تنشر بوابة «الهلال اليوم»، قصة "اللعنة"، للكاتبة أسماء حسين، من مجموعتها القصصية "فسحة بويكا" الصادرة عن دار فصلة للنشر والتوزيع في طبعتها الأولى يناير 2018.
اللعنة
الأمر برمته - بالنسبة إليه - كان أحد أنواع اللعنات؛ أسرته، أصدقائه، عمله ودراسته، حياته بأكملها لعنة من نوعٍ ما.
حتى أنه ذات مساء بينما كان ينتشي دخان الحشيشة أعلى سطح منزله كما بعادته، متواريًا عن نظر أبويه؛ شعر أنه هو ذاته هذه اللعنة ! أنه هو المصدر الأول لجميع من يعاني مثل لعنته، هو الموزع الأساسي لهذه اللعنة.
استغرق بينما ينفث الدخان على شكل دوائر في الهواء الطلق: "ماذا لو أن جميع اللعنات تصدر من إنسان بعينه؟ وفي حالة موت هذا الإنسان، تموت معه لعنته ولعنة كل من يعاني مثل لعنته !"
قبّل - بشغف - حشيشته ثم وضعها جانبًا بعناية على الأرض كي لا يطأها أحد، فهو يحترم حشيشته جدًا، وفكّر مليًا: "سأقوم بما علي فعله تجاه لعنتي الخاصة، سأنتحر لأخلص العالم من تلك اللعنة التي أوزعها على البشرية" وبعد تفكير دام لبضع دقائق حول كيفية انتحاره، عدل عن رأيه وصرخ: "اللعنة على البشر جميعًا، فليتذوقوا من عذابي" وامتصّ آخر نَفس ممتع من حشيشته، وعاد للمنزل حاملًا معه لعنته التي أصبحت أكبر من السابق.