أكد الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، أن الاستعداد المبكرة والخبرة الكبيرة للقطاع الصحي المصري مكنت مصر من إدارة أزمة كورونا، مشيرا إلى أن الضغط على المستشفيات ووسائل التشخصيص قد تراجع.
جاء ذلك في كلمته خلال المؤتمر العربي الـ19 الأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات (النظم الصحية العربية في مواجهة الجوائح والأزمات: أزمة فيروس كورونا نموذجاً) الذي انطلق اليوم الاثنين والذي تنظمه المنظمة العربية للتنمية الإدارية.
وقال الدكتور عوض تاج الدين، إن مصر طبقت بعض الأساليب الطبية واستخدمت بعض الأدوية في علاج مرضى كورونا في وقت أبكر من بعض الدول المتقدمة، مشيرا إلى أن هذا الوباء أدى إلى هذه الأزمة، التي أجهدت العالم صحيا واقتصاديا واجتماعيا، وغيرت شكل العالم، حتى الأنظمة الصحية، التي نعتبرها مرجعية لنا واجهت مشاكل كثيرة.
وعرض تاج الدين التجربة المصرية في مكافحة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن هذه التجربة بنيت على تجارب سابقة واستعدادات لأمراض أخرى وبائية، لافتا إلى أن مصر سبق أن تعاملت مع مرض "سارس" الذي هو نتيجة لأحد أنواع فيروسات كورونا عامي 2003، و2004، ومرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية إلى نتيجة لنوع من فيروسات كورونا أيضاً، ومرضي انفلوانزا الطيور والخنازير.
وأشار إلى أن الخبرة المصرية في مجال الصحة خاصة الأمراض التنفسية كانت مفيدة جداً في التعامل مع جائحة كورونا، مشيرا إلى أن مصر لديها مؤسسات صحية عريقة منها مستشفيات الحميات والصدر، مجموعهم 77 مستشفى.
وقال إنه كان هناك آراء بأننا دخلنا في عصر لسنا في جاحة لمستشفيات الصدر والحميات ولكن ظهر أن هذه المستشفيات أسهمت كثيراً في خلال هذه الأزمة، مشيرا إلى أن بعض المستشفيات كانت محتاجة إلى دعم في البنية الأساسية، واستطعنا تحقيق ذلك منذ البداية بعد معرفة أول حالة إصابة فيروس كورونا في ووهان بالصين إلى حين تسجيل أول حالة فيروس كورونا في مصر وكانت لسائح أجنبي.
وأشار إلى أن مستشفى حميات ومستشفى الصدر بالعباسية من أكبر المستشفيات المتخصصة في العالم، موضحا أنهما ساهمتا في تحقيق سيطرة كبيرة على مرض الدرن بدعم من منظمة الصحة العالمية.
وقال إن مصر لديها مجموعة كبيرة من الكوادر البشرية المؤهلة التي تعمل في هذه المستشفيات، وكل محافظة فيها جامعة أو أكثر فيها قسم للأمراض التنفسية والأمراض المعدية.
وأضاف "قبل بداية الجائحة، كنا جهزنا عددا كافيا من أجهزة التنفس الصناعي والأجهزة المساعدة"، مشيرا إلى أنه تم توزيع الأجهزة على الأماكن التي فيها نقص.
ولفت إلى أن كل مصانع الأدوية في مصر استنفرت لتصنيع الأدوية اللازمة لمعالجة حالات كورونا، وتم تصنيع العديد من الأدوية في مصر بسرعة كبيرة، وأخذت تسجيل طوارئ في المصانع المصرية.
ودعا في هذا الإطار إلى تعزيز التعاون العربي في مجال صناعات الدواء، موضحا أنه في الفترة بين بين عيدي الفطر والأضحى الماضيين كانت فترة الزيادة في الحالات، واستطعنا أن نستوعب كل الحالات في المستشفيات.
وأضاف: لجأنا للعزل الطبي لتقليل انتشار المرض في بعض الأماكن التي تخصيصها لذلك مثل المدن الجامعية التي تم تأهيلها في عجالة وتم عزل الحالات والمخالطين فيها لتوفير الأماكن في المستشفيات للحالات التي تحتاج عناية.
وأشار إلى أنه في بداية الأزمة في ووهان بالصين أمر الرئيس بتوجيه طائرة لترحيل الطلاب المصريين هناك، وتم عزلهم في فندق في محافظة مرسى مطروح، بالقرب من مسشفى النخيلة.
وتابع أنه تم توفير كل المستلزمات للأطقم الطبية في المؤسسات الصحية، موجها التحية للعاملين في المؤسسات الطبية في كل الدول العربية.
وأكد أن مصر مستعدة للمرحلة القادمة جائحة فيروس كورونا، وأضاف "من ضمن الخبرات التي اكتسبناها، إن المريض قبل وضعه على جهاز التنفس الصناعي، يمكن استخدام التنفس الصناعي غير التدخلي الذي جاء بنتائج تنفسية جيدة، كما استخدمنا مركبات الكوريتزون، قبل دول كثيرة متقدمة منها بريطانيا، كما استخدمنا مضادات التجلط، منذ بداية الجائحة".
وقال الدكتور عوض تاج الدين إن الأمور هدأت حالياً، والضغط على المستشفيات ووسائل التشخصيص تراجع، وأصبح الناس أكثر هدوءاً ، وكثير من المرضى يعالجون في المنازل، إذا كان حالاتهم تسمح بذلك، مع متابعتهم من قبل الجهات الطبية، وفي حال وجود أي أعراض حادة وشديدة، يلجأ المريض للمستشفيات.