الإثنين 25 نوفمبر 2024

فن

في ذكري الرابعة لرحيله.. أحمد راتب برع في أدوار الرجل الثاني وجمعته علاقة خاصة بالزعيم

  • 14-12-2020 | 19:02

طباعة

هو ابن حي السيدة زينب بالقاهرة، تربى منذ الصغر على عشق الفن، حتي أنه لم يقدر على رفض أي دور يعرض عليه من كثرة عشقه له، قدم العديد من الأدوار التي تركت بصمة كبيرة ، لم يتكبر على أدوار الرجل الثاني ويطلب بطولة مطلقة ، إنه الفنان المبدع الراحل "أحمد راتب"، الذي يوافق اليوم الرابع عشر من ديسمبر الذكري الرابعة لرحيله عن عالمنا ، حيث رحل عن عالمنا عام 2016، ليترك وراءه إرثا فنيا زاخرا بالأعمال المتنوعة .


ولد أحمد كمال الدين راتب لأسرة صعيدية الأصول ولكنه نشأ وترعرع في جنبات حي السيدة زينب، نبغ في مسرح المدرسة، وأصر على دخول عالم الشهرة والفن بعد أن ترك الهندسة من أجل عشقه للفن ليلتحق بمعهد الفنون المسرحية، يبدأ مشواره نحو عالم الفن والشهرة .


لم يكن طريق أحمد راتب سهلا لعالم الفن، حيث سبب دخوله الفن أزمة كبيرة داخل عائلته الصعيدية، حيث رفض شقيقه الأكبر منه بعشرة أعوام دخوله عالم الفن، إلا أن  والده ولمكانة أحمد لديه جعلته يوافق على دخوله إلى المعهد بل وظل عامين يدرس في الهندسة والفن إلى أن لمع نجمه في الفن


حقق الراحل أحمد راتب معادلة صعبة في عالم الفن ، لم يتمرد على  دور الرجل الثاني، بل خلد ذكراه بأنه أفضل من يؤدي الرجل الثاني وأظهر بصمات كبيرة ، حيث لا يزال الكثيرين يذكروا دوره في مسرحية "سك على بناتك"، أبدع في شخصية "سامح" المعيد الذي يسعي لنيل ثقة أستاذه فيطلبه ليتزوج إحدي بناته فلا تزال تلك المسرحية رائعة من روائع المسرح المصري والتي تمثل علامة من علامات الكوميديا في كل بيت مصري رغم مرور أكثر من 40 عاما على ظهورها .


واصل راتب حياته كممثل دور ثاني وأبدع فيه جعله لا يختلف عليه اثنين ، ظهر في أفلام مع الزعيم عادل أمام كدور ثاني أبرزها فيلم الإرهابي، الإرهاب والكباب، المنسي، بخيت وعديلة ، طيور الظلام ، اللعب مع الكبار، زهايمر وغيرها من الأفلام التي تركت بصمة كبيرة في عالم السينما ، وكانت أخر مشاركته السينمائية في فيلم "مولانا " و "جواب اعتقال "، ولم يستطع حضور عرضهما بسبب وفاته.


أما على صعيد الدراما،  فترك أدوارا مميزة منها دوره في المال والبنون "السحت بيه" ، ونال جائزة الدولة التقديرية بعد نجاحه باقتدار في أداء دور الراحل محمد القصبجي عازف العود في فرقة أم كلثوم  ، كذلك دوره في المسلسل التاريخي رأفت الهجان بجميع أجزائه ، وبوابة الحلواني ، وكذلك مسلسل الجماعة ، ولم يستكمل الراحل حلقات مسلسل الأب الروحي الذي يعد أخر اسهاماته في عالم الدراما التلفزيونية .

وروي الراحل أحمد راتب في  أحدي اللقاءات التلفزيونية ، عن مثله الأعلي في الفن، واصفا أنه سيضع باقتين من الورود على قبري الراحلان " محمود المليجي و عبد الوارث عسر".

ووصف راتب خلال لقائه التلفزيوني ، محمود المليجي ، بأن له حضور طاغي وأنه كان موهوبا بالفطرة ، وأنك حينما تشاهده لا تقدر على تحريك عنينك عنه .

 

وحول الراحل عبد الوارث عسر، قال : لم يأخذ حقه ، فهو يمتلك الحظ ليكون على قدر زكي رستم ومحمود المليجي رغم عظمته.

وأضاف : نجح في القيام بدور الباشا و الرجل البسيط ، فهو لديه إحساس درامي ، وكان لديه ملكة الكتابة ، وأنه حافظ على تواجده الدراما، وأنه من الممثلين الذين يعشون الحالة ولا يجسد أو يمثل .


وتذكر راتب خلال حديثه أحد الروايات التي رواها الزعيم " عادل أمام" خلال أحد الأحاديث الجانبية فيما بينهما نظرا للتاريخ الفني الطويل الذي جمعهما ، قائلا: "أستاذ عادل أمام حكي لي مرة موقف أنهم كانوا بيصورا مسلسل" الفتي الطائر" ، بأنه الراحل عبد الوارث عسر حضر قبل بداية التصوير بثلاث ساعات وأن كان يجسد شخصية "ترزي عربي"، وأنه حضر ومعه متعلقات عمله كترزي عربي ، وجلس قبل التصوير بأكثر من ساعتين يؤدي دور الترزي العربي استعدادا لتصوير مشهده في المسلسل .


رحل أحمد راتب عن عالمنا بعد 67 عاما بعد تعرضه لأزمة قلبية ونقل للمستشفي لمدة أسبوع ليودع عالمنا في 14 ديسمبر 2016 ، بعد ان ترك أرثا فنيا وإنسانيا كبيرا ، حيث شارك في 262 عملا فنيا ، ما بين 126 فيلما ، و 106 مسلسلا تلفزيويني و 30 عملا مسرحيا هي تاريخ كفاح وعشق أحمد راتب للفن .

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة