انشغلت مواقع
التواصل الاجتماعى، بقضية جديدة تتعلق بالتحرش، على خلفية تعرض الفتاة للتحرش من 7
شباب، وتصدر هاشتاجان لمواقع التواصل أحدهما يدافع عنها والآخر يهاجمها.
ومن جانبها، ترصد
"الهلال اليوم"، القصة كاملة، والتى بدأت بتلقى اللواء رأفت عبد الباعث،
مدير أمن الدقهلية، إخطارًا من اللواء مصطفى كمال، مدير مباحث المديرية، بورود
بلاغ لضباط مركز ميت غمر من بسنت محمود العزب وشهرتها "بوسة حطبة"، 23
سنة، طالبة بكلية الزراعة بعين شمس ومقيمة بمدينة ميت غمر، تؤكد فيه تعرضها للتحرش
الجماعى من قِبل مجموعة كبيرة من الشباب أثناء سيرها بشارع بورسعيد بمدينة ميت غمر
مساء الخميس الماضى.
وتم تشكيل فريق
بحث وتفريغ الكاميرات بالشارع، تم تحديد هُوية 7 شباب وتتراوح أعمارهم ما بين 17
إلى 19 عامًا.
وبعد الحادث، أعلنت
الفتاة على السوشيال ميديا أنها تعرضت للتحرش، وأكدت أنها تعيش حالة نفسية سيئة،
بعد تلقيها تهديدات بالقتل ومحاولات للتشهير بها، مما دفع رواد موقع التواصل
الاجتماعي "تويتر"، إلى إطلاق هاشتاج "ادعم بسنت"، في محاولة
لمساعدة الفتاة ودعمها معنويا، من أجل الحصول على حقها.
اقرأ أيضا .. ضبط 5 لصوص سرقوا شقتين بمصر الجديدة
وعبرت الفتاة عن
استيائها من قيام من تحرشوا بها بتصوير الواقعة، ونشرها على منصات التواصل
الاجتماعي، مؤكدة أنها تشعر بحالة من الغضب والتفكير في الانتحار، نتيجة الإيذاء
النفسي الذي تعرضت له من قبل المتحرشين.
وأيضًا، تقدمت الفتاة بلاغا تتهم فيه
المحامى المسؤول عن الدفاع عن أحد الشباب المتهمين بإرسال تهديدات لها والتشهير
بسمعتها، للضغط عليها من أجل التنازل عن القضية.
واستمعت
نيابة ميت غمر بإشراف المستشار علاء السعدنى المحامى العام لنيابات جنوب الدقهلية،
إلى أقوال الفتاة اليوم، والتى أكدت فيها تعرضها للتهديد عن طريق بعض الرسائل على
هاتفها الخاص، وعلى صفحات السوشيال ميديا، بالإضافة إلى التشهير بها وبسمعتها، عن
طريق أسر المتهمين، وخروج أحد المحامين على مواقع التواصل الاجتماعى وتهديدها،
بالإضافة إلى حساب على موقع فيسبوك، يتبع
أحد أقارب المتهمين يقوم بالتشهير بسمعتها.
دعم رواد السوشيال
وتداول رواد
مواقع التواصل منشورات لدعمها يحتوى على المنشور الأصلى للفتاة، والذى توضح توضح
فيه ما حدث لها، وعندما دعمها الكثير من الناس ذهبت لتقدم بلاغا بالواقعة، وبالفعل
تحرك رجال الأمن لتفريغ الكاميرات في الشارع الذي حدث به الواقعة وتم القبض على الشباب
وحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
.. اقرأ أيضابدء التحقيق مع «حانوتى» ألقى «ساق مبتورة»
فى شارع السودان
وحصلت "بسنت"
على الكثير من دعم السوشيال ميديا، ليتم
إطلاق وتفعيل هاشتاج "ادعم بسنت" حيث قال أحدهم : "كلام فارغ حتى
المحجبات والمنقبات بيتعرضوا للتحرش .. مفيش أخلاق" ، وقال شخص آخر: "هي
حررة.. مجتمعنا الإسلامي المحترم لازم يفتكر أن ربنا أمرنا بغض البصر ولسه
بيتحرشوا بالمحتشمات.. مش أن الرجالة المفروض تحترم نفسها وتغض البصر"، ورد
شخص آخر داعما لبسنت: "ده مريض نفسي لازم يتحبس ويتعالج".
وقال شخص آخر
ردا على مهاجمي بسنت: "الموضوع مرعب فوق ما تتخيلى البنت بتستغيث بالناس على
تويتر من الرعب اللى هي فيه وكمان محامي المتحرشين قدم فيها بلاغ بتهمة الإخلال
بقيم الأسرة المصرية".
تهديدات بالقتل
كشفت بسنت أنها
تعرضت للتهديدات من قبل الشباب وأسرهم، سواء أنهم سيلقون مادة حارقة "مياه
نار" على وجهها، وأيضا تم تهديدها بالقتل بالإضافة إلى تلفيق قضية لها وحبسها،
لتبدأ حملة أخرى ضدها على السوشيال ميديا وتفعيل هاشتاج "شباب بيضيع في ميت
غمر بسبب فتاة طائشة"، وكالعادة دعم العديد من الناس الشباب وألقوا اللوم
عليها بسبب ملابسها وبدأوا ينشرون صورًا خاصة لها حتى يؤيدوا تلك الحملة.
وقالت الفتاة:
"أنا بطلب من أي حد عنده رأفة وإنسانية يساعدني، أنا اتعرضت لتحرش جماعي،
ولما فكرت أعمل بلاغ هددوني بالقتل والحرق بماية نار، دلوقتي خدوا صوري الشخصية
على أكاونت إنستجرام، اللي بالمناسبة برايفت، وقدموا بيها بلاغ، وهتحبس.. أنا ضحية
ليه اتحبس؟
وعلي الجانب الآخر،
جاءت ردود أفعال "السوشيال ميديا" قاسية، ليقول أحدهم: "ما أنتي لو
محترمة زي باقي البنات محدش هيبصلك وكله هيحترمك انما بلبسك ده من حقهم يغتصبوكي..".
اقرأ أيضا .. إخلاء سبيل والد الطفل سائق الميكروباص
المتسبب فى دهس مواطنين بالمحلة
رأى القانون
من جانبه، قال
شادي طلعت مدير منظمة المحامين للدراسات القانونية والدولية، في تصريح خاص لـ"الهلال
اليوم"، إن الفتاة التي تعرضت للتحرش تعاني من حالة نفسية سيئة وما تتعرض له
من قِبل الجهلاء والذين يلقون باللوم عليها، هو أيضاً إيذاء نفسي يعاقب عليه
القانون.
وتابع: القانون لا يسمح بالتعدي على المرأة، ومصر قد وقت على اتفاقيات حرية
وحماية المرأة، وبالتالي فالقانون هو الحصن الحصين لتلك الفتاة من أي تحرش جسدي
كما حدث معها، أو تحرش لفظي كما تتعرض له الآن عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وأضاف: علينا أن
نعلم أن القانون لا يُحمل الفتاة أية مسئولية عما تعرضت له، فالقانون لا يشترط
ملابس معينة للمرأة، فطالما كانت الملابس لا تدعو للرذيلة، وغير فاضحة، فلا جريمة
تدان عليها.
وأوضح أنه من
المهم أن تدافع الفتاة عن نفسها أمام المحكمة، من خلال التعرض للقوانين الدولية
التي تكفل لها الحماية، بخلاف القوانين الوطنية.
أما عن إتهام
الفتاة بأنها قد شهرت بمن تحرشوا بها، فأمد الخبير القانونى أنه اتهام واهي،
وسينقلب على من ادعى على الفتاة، فالفتاة ضحية، وبدلاً من الذود عنها، نجد من
يسكبون الزيت على النار، وبالتالي من حق الفتاة أن تقاضي كل من حاول النيل منها
بخلاف المتحرشين أيضاً.
وأكد أن عقوبة التحرش الجنسي، تندرج تحت بند هتك العرض في القانون المصري،
وعقوبتها الأشغال الشاقة فيما بين 3 إلى 7 سنوات، فإذا ما كانت الضحية أقل من 16
عاما، تغلظ العقوبة إلى الأشغال الشاقة المؤقتة.
ومن جانبه، قال الخبير
الدستوري عصام الإسلامبولي لـ"الهلال اليوم" أنه لا توجد أي تهمة يمكن
توجيها للفتاة بشأن محضر التشهير المرفوع
ضدها، وأن ما ورد علي موقع التواصل الخاص بها ما هو إلا حكاية وسرد للواقعة التي
تعرضت لها، لتنبيه الفتيات للحرص على أنفسهن.
..اقرأ أيضاالتحقيق مع مسجل خطر وزوجته عذبا طفلهما
لرفضه العيش معهما بالجيزة
وأشار
الإسلامبولى إلى أن القانون وضع حدودًا للمغتصبين وعقوبات وغرامات أيضا، موضحًا أنه إذا كان التشهير والتهديد من خلال برنامج "واتس آب" تكون
الشكوى من خلال مباحث الاتصالات، وتباشرها النيابة العامة التابع لها بيانات
المستخدم صاحب الخط وتحيلها لمحكمة الجنح.
وتابع: أما إذا كان التشهير والتنمر والتهديد
بالقتل والتشويه من خلال نشر صورها الخاصة أو إطلاق عبارات وسباب وشتائم عبر
استخدام المواقع أو السوشيال ميديا يكون من خلال مباحث الإنترنت وتنظرها النيابة
المختصة بعد تحديد بيانات المستخدم الناشر، وتحيل القضية للمحكمة الاقتصادية للفصل
فيها وإصدار أحكام بالحبس والغرامة.