الأربعاء 29 مايو 2024

مصر والإمارات تتفقان على التصدي للتحديات الأمنية.. وخبراء: زيارة ولى عهد أبو ظبي مهمة لدعم التعاون بين البلدين وتنسيق المواقف.. ووجهات نظر البلدين متطابقة

تحقيقات17-12-2020 | 01:18

وصف خبراء سياسيون زيارة ولي عهد أبو ظبي للقاهرة بأنها استمرار للتشاور والتنسيق عالي المستوى بين البلدين، حيث تدعم هذه الزيارة التعاون بين البلدين في كافة المجالات، موضحين أن وجهات نظر مصر والإمارات متطابقة بشأن الحل السياسي للقضايا العربي، كما أن العلاقات الثنائية شهدت طفرة خلال السنوات الأخيرة.


واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بقصر الاتحادية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أشاد السيسي بالتطور الكبير والنوعي الذي شهدته العلاقات المصرية الإماراتية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، والنمو الملحوظ في معدل التبادل التجاري وحجم الاستثمارات، مشيراً سيادته إلى الحرص المشترك للمضي قدماً نحو مزيد من تعميق وتطوير تلك العلاقات.


وأكد ولي العهد الإماراتي أهمية استمرار التنسيق والتشاور المكثف وتبادل وجهات النظر بين مصر والإمارات للتصدي لما تواجهه الأمة العربية من تحديات وأزمات، والوقوف أمام التدخلات في الشئون الداخلية للدول العربية على نحو يستهدف زعزعة أمن المنطقة وشعوبها، مشيداً في هذا الإطار بدور مصر المحوري والراسخ كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة.


وتطرق اللقاء إلى عدد من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، كسوريا واليمن وليبيا والقضية الفلسطينية وكذلك أمن البحر الأحمر، حيث عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً على مواصلة بذل الجهود المشتركة للتصدي للمخاطر التي تهدد أمن واستقرار مجتمعات المنطقة من قبل تدخلات خارجية تهدف لخدمة أجندات لأطراف لا تريد الخير لدول وشعوب المنطقة، حيث شدد الرئيس في هذا الإطار على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج كامتداد للأمن القومي المصري ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.


دعم التعاون بين البلدين


وفي هذا السياق، قال الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد، إن زيارة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد مصر، تأتي في ظل التشاور المستمر بين البلدين والتنسيق عالي المستوى بشأن القضايا الإقليمية والاستقرار الإقليمي ووضع رؤية مشتركة للتعاون السياسي والاقتصادي والعسكري والصحي بين مصر والإمارات.


وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن زيارة ولي عهد أبو ظبي للقاهرة جاءت في أعقاب زيارته لبريطانيا لبحث المستجدات الدولية وخاصة بعد انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، مؤكدا أن مصر تدعم استقرار وأمن الخليج كجزء أساسي من الأمن القومي المصري.


وأضاف أن مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي تناقش كافة المستجدات الإقليمية والتعاون الثنائي بهدف تعزيز التنسيق بين البلدين، وخاصة أن العلاقات الثنائية قوية وراسخة عبر مر العقود، مؤكدا أن التعاون المصري الإماراتي نموذج للتعاون بين الدول العربية وبعضها البعض في كافة المجالات.

وأكد أن الدبلوماسية الإماراتية تأخذ موقفا متوازنا كالدبلوماسية المصرية في التعامل مع القضايا المهمة والمستجدات الدولية.


تطابق وجهات النظر

ومن جانبه، قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، تأتي في إطار حرص الإمارات وكذلك مصر على الحفاظ على علاقات متميزة في كافة المجالات، مضيفا أن المباحثات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ومحمد بن زايد مهمة لدعم العلاقات الثنائية والتشاور المستمر في القضايا المختلفة في المنطقة.


وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن العلاقات المصرية الإماراتية هي نموذج للعلاقات العربية- العربية سياسيا واقتصاديا وعسكريا واجتماعيا وثقافيا، فهي علاقات لم تشوبها شائبة منذ تأسيس دولة الإمارات في عام 1971، فكانت مصر من أوائل الداعمين لها، مضيفا أن الزيارات المستمرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للإمارات وزيارات محمد بن زايد للقاهرة تأتي لتأكيد هذا التوجه وعمق العلاقات بين الجانبين.


وأضاف أن هذه الزيارة تعكس عمق العلاقات بين الجانبين والحرص على التشاور في الملفات المختلفة، وكذلك الدعم المصري لدولة الإمارات والدعم الإماراتي لمصر، مضيفا أن البلدين بينهما تشاور مستمر في الملفات العربية مثل الأزمة السورية والأوضاع الليبية والأزمة اليمنية والقضية الفلسطينية، فهناك تطابقا في وجهات النظر بين الدولتين حول الحل السياسي لهذه الأزمات.


وأكد أن هناك استثمارات إماراتية هامة في مصر، ومشروعات بين الجانبين، فضلا عن التنسيق الجيد بين مصر والإمارات في كافة المجالات، مضيفا أن الدولتين تعملان على حل الأزمات العربية وتعميق العلاقات المتميزة واستثمار العلاقات الثنائية للتفاهم حول القضايا العربية وإيجاد حلول لها.