطلاب في النهاية، وتابع "توعية الطلاب بمستقبلهم وضرورة نجاحهم بالاعتماد على النفس هي أول خطوة لنجاح مكافحة الغش، كذلك تغيير المناهج وتعديلها، بما يتناسب مع حاجة الطالب، وعدم الاعتماد على حشو دماغ الطلاب بمعلومات ليسوا بحاجة إليها