عيون تبكي وأفواه تصرخ وتستغيث ولا مجيب في الطابور تحت مسلح البلوك بمساكن القصيرين التابعة لحى الزاوية الحمراء وبجوارهم مواسير الصرف الصحي والمواطنون يجلسون على الرصيف وسط رائحة الصرف الصحي التي كادت تخنق المواطنين، وعن تجربة شخصية لم أكن أتحمل هذه الرائحة لمجرد حضوري يومًا في حين يتواجد المواطنون الغلابة يوميا في هذا المكان باحثين عن حلول لمشاكلهم، داهمنا تساؤل: كيف يتحمل المواطنون وكيف يتعايش الموظفون في هذا المكان؟
"الهلال اليوم" كشفت عدم تعاون مسؤولة تموين القصيرين مع المواطنين وتدعى “أمل“، ليس هذا فحسب، هي تصرخ في وجهنا وتقول صحافة أيه ؟؟
“أنا مش هفيدكم بحاجة، ومعنديش معلومات عن حاجة، روحوا لمدير مكتب التموين بالسجل المدني واحنا معندناش مشاكل”، ما زاد "الهلال اليوم" إصرارا على مواجهة أحد المسؤولين.
وجدنا أحد الموظفين أثناء خروجه من المكتب ورأى طريقة حديثها معنا فأخبرنا بأنها مهما كان عندها فساد مش هتقولكم إحنا هنا بالفعل في كوسة آه وفي محسوبية آه في كل ما تتخيليه، ووجدناه بدأ يُخرج من جيبه بعض أوراق الناس ويقول لي "ده يا أفندم ورق للحبايب إلى بنحب نخدمهم.. ودول بقى بقالهم سنتين بيجروا وراء البطاقة وده العادي، ومن الآخر هي مش هتقولكم حاجة"، ووصف لي أن أتوجه لمدير مكتب التموين أستاذ مدحت محمد.
توجهنا إليه وبدأ يشير لنا بأن سبب كثرة شكاوى المواطنين من استبعاد الأطفال من بطاقات التموين يرجع إلى أن مكاتب التموين على مستوى الجمهورية تعمل على فلاشات نت ضعيفة السرعة ما يؤدي إلى ضعف التسجيل للمواطنين وتتعرض الأجهزة للتعطل كثيرا فيجد الموظف ضياع شغله بالكامل لعدم قدرة النظام على حفظ البيانات ما يؤدي إلى ضياع الكثير من معلومات لمواطنين، مؤكدًا أن الأجهزة قديمة جدا لا تتحمل تسجيل أعداد المواطنين المهولة ومكاتب التموين تظل حتى وقتنا هذا تعمل بالتسجيل في دفاتر يدوية.
من أمام مكتب التموين رصدنا بعض الشكاوى
مدام إيمان 25 عاما تسكن بحي الزاوية الحمراء أشارت لنا عن مدى معاناتها في طوابير التموين بصفة مستمرة بسبب إضافة أطفالها على البطاقة، وقالت "فين أيام زمان كان التموين بيكفي ويفيض كمان، دلوقتي بقى كل فرد زجاجة واحدة وكيس سكر وكيس أرز وذلك غير ارتفاع الأسعار زجاجة الزيت من 3 جنيهات وصلت إلى 10 و15 جنيها وأكتر كمان والأرز من 1.25 جنيه كان زمان ومات وصل حاليا إلى 6.50 حتى 8 جنيهات ده غير الأطفال منزلوش على البطاقة ليه هم مبيكلوش ولا إيه!
أم معاذ "المواليد حذفوهم ليه عاوزة أرجع ابني ثلاث سنوات لبطاقة العيش وكل أما آجي أقف ومحدش بيسمعنا".
وأشار أشرف فرج إلى أن أسماء أولاده كانت على البطاقة لكن نظام شركة التموين وقع في أول السنة، وتم استبعاد أبنائي من على بطاقة التموين وأشار قائلا: "أنا لما ضغطت على الموظف وشديت معاه رد وقال أصل "ناس وناس بتنزل يا أستاذ" وأخذ مني أوراق أبنائي كما أنني أعاني من ضعف الخدمة بمكتب تموين حي الزاوية.
وقالت أم محمود: لدي 4 أطفال لم ينزلوا على بطاقة التموين ورابع مرة آجي ويضحكوا علينا ومينزلوش حد وبعدين بقى. ريحان عبد الفتاح: الموظفين بالمكتب "حسبنا الله ونعمة الوكيل" ومن جانبها تؤكد نجوى محمد سليمان أن المكتب يفتح بعد الساعة 9 صباحا وبعد ما نيجي ونضيف الأطفال نروح نستلم التموين يقولولنا البطاقة معلهاش غير فردين أمال الأطفال فين؟
لمياء محمد: رايحة جاية من الوزارة لمكتب التموين علشان أضيف الأطفال ولا حد بيسأل فينا وبيعاملونا زي الشحاتين والموظفين جوه يشربوا شاي ويفطروا وبس ويخلوا العاملة هي تأخد الأوراق مننا فين المسؤولين والرقابة.
مش عارف أصرف تموين أعمل ايه؟!
وتخبرنا ماجدة سمير: بقالي ثلاثة أشهر بدور على بطاقة التموين وكل اما أجى أسأل عليها موظف المكتب يرد يقول أنها مسروقة من سجل التموين؟ أنا بقالي ثلاثة أشهر مش عارفة أصرف تموين.
مدام فايقة عبد القادر: بقالي 9 سنوات لم آخذ تموين فأنا مطلقة ومعى بنت وعدت إلى بيت أهلي وعاد تموينى مع تموين أسرتى ولما كانت أمي عايشة كنت أصرف تموين ولكن بعد وفاتها أخذ أخى المدعو عمرو عبد القادر بطاقة التموين الورثة ويصرف التموين العائلة لأسرته ولم يعطنى حقي في التموين، وكل لما آجى أشتكيه في المكتب يقولوا أنت مسؤولة ده أنت ممكن تسجني فيها وأنا لا أعرف لأخي عنوانا فأين الحل ؟