شاركت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، اليوم الأربعاء، في الندوة الافتراضية التي نظمها مكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية، لمناقشة التحديات التي تواجه اللغة العربية والتعريف بمبادرات تعزيز دورها كحاضنة للثقافة وناقلة للمعارف، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.
افتتحت الندوة السفيرة د. هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية.
وخلال الندوة، أكدت السفيرة نبيلة مكرم في كلمتها أنها سعيدة بمشاركة هذا الحضور الكريم في الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هذا اليوم الهام، مضيفة أن الحفاظ على اللغة العربية والهوية العربية والمصرية أمر هام جدا.
واستعرضت السفيرة نبيلة مكرم جهود وزارة الهجرة ودورها في التواصل مع المصريين بالخارج، خصوصًا البرامج التي يتم تنفيذها لأبناء الجيلين الثاني والثالث من المصريين بالخارج، للتعريف بوطنهم الأم ومفاهيم الأمن القومي المصري وتنظيم زيارات ميدانية، ولقاءات مع السادة الوزراء للإجابة على كافة الاستفسارات للشباب، وتعريفهم بحجم التنمية التي تحدث على أرض مصر، مشيرة إلى أن كل هذا من شأنه ربط هؤلاء الشباب بوطنهم الأم والدولة المصرية، فضلا عن أن هذه الشريحة من الشباب معرضة في الخارج للاستقطاب للأفكار المتطرفة والزائفة ولهذا تم تنظيم أكثر من 20 برنامجا لتحصينهم ضد هذه الأفكار والمعلومات المغلوطة التي تروج ضد الدولة المصرية.
وأضافت وزيرة الهجرة أنه خلال تواصلنا مع الشباب المصري بالخارج تم اكتشاف أن أغلبهم لا يُجيد التحدث باللغة العربية، فجاءت فكرة إطلاق مبادرة "اتكلم عربي" تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تستهدف بالأساس الحفاظ على الهوية والثقافة العربية والمصرية وقبول الآخر، من خلال العديد من الأنشطة والفعاليات التي من شأنها تعليم اللغة العربية البسيطة لأبنائنا بالخارج وكذا تعريفهم بالعادات والتقاليد العربية والمصرية مما يعزز انتماءهم لوطنهم الأم وارتباطهم به، لافتة إلى أننا في مصر والمنطقة العربية نواجه حرب طمس الهوية، وقتل اللغة العربية هو بمثابة قتل للثقافة العربية وقتل للهوية العربية.
واستطردت الوزيرة قائلة: "اللغة العربية لغة ثرية سواء الفصحى أو العامية، ولكننا في المبادرة نعمل على تعليم أبنائنا اللغة العربية البسيطة حتى يستطيع التواصل مع أهله في وطنه الأم"، مشيرة إلى أننا بدأنا في التواصل مع أبنائنا بالخارج عن طريق "فيديوكونفرانس" نظرا لانتشار جائحة كورونا لتشجيعهم للتحدث بالعربية، وتابعت: "على الرغم من أن مبادرة اتكلم عربي موجهة للمصريين بالخارج، إلا أننا بعد الإطلاق اكتشفنا أن الكثير من المصريين بالداخل يحتاجون لمثل هذه المبادرة بسبب انجذاب أبنائهم إلى الثقافات الأجنبية واللغات الأجنبية".
واستطردت الوزيرة قائلة: "لسنا ضد اللغات الأجنبية والانفتاح على العالم، فالتحدث باللغات الأجنبية إضافة لنا ولكن بجانب هذا يجب أن نحافظ على هويتنا دون أن تتأثر لغتنا العربية".
ودعت وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم الأسر المصرية والعربية لتشجيع أبنائهم على الحديث باللغة العربية والحفاظ على الهوية المصرية والعربية، مشيرة إلى أن الأمر بالغ الأهمية فلو تم القضاء على لغتنا العربية فبذلك سيتم القضاء على الهوية.
ومن جانبه، أثنى الدكتور غيث فريز، مدير مكتب اليونسكو الإقليمى للعلوم في الدول العربية ومدير مكتب المنظمة بالقاهرة، على المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" معلنًا عن رغبته في إطلاقها كمبادرة على مستوى إقليمي، لتشجيع كافة الدول بالمنطقة على الحفاظ على لغتنا وهويتنا وثقافتنا العربية، داعيًا المشاركين في الندوة بتبني مبادرة "اتكلم عربي" للحفاظ على هويتنا العربية ومواجهة حروب طمس الهوية.
وتضمّنت الندوة كذلك مداخلات علمية قدّمها الدكتور غيث فريز، والدكتور علي موسى، أمين عام المجلس الدولي للغة العربية، والدكتور عبد الحميد مدكور، أمين عام اتحاد المجامع اللغوية العربية.
وسلّطت المداخلات الضوء على أن اللغة وعاء الثقافة، وفي حين أن اللغة العربية يستعملها أكثر من 400 مليون إنسان، فإنها تعاني من العديد من التحديات التي تتعدى الحدود اللغوية لتصل الى الجذور الثقافية والاجتماعية - الاقتصادية وإلى ماهية الهوية أيضاً. ولقد أدى الانتشار الواسع للغات العالمية مثل الإنجليزية والفرنسية إلى عديد التغييرات في استخدام اللغة العربية. فعلى نحو متزايد، تشهد البلدان العربية تجذّراً لثقافة مجتمعية غير محبذة للغة العربية مقابل الاهتمام باللغات الأخرى، بحيث باتت هذه اللغات الأجنبية تحل محل اللغة العربية في التواصل اليومي وفي المجال الأكاديمي، ولا سيّما بين الشباب العرب سواء كانوا مقيمين في المنطقة العربية أم خارجها.
يذكر أنه قد تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 ديسمبر من كلّ عام كونه اليوم الذي صدر فيه في العام 1973 قرار الجمعية العامة المعني بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة. والغرض من هذا اليوم هو إذكاء الوعي بتاريخ اللغة العربية وثقافتها وتطورها من خلال إعداد برنامج أنشطة وفعاليات خاصة.