الخميس 23 مايو 2024

نادية هناوي: الجدل النقدي يشكل توطيدا للأبعاد المعرفية وترصين الممارسة النقدية

فن19-12-2020 | 13:45

يدور كتاب الناقدة العراقية الدكتورة نادية هناوي أستاذ النقد في كلية التربية بالجامعة المستنصرية  "في الجدل النقدي" حول مسائل نظرية وتطبيقية معالجا إياه معالجة نقدية، وبحسب ما تستوجبه مقتضيات التمحيص النظري وضرورات التمثيل الإجرائي أو ما تستدعيه محتمات الأخذ والرد إزاء تلك المقتضيات والضرورات التي يقع بعض منها أو يدور في فلك النصوص وما حولها وبعضها الآخر يصب خارجيا في سياق النصوص ونطاق ما يجاورها.

 

والجدل النقدي الذي يقدمه هذا الكتاب الصادر مؤخرا عن دار غيداء للنشر والتوزيع في عمان بالأردن، هو عبارة عن فاعلية نقدية سمتها الرد بالاعتراض أو التعضيد أو ما بينهما مما ينطوي عليها ميدان النقد الأدبي مما مارسته المؤلفة في أوقات مختلفة على الصفحات الثقافية لبعض الصحف العراقية والعربية وقد ترك آثاره على الساحة الثقافية لاسيما في ما يخص بعض المفاهيم والاتجاهات النظرية التي صارت مثار تداول واهتمام في إثناء المهرجانات والملتقيات وفي مواقع التواصل الاجتماعي أيضا. وتتحدد مدارات الجدل حول النصوص النقدية والأدبية في واحدة من المسائل الآتية:

 

1 ـ دعوى باطلة قيلت في حق ناقد أو أكثر.

2ـ مؤاخذة نقدية أدلى بها أحدهم.

3 ـ تجنٍ معرفي شطح فيه بعضهم.

4 ـ تفيقه قرائي وهوى كتابي ناجمان عن سوء فهم وتقدير.

 

وترى هناوي أن (المقالة) بنوعيها النقدية والنقد نقدية هي ميدان ممارسة هذا الجدل الذي أساسه التحري والتمحيص والنظر والتمثيل الذي يمكن اختزاله وعرضه في مقالة مفردة أو في سلسلة مقالات تختزل أو تستوعب ما يمكن أن يقدمه بحث لوحده.

 

والهدف من وراء هذا الجدل النقدي هو توطيد الأبعاد المعرفية وترصين الممارسة النقدية كي تكون في منأى عن المساءلة فليس حبل النقد متروكا على الغارب ولو كان كذلك لما كانت للنقد فروضه وموجهاته.

 

هذا إلى جانب ما يكتسبه المشهد الثقافي من وراء الجدل النقدي من حراك معرفي يبدد الجمود والرتابة ويقضي على روح التنميط والتحجر.

 

ولا فرق في أي جدل نقدي إن كان التحاور السابق واللاحق بين كاتبين أو ناقدين أو ناقد وكاتب، وبغض النظر عن نمط القراءة ومستواها وسواء أ كانت القراءة مقالة صحفية أم كانت بحثا أكاديميا أم كتابا ضمن أي فرع من فروع الأدب والنقد.

 

وتشير إلى أنه عادة ما تكون المسافة بين القراءة الناقدة والقراءة المنقودة السابقة عليها استنطاقية استدلالية وهي تستكشف وتحفر وتخترق وتحاور، مطارحة الآراء بإجرائية تريد بها ترصين البعد المعرفي أو توكيد حقيقته.

 

وكلما تمسكت القراءة بالحجة الدامغة واقترضت الأقوال الصائبة كانت جدارتها مستحكمة على القراءة الأخرى.

 

وتظل حدود الجدل متنوعة؛ فمن نظرية الأدب إلى مناهج البحث ومن كيفيات القراءة وموجهات النقد إلى ترقية الأذواق وتعميق الأدوات ومن مهيئات التحليل إلى ممكنات متعلقة بالمفاهيم والاصطلاحات إلى آخر ذلك من مسائل حدِّية يطول شرحها والتعريف بمبتغياتها.

 

تضمن كتاب "في الجدل النقدي" ثلاثة فصول وكل فصل تخصص بحسب الوظائفية الجدلية التي احتواها كل مقال.

 

فأما الفصل الأول فحمل عنوان "في الجدل النقد نظري" وضم المقالات التي دار التجادل فيها حول مسألتين نظريتين: الأولى هي المتوالية السردية Narrative Sequence بوصفها مجموعة أحداث بعينها يتم التلاعب في تسلسلها على مستوى الحبك. والمسألة الثانية تتعلق بمزاعم أفول النظريات وملابسات فهم التداخل النصي.

 

وجاء الفصل الثاني وعنوانه( في الجدل النقد أدبي) مهتما بالفاعلية القرائية وكيفيات التعاطي مع النصوص الأدبية، والفارق بين أن تكون الممارسة النقدية عن دراية وقصدية أو تكون عن تغافل وتراخ ولا غائية.

 

وتمحور الفصل الثالث وعنوانه (في الجدل النقد ثقافي) حول مسائل ثقافية كالترجمة ومثقفي الداخل والخارج والاستكتاب البحثي والتفكر المعرفي وغير ذلك.