الأحد 26 مايو 2024

زينات صدقى.. فاكهة الأفلام التى تركت مسرح نجيب الريحانى

فن15-12-2020 | 15:25

يحتفل المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الـ13، والتي تحمل اسم "دورة الآباء"، بـ150 سنة من المسرح منذ العام 1870.


وأعلن القائمون على المهرجان أنه من المقرر تكريم أسماء رواد المسرح، ومن لعبوا دورًا في تعريف الجمهور بـ"أبو الفنون" وتطويره في سنواته الأولى، ومنهم زينات صدقي.


وزينات صدقي هي واحدة ممن منحوا حياتهم لخشبة المسرح، وعرفها الجمهور كممثلة سينمائية وأبرز الأسماء الكوميدية في أفلام إسماعيل ياسين، فهي شريك أساسي في كثير من أفلامه، ورغم أنها كانت جميلة الوجه، صاحبة عينين ملونتين، طويلة القامة، إلا أنها خلقت لنفسها شخصية كوميدية جعلتها فاكهة أي فيلم تشارك فيه.


وعرفت طريقها للفن في عمر مبكر، مع صديقتها خيرية صدقي، وعملتا في الغناء وفن إلقاء المونولوجات، وأطلقت على نفسها في تلك الفترة اسم زينب صدقي، وسافرتا للشام لتعملا هناك، قبل أن تتعرف على الفنان الكبير نجيب الريحاني ويضمها لفرقته، وأطلق عليها اسم زينات حتى لا يحدث خلط لدى الجمهور بينها وبين الفنانة الكبيرة زينب صدقي.


وبعد مجيئها إلى مصر وعملها في فرقة الريحاني طلبت الراقصة بديعة مصابني من الريحاني أن تأخذ منه زينات لتعمل في فرقتها وتردد الأغاني، وبالفعل انصاعت الفتاة الصغيرة لرغبة الراقصة المشهورة لكنها اختارت مغادرتها بعدما طلبت منها بديعة أن تنضم لراقصات الفرقة، خاصة وأنها جميلة وممشوقة القوام بصورة تناسب أن تصبح راقصة جيدة، وهذا ما رفضته زينات، وناشدت الريحاني أن يمنحها فرصة كممثلة.


أثبتت زينات يوما تلو الآخر مهارة في عالم التمثيل، وباتت واحدة من أهم ممثلات الفرقة حتى وإن لم تكن بطلة العروض، لكن لم يكن من الممكن الاستغناء عنها، وظلت في فرقة الريحاني حتى رحل عن عالمنا، وأستمرت إلا أن أمورًا دفعتها لترك الفرقة إلى الأبد،حيث وقعت مشاكل بينها و بين بطلتي الفرقة ميمي وزوز شكيب، تطورت لتطاول ومشاجرات، وأتهامات وصلت لقسم الشرطة، عندما أدعت زوزو شكيب أن زينات تسببت في سقوط جنينها.


ويروي الكاتب والمنتج المسرحي الكبير سمير خفاجي في مذكراته كيف كانت زينات واحدة ممن أخلصن لمسرح الريحاني، فبعد وفاته ومع إعلان شريكه بديع خيري استمرار الفرقة، قالت إنها لن تتقاضي إلا نصف أجر لأن نجم العروض كان اسمه يساوي نصف المسرحية وجميع العاملين النصف الآخر، كذلك تبرعت بأجزاء من أثاث بيتها للمسرح، بعدما أصر يوسف الريحاني على الحصول على ميراث شقيقه وبيعه نصف ما في المسرح من ديكورات.


وانضمت زينات لفرقة الكوميديان الذي تحقق كل أفلامه نجاحات كبيرة، الفنان إسماعيل ياسين، إذ أعلن عام 1954 عن تأسيسه فرقة تحمل اسمه، وضم لها كبار نجوم الفن آنذاك، وبينهم زينات، ومحمود المليجي، عبدالمنعم إبراهيم، حسن فايق، ستيفان روستي، عبدالفتاح القصري.


وظلت زينات صدقي تعمل بالفن حتى قبل وفاتها بثلاث سنوات، وكان أخر فيلم لها عام 1975 وحمل اسم "بنت اسمها محمود"، إلا أن عدم رضائها عن دورها وعن الطريقة التي باتت تُدار بها الصناعة، جعلها تتخذ قرار بالابتعاد حفاظا على اسمها وكرامتها.


ومن أشهر أفلام زينات صدقي "ابن حميدو"، "إسماعيل ياسين في الأسطول"، "معبودة الجماهير"، "أيامنا الحلوة"، "انت حبيبي"، "إسماعيل ياسين في البوليس"، "القلب له أحكام"، ومن المسرحيات لها: "خميس الحادي عشر"، "ركن المرأة"، و"الست عايزة كده".


وحصلت زينات صدقي قب أن تلقى ربها في عام 1978، وعلى تكريم من الرئيس الراحل محمد أنور السادات في عيد الفن، وأمر بصرف معاش استثنائي لها.