الخميس 23 مايو 2024

سياسيون عن «زيارة ولى عهد أبو ظبى»: العلاقات المصرية الإماراتية شهدت طفرة كبيرة

تحقيقات16-12-2020 | 20:04

أكد خبراء سياسيون أن زيارة ولي عهد أبو ظبي إلى القاهرة تأتي في توقيت حاسم في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة العربية، موضحين أن مصر والإمارات تربطهما علاقات وثيقة وشهدت العلاقات بين البلدين طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، حيث تعد الإمارات شريك أساسي لمصر في الكثير من الملفات.


واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، حيث تطرق اللقاء إلى عدد من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، كسوريا واليمن وليبيا والقضية الفلسطينية وكذلك سد النهضة وأمن البحر الأحمر، وعكست المناقشات تفاهماً متبادلاً على مواصلة بذل الجهود المشتركة للتصدي للمخاطر التي تهدد أمن واستقرار مجتمعات المنطقة من قبل تدخلات خارجية تهدف لخدمة أجندات لأطراف لا تريد الخير لدول وشعوب المنطقة.


حيث شدد الرئيس في هذا الإطار على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج كامتداد للأمن القومي المصري ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.


توقيت الزيارة حاسم

وفي هذا السياق، السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن زيارة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد إلى مصر، تأتي في توقيت حاسم نتيجة التطورات المتسارعة التي تشاهدها مصر والمنطقة العربية، موضحا أن هذه التطورات بحاجة لعمل عربي مشترك وإذا كان هذا من الصعب في الوقت الحالي فليكن على مستوي ثنائي أو ثلاثي على الأقل.


وأوضح في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن مصر تبذل جهود كبيرة لتعزيز العمل العربي المشترك، حيث بدأت آلية للتعاون الثلاثة مع العراق والأردن هذا غير العمل المشترك بين مصر والامارات والسعودية، موضحا أن هذه الزيارة سيكون لها نتائج تتعلق بالمستقبل القريب والأحداث في المنطقة.


وأشار العرابي إلى أن هناك زخما دائما في العلاقات بين مصر والإمارات، موضحا أنه ليس بالضرورة أن يكون هذا الزخم موجودا بالإعلام وإنما هناك علاقات وطيدة بين البلدين وتشاور وتعاون في كل المجالات خاصة في العلاقات الاقتصادية والسياسية، كما أن دولة الامارات كانت مشتركة في مناورات سيف العرب مؤخرا، حيث تعد العلاقات المصرية الإماراتية نموذجا يحتذى به.


وأضاف أن هناك عددا من الملفات المطروحة خلال مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي، من أهمها القضايا الإقليمية وعلى رأسها تطورات الأوضاع في ليبيا ودولة سوريا واليمن، وأيضا القضية الفلسطنية، وخاصة بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وإسرائيل ومدى تأثيرها على العلاقات بين بعض الدول الخليجية والعربية وإسرائيل وكيف تساهم في دفع عملية السلام.


وأكد العرابي أن مصر والإمارات بينهما توافق كبير ولهذا ستكون الملفات الإقليمية محور النقاش لأنها تنعكس على الأوضاع الداخلية للبلدين، وهذا ما يجعل للبلدين تصورات واضحة في حل القضايا الإقليمية، مشيرا إلى أن دولة الإمارات من الدول الرشيدة ولها أهداف وسياسات خاصة، وتهتم بدعم التنمية في مصر خاصة في ملف التعليم


الإمارات شريك أساسي لمصر

فيما أكد الدكتور أيمن شبانة، أستاذ العلوم السياسية والاقتصادية بجماعة القاهرة، إن زيارة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، تكتسب أهمية خاصة، نظرا لكون الإمارات شريك أساسي لمصر في الكثير من الملفات، كما أنها دولة ناهضة وتتحرك بخطة استراتيجية، مؤكدا أن التنسيق المصري الإماراتي مستمر كما أن العلاقات بين الدولتين تشهد أزهي فتراتها خاصة في ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.


وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المباحثات بين الرئيس السيسي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ستتناول عدة ملفات منها المصالحة مع قطر وسوريا واليمن وليبيا وأيضا مكافحة الإرهاب، التي تعد دولة الإمارات شريك أساسي فيه، وكذلك ملف التنمية في منطقة البحر الأحمر والمجلس المزمع الجديد وهو مجلس الدول العربية والأفريقية المطلة علي البحر الأحمر ومن المحتمل أن يضم دول عربية أخر.


وأضاف أن المصالح الإماراتية في منطقة البحر الاحمر تجعلها حريصة علي متابعة التطورات في المنطقة، مشيرا لأهمية الزيارة للبلدين، حيث تعد الإمارات من أهم وأول الدول المستثمرة في مصر، وتأتي دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية على رأس الدول العربية المستثمرة في مصر في قطاعات عديدة منها، العقارات والاتصالات وبدأت تدخل في قطاعات عديدة أخرى مثل التعليم.


وأشار إلى أن مصر والإمارات وكذلك السعودية تعد محاور وركيزة للاستقرار في المنطقة في مواجهة الكثير من التحديات، مضيفا أن هناك مطالب حددها الرباعي العربي للمصالحة مع قطر وهي أن تتخلى الدوحة عن دعم الإرهاب والتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، والتوقف عن دعم جماعة الإخوان الإرهابية، موضحا أن  كل هذه الشروط  يجب أن توفي بها قطر أولا لكي تدخل تحت المظلة العربية مرة أخرى.

 

وأكد تطورات الأوضاع في ليبيا من الملفات المهمة التي ستستحوذ علي مكانة في القمة المصرية الإماراتية اليوم، خاصة أن ليبيا حاليا تمثل بؤرة للصراعات في محيط المنطقة وتأثيرها علي الأمن القومي العربي، وملف البحر الأحمر خاصة بعد التطورات الأخيرة في إثيوبيا، مشيرا إلى أن تناول المباحثات أيضا تعزيز التعاون الثنائي على الصعيد الاقتصادي بين الدولتين.


وأشار إلى أن الأمارات تمتلك العديد من الجامعات والمراكز البحثية المتقدمة للغاية والتي تحصل أعلي التصنيفات علي مستوي أقليم الشرق الأوسط والمستوي العربي، موضحا أن وجود الاستثمارات الاماراتية في مجال التعليم يمثل منافسة شريفة بين المؤسسات المصرية والعربية والدولية وقد يكون هذا مقدمة للاستثمارات أخري قادمة في مجال البحث العلمي.


ولفت شبانة إلى الدعم الإماراتي لمصر في سبيل الحصول على لقاح الخاص بفيروس كورونا، مشيدا بدور العقول المصرية التي تعمل مع الأشقاء الأمارتيين جنبا إلي جنب وهذا في سبيل نهضة الأمة العربية، مشيرا أن هذا الدعم يأتي من خلال العلاقات المتنامية بين الدولتين.


علاقات وثيقة

ومن جانبه، أضاف الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، اليوم، إن زيارة ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد إلى مصر، تأتي في إطار العلاقة الوثيقة بين الشعبين المصري والإمارتين وتأكيدًا للعلاقة الخاصة بين القيادة المصرية والإماراتية، مضيفًا أن كلا البلدين في خندق واحد يدعم السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة العربية والشرق الأوسط، كما أنه يقف في مواجهة الجماعات الإرهابية والمليشيات.


وأضاف في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن العلاقة المصرية الإماراتية تشهد في هذه الآونة طفرة كبيرة سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو العسكري، ففي الناحية السياسية هناك تناسقا وتفاهما تاما بين حكومة الدولتين حيال كافة القضايا التي تهم الدولتين، وعلى المستوى الاقتصادي هناك طفرة كبيرة في الاستثمارات الإماراتية بمصر، فضلًا عن وجود زيادة كبيرة في التجارة البينية بين مصر والإمارات.


وأوضح أن تحويلات المصريين شكلت في آخر إحصاء عام 2019، طفرة كبيرة جدًا، وأيضًا الجالية المصرية في الإمارات تشكل إضافة كبيرة للعلاقة بين الدولتين، مضيفًا أن هناك مشروعات مستقبلية يعمل عليها البلدين في المستقبل، حيث تستثمر الإمارات في المشروعات القومية خاصة في المدن الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى التعاون في المجال العسكري؛ فالإمارات تشارك بشكل ثنائي مع مصر أو بشكل متعدد مع دول أخرى في التدريب العسكري، وكان آخرها تدريب سيف العرب الذي جمع الإمارات ومصر و4 دول أخري، والذي تم بقاعدة اللواء محمد نجيب.


وأشار سمير إلى أن توقيت الزيارة يؤكد على أن الدولتين مستعدتان للعمل معًا من أجل تطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات، وأوضح أن هناك ملفين من أهم الملفات التي ستناقش في الاجتماعات، موضحًا أن الملف الأول يتعلق بالعلاقات الثنائية بين الدولتين ويتناول التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري، أما الملف الثاني يتعلق بالملفات الأقليمية والأزمات الدولية ودراسة القضايا الإقليمية بما فيها عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل وتقييم المفاوضات الجارية بين الفرقاء الليبيين على أكثر من مستوى سواء لجنة 5+5 أو المسار الاقتصادي أو المسار السياسي.


وأكد أنه هناك مناقشة لقضايا الملف السوري وملف شرق المتوسط وكل هذه الملفات، في إطار الملفات الإقليمية التي سيتم مناقشتها وبحثها بين مصر والإمارات، مشيرًا إلى أن الرباعي العربي الذي يضم مصر والإمارات والسعودية والبحرين لديه تصور فيما يخص المصالحة مع دولة قطر بحيث أن تكون شاملة وجادة وشفافة وهذه المبادئ التي وردت في بيان وزارة الخاجية المصرية.