الأربعاء 25 سبتمبر 2024

«ديوان المظالم.. يا ماسبيرو»

أخرى16-12-2020 | 13:20

سليمان عبدالعظيم

ليس هدفي من كتابة هذا المقال الترويج لفكرة برنامج ولكنه حكاية بايخة لم أطلق سراحها منذ عشر سنوات.


الحكاية على رأي الإعلامي النابه عمرو أديب أنني فكرت في أواخر عام 2009 في إعداد برنامج تليفزيوني يحقق رغبات وأحلام الناس المظلومين المطحونين مش بس في القاهرة ( القاهرة).. لكن في كل مكان داخل حدود الدولة المصرية.


في 2010 كان عدد المظاليم في البلد بالزووف.. اللي عايز شقة.. اللي محتاج قرار علاج على نفقة الدولة..اللي محتاج معاش استثنائي.. اللي مش لاقي شغل.. اللي محتاج باب شقة يتقفل عليه وعلى أسرته مش سكن مشترك مع ناس غرباء ﻻ يعرفهم وﻻ يعرفوه !


لما فكرت في إعداد هذا البرنامج سميته ديوان المظالم أو ديوان المظاليم.. لأنني حبيت أساهم بتفكيري في حل مشاكل كل مصري وكل مصرية لقوا نفسهم فجأة أمام مشكلة ﻻ يمكن حلها لوحدهم .



حبيت أشارك بفكرة هذا البرنامج لأن الضغوط على الناس كانت كبيرة وبتكبر.. والحمول عليهم من شهر لشهر بتزيد.. كانت الملايين بتصرخ وتبكي دون جدوى.. ودن من طين والتانية من عجين..الحكومة أيام مبارك ناسية إنها بتحكم شعب.. وسابت الناس يتسلوا.. والشعب يأسه من عطف وحنية الحكومة بمرور الأسابيع والشهور.. كان بيزيد!


لما اتخمرت الفكرة في رأسي مسكت ورقة وقلم وكتبت : لماذا أفكر في تنفيذ هذا البرنامج.. وأخترت فريق الإعداد اللي كان بطبيعة الحال ﻻزم يضم زملاء من كل الصحف قومية ومعارضة وخاصة.. وظللنا نجمع شكاوي ومظالم ناس عمرها سنين كتيرة ناس ناسياهم الحكومة وناسينهم المحافظين.. ناس أصحاب المعالي الوزراء عمرهم ما فكروا فيهم.. وﻻ معالي الوزير المحافظ قرب منهم !


شهور كتيرة عدت وإحنا بنجهز فقرات البرنامج..بنجمع مظالم الناس الطيبين.. فريق الإعداد اجتهد و تعبنا من الشيل والإضافة .. ولما بقى تحت ايدينا مادة معلوماتية تغطي سكريبت 6 حلقات كاملة قررنا أن نعرض بضاعتنا على أي قناة فضائية موجودة ..



أحمد النبوي مدير تحرير البرنامج وسكرتير عام تحرير قناة صدي البلد اقترح نروح قناة المحور. بينما اقترح مجدي سبلة سكرتير تحرير البرنامج قناة دريم..



اختلفنا.. نعرض البرنامج على مين..والإختلاف هنا وارد فضلاً عن أنه صحي وصحي جداً..ففريق العمل نفسه من مشارب سياسية وصحفية مختلفة و متعددة.. شهر كامل ظللنا خلاله كفريق إعداد نفكر إيه القناة اللي ممكن تتبني مظالم الناس الطيبين.


فاجأني الصديق الغالي مصباح قطب المحرر الاقتصادي النابه باتصال "واحشني عاوز أشوفك.. مش ناوي تزورني..المصري اليوم جنبك أهي.. 300 متر بس..استناك إمتى.. بكره الساعة 5 كويس..ماشي.."



مصباح دائماً بينور الطريق..قلت في سري ﻻزم أكشف له سر البرنامج .. أمانة مصباح الإنسانية الأصيلة تغلبت على أنانية الانتهازية الصحفية المكتسبة لدي البعض..مصباح في هذا الشأن قطب كبير !


عندما قرأ مصباح الإسكريبت قال لي في هدوء قطاع الأخبار بيدور على فكرة برنامج سياسي واجتماعي جديد ينور على مصر.. اطلع عدل على عبد اللطيف المناوي .. وأنا ها احطه في الصورة..


