الجمعة 17 مايو 2024

أهمية العمل التطوعي ودور مؤسسات الدولة

أخرى20-12-2020 | 14:25

العمل التطوعي يهذّب السلوك ويخلق الانتماء للشباب وتطوير مهارات وقدرات القيادة ويساعد على تحسين الصحة العامة والبُعد عن التطرف.

العمل التطوعى لا يحظى باهتمام فى مصر، حيث يشارك 2.2% من الشباب فقط فى العمل التطوعى فى الفئة العمرية من 10 سنوات إلى 29 عاماً، بسبب غياب الثقافة الداعمة للتطوع فى مصر، فى الوقت الذى يحظى بأهمية كبيرة فى العالم من خلال زيادة عدد الشباب المشاركين فى العمل التطوعى، حيث يبلغ عدد المتطوعين للعمل فى الولايات المتحدة الأمريكية إلى 63.4 مليون متطوع وفقا لبيانات منظمة الخدمة القومية والمجتمعية الأمريكية، فيما يقدر حجم ساعات العمل التطوعى إلى 8.1 مليار ساعة سنويا، وأن التقيم المالى لساعات العمل التطوعى عام 2009 بـ169 مليار دولار من إجمالى الدخل العام الأمريكى.

في أيرلندا يسهم 38% من السكان فى العمل التطوعى بواقع 469.6 ألف ساعة عمل سنوياً، وفى كندا 12 مليون متطوع مع وجود 161 ألف منظمة تطوعية، وفى بريطانيا 23 مليون متطوع خلال الفترة من 1999 إلى 2003، وفى أستراليا 32% من البالغين يسهمون فى العمل التطوعى بشكل مباشر، فى حين لا يحظى العمل التطوعى فى مصر بأهمية، حيث يغلب عليه الجانب الخيرى دون العمل التنموى.

ومن الواضح أن المعوقات التى تواجه العمل التطوعى بين الشباب الجامعى هو غياب الدور التوعوى للعمل، وكذلك قلة البرامج الداعمة للتطوع، إضافة إلى شيوع بعض الصور الاجتماعية السلبية تجاه مكون التطوع، إضافة إلى ضعف دور الأسرة فى توجيه أبنائها للعمل التطوعى.

ولو ذكرنا مقارنة بسيطة بين كندا ومصر بخصوص العمل التطوعي التنموي ورأينا أن أكثر من 40% من الناس يتطوعون لبناء بلدهم في كندا، وطبعا النسبة أكبر في الشباب، بينما في مصر فإن النسبة لا تكاد تجاوز 0.5% من الناس أو 2.2% من الشباب.

والمتطوعون في كندا يعملون ويساهمون تقريبا في كل ما يخطر ببالنا من وضع قوانين، توجيه وتدريس الكبير للصغير، يوصلون الطعام للمحتاجين، يقودون مبادرات وفعاليات واسعة في الدولة، يعقدون معسكرات تدريب واستطلاعات للرأي، يدربون الناس على الرياضة، يهتمون بالشوارع والمنظر العام وتزيينها، يقودون حملات للحفاظ على البيئة، يستقبلون الزوار ويرحبون بهم في بلدهم، يطلقون حملات لمكافحة الفقر، ينسقون حملات طبية للعلاج.. إلى آخره مما يبذل فيه الوقت والجهد والمعرفة.

بالإضافة إلى ذلك هم يتعلمون منذ الصغر معنى التطوع وبالتالي يتربى الطفل على حب مساعدة الآخرين، وهذا شىء صحي جداً في المجتمع. 

تعالوا نرى الموقف في مصر: يسكنها نحو ١٠٠ مليون نسمة، ربعهم (نحو ٢٥ مليوناً) حتي سن الثلاثين من الشباب، ودعونا نركز على الشباب، وطبقا لآخر الإحصائيات فإن الإقبال على التطوع والمشاركة الميدانية بين الشباب نحو 3% إلى 6% بحد أقصى.  لو أخذنا 6% في الاعتبار سنجد أيضاً أن 64% منهم يعمل في الأعمال التطوعية الخيرية أو المؤسسات الخيرية وباقي النسبة يعملون في الأعمال التطوعية التنموية.

ونحن هنا نعنى بالعمل التطوعي التنموي والاجتماعي، وكما ذكرنا سابقا فالنسبة نحو 2.16% من الشباب أو نحو 0.54% من عدد السكان.. يعني تقريبا خمسة في الألف!!

هذا الموضوع طبعا تقصير من بعض أجهزة الدولة والمجتمع بشكل عام في قضية التوعية بحد ذاتها عن أهمية التطوع، وليس بالضرورة سببه التكاسل أو الخمول من الشباب، بل على العكس فقد وجدنا جميعاً الشباب والشابات يتهافتون على العمل التنموي بعد الثورة المصرية، ولكن سرعان ما فتر هذا الحماس لسبب أو لآخر.

إن المسئولية مشتركة بين الدولة متمثلة في وزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والشباب والرياضة، والمجالس القومية المتخصصة، والجمعيات الأهلية، وكل منظمات المجتمع المدني، والأهم الأسرة المصرية.