الجمعة 27 سبتمبر 2024

كل يوم كتاب.."كن عاشقا".. التبحر في فلسفة العشق

فن20-12-2020 | 18:26

-"كن عاشقا" كتاب للشاعر أحمد الشهاوي، يتحدث عن فلسفة الحب ويحتوي على 36 فصلا، وقد صدر عن الدار المصرية اللبنانية عام 2019، ويؤكد فيه الشاعر أن العشق فلسفة الفطرة التي يكون عليها المحب والمحبوب و هو أساس الفضائل وأصلها.

-ولد أحمد الشهاوي، في محافظة دمياط عام 1960، وحصل على بكالوريوس الآداب قسم الصحافة، حاز على جائزة اليونيسكو في الأدب عام 1995 وجائزة كفافيس في الشعر عام 1998، وقد ترجمت أعماله لعدة لغات منها الإنجليزية، الفرنسية، التركية، الهولندية والإسبانية، ويعتبر كتابه "كن عاشقا" الكتاب السادس للشاعر في سلسلة أدب العشق وهي "كتاب العشق، أحوال العاشق، الوصايا في عشق النساء، أنا من أهوى و600 طريق إلى العشق".

-في باب الكتاب، يؤكد الشاعر، إنه لم يلتزم البته في حياته بالكتابة في أدب العشق، إنما تنوع بين الشعر والفلسفة الدينية لمحاربة التزمت الديني، ثم تابع وشرح وجهة نظره في الكتابة عن العشق فيقول: "رأيت العشق فضيلة نفسانية"، كما إنه تمسك بالكتابة في الأمر لسبب وهو حلول الكراهية والحقد مكان العشق في زماننا هذا.

 -استشهد الشهاوي بالأقاويل المتنوعة عن العشق مثال ابن منظور والرومي ورسائل  إخوان الصفاء، وتحدث تاريخيا عن عشق العرب وعن شعراء الغزل، ورأى أن من يكتبون كتب العشق أفضل وأكثر نورا وسماحة.

-يعارض الشاعر من يظن إن العشق من فعل البطالين فارغي الهمم لأنه على العكس فإن العشق متأصل في الذات الإنسانية واستشهد برؤية الإخوان الصفاء "إن العشق أوله نظرة".

-يرى أحمد الشهاوي أن المصادفة صاحبة الجلالة في الحب، يتحدث الشاعر عن المصادفة وكأنها سيدة الموقف، طرف الخيط وبؤرة الحدث في العشق، كأنها انعكاس للعناية الإلهية ومغناطيس يعرف وجهته جيدا ليجذب قلبين كانا معا في زمان سابق وجاءت اللحظة الحاسمة ليعاودا طريقهما سويا.

-يرى الشاعر أن شريطة حدوث المصادفة هي أن يمتلك العاشق عين نورانية تفطن ذلك الترتيب الإلهي.

-إن المصادفة – كما يري الشاعر – تذهب إلى أصحاب الأرواح الشفيفة دون تعمد أو انتظار، كما يري أن المصادفة تبحث عما يبحث عنه العاشق وتتكاتف مع قوى الأرض والسماء حتى تحقق له مراده. 


-تستطيع المصادفة أن تغير حياة إنسان بالكامل طالما إنها جاءت بالوقت المناسب، ولا يقصد الكاتب هنا إن المصادفة تخلق الحب إنما تخلق الفرص للحب، مؤكدا على إنه طالما هناك نيه للوصل بين العاشقين إذ هناك سبب للحب.

 

-يرى الكاتب إن العشق رتبة وكمال إنساني، لأن الحب يجعل العاشق في حالة جدل دائم مع الذات، و الحب ما هو إلا ولادة ثانية، ولادة روحية وهي أعظم وأفضل وأهم من ولادة الرحم أو الجسد.

-يشرح كيف أن الحب تمرد على العادات والتقاليد والزمان وكل شيء و فيه يسمو الإنسان ويتطهر و كأن الحب لمسة إلهية!

-والحب الذي لا خيال فيه هو حب أعمى معطوب، الحب برؤيته هو مفتاح لقدرات الإنسان اللامتناهية! وأكد أيضا على ضرورة مراعاة