اتصلت صباح اليوم التالي بالأستاذ عبد اللطيف المناوي أطلب منه موعداً ..بكره الساعة 2 يناسبك.. اوكي.. إذن ها استناك.


ذهبت إلى ماسبيرو ومعي سكريبت لـ 4 حلقات..كل حلقة مكونة من 3 فقرات..والمدة المقترحة للحلقة 55 دقيقة.. على أن يذاع البرنامج مرتان أسبوعياً..خميس وجمعة.


في استعلامات ماسبيرو كان مندوباً من قطاع الأخبار في انتظاري..في صالون مكتب المناوي جلسنا.. قرأ المناوي بحرفية شديدة الهدف الرئيسي من البرنامج.



أدهشني أن ينتهي أو يلتهم المناوي الـ 4 حلقات خلال 7 دقائق فقط.. الله عليك هو ده بالضبط البرنامج المطلوب.. دخل فجأة الأستاذين عماد ربيع مدير الإنتاج الشهير والمخرج أحمد طه الذي كان وثيق الصلة بوزير الإعلام أنس الفقي.. وبعد بضع كلمات عن البرنامج عرفت أن دخولهما كان مرتبا له !


طلب منهما المناوي الاجتماع معي ومناقشة كيف سيتم تصوير وتنفيذ حلقات و فقرات البرنامج خلال فترة زمنية وجيزة


اتفقتوا على ايه.. الأستاذ سليمان ها يحضر حلقتين لنبدأ التصوير .. وسيجهز الـ" برومو" بتاع البرنامج ..وسوف نلتقي مرة أخرى بعد 5 أيام..


بعد 5 أيام كنت أسلم الأستاذ عبد اللطيف حلقتين.. و بعد أقل من دقيقتين رفع المناوي سماعة أحد أجهزة التليفونات العديدة ليهمس : الأستاذ سليمان جاب الحلقتين..أيوه  حاجة كويسة خالص وهيكون لها مردود إيجابي كبير في الشارع.. حاضر يا فندم.. هيكونوا عندك داخل ظرف مغلق بعد دقيقتان بالضبط يا فندم..


قبل أن أغادر قطاع الأخبار همس المناوي" الوزير أنس مشتاق قوي يشوفك ويقعد معاك..رددت: وانا كمان عاوز اتكلم معاه".


مزاططا عدت الى فريق الإعداد لأبشرهم بالخبر السعيد.. أخبرتهم بكل ماجري..كانوا يومها في غاية السعادة.. كنا 6 معدين ولكن الحمد لله أنني لم أعثر إلا على النبوي وسبلة.. حيث أدبست في عشاء فاخر..أمال..مش رئيس تحرير برنامج.. فعلًا حينما تكون في ماسبيرو أفعل مثلما يفعل أهل ماسبيرو !


مرت أسابيع وبدأت معارك انتخابات مجلس شعب 2010 .. وانشغل بها كل وزراء الحكومة وانهمكت فيها كل قيادات الحزب الوطني ..فلا صوت يعلو على صوت المعركة. معركة مجلس شعب عام 2010 اللي سخنت الشباب في 25 يناير وألهبت حماسهم في كل الميادين..


واستمر ديوان المظاليم سجيناً داخل ثلاجة ماسبيرو !


.................................


لقد قررت أن أكتب هذه الحكاية.. لقناعتي التامة بصدق إحساس الرئيس السيسي بألام الناس ومظالمهم.


يكفينا أن نرى الرئيس السيسي يجبر خواطر الناس التعبانين..يحنو على هذا..ويقبل رأس هذه..نحمد ربنا أن رئيسنا بيحس بالناس الشقيانين.. ولما بيسمع أنين المظلومين فوراً بيرجع لهم حقوقهم كاملة دون نقصان..بعد أن ظلم مماليك مبارك البلاد والعباد!



ولكن..لماذا ﻻ نساعد الرئيس في رفع الظلم عن المظلومين ورد المظالم للناس..


وأرد حالاً.. ببرنامج يصنعه ويبثه صنايعية ماسبيرو المحترفين الذين صنعوا نجاح كل القنوات الخاصة..وأنا شخصياً يسعدني أن أتنازل رسمياً للإعلامي الكبير حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام عن فكرة البرنامج واسمه وفقراته لتليفزيون بلدي..ماسبيرو .