تحل اليوم ذكرى ميلاد فنانة تعتبر أول من أدخلت فن السينما في مصر والوطن العربي، ونالت لقب أم السينما، والذي تستحقه بجدارة، إنها عزيزة أمير.
أقدمت عزيزة أمير، في منتصف عام 1944، على إنتاج فيلم "حبابه"، وفي أول نوفمبر من نفس العام، كان الفيلم جاهزًا للعرض، وقامت عزيزة ببطولته مع زوجها الفنان والمخرج محمود ذو
الفقار، وهو من إخراج نيازي مصطفى.
وفي ذكرى ميلاد عزيزة أمير، ننشر مذكرات ثلاثة أيام
هامة في حياتها الشخصية، ومسيرتها الفنية، وذلك من خلال ما أدلت به بنفسها لمجلة
الإثنين والدنيا، عدد 20 نوفمبر 1944، تحت عنوان "من مذكراتي.. للسيدة عزيزة
أمير".
11 نوفـمبر 1944
صحوت من نومي متعبة بعض الشيء لأني كنت
طوال الليل أفكر، فبعد يومين سوف أتقدم لامتحان قاس وعسير، امتحان
فني أمام هيئة الرأي العام.
13 نوفمبر
هذا يوم تاريخي، عاودتني فيه ذكريات
الوطن العزيزة، وكان للفن فيها سهم وافر، وكان مساء هذا اليوم الامتحان، والذي لم يكن امتحانا جديدًا علىّ، ولكن له رهبته على كل حال، اتخذت مكاني المعتاد من
سينما ستوديو مصر، وكانت الدار غاصة بالناس ولكل منهم آراء.
إنني أقدم اليوم ورقة الإجابة، وهي
فيلمي الجديد "حبابه"، الناس تقابلني في مستهل الحفل بالتصفيق، فهل يا
تري ستودعني بمثله أم تراهم يصفقون الآن لماضيّ؟
15 نوفمبر
الحمد لله، هذه أكوام وأكداس من
الرسائل، وهذا جرس التليفون لا يكاد يستريح، وكلها والحمد لله تؤكد لي أنني اجتزت
الامتحان بكل نجاح، وأسعدني ذلك كثيرًا، ولأسارع إذن إلى تهنئة من عاونوني في نجاح
"حبابه"، إنهم جميعا يستحقون قبلات التهنئة والتشجيع، وكتبت لمخرج
"حبابه" نيازي مصطفى، كلمة شكر وتقدير، وسجلت لمحمود ذو الفقار وفردوس
حسن وغيرهم ممن مثلوا معي في "حبابه"، آيات التقدير.
إلى هنا انتهت مذكرات عزيزة أمير التي
اختصت بها مجلة الإثنين والدنيا، ووجب التنويه أن فيلم "حبابه" بالفعل
عرض يوم 13 نوفمبر 1944، ومن الصدف أن يقترب هذا التاريخ من عرض أول فيلم لها وهو
فيلم "ليلى" الذي عرض يوم 16 نوفمبر 1927، ويعتبر فيلم "حبابه"
رقم 13 في تاريخ مسيرتها السينمائية، والتي بلغت 21 فيلمًا كان آخرها فيلم
"آمنت بالله" عام 1952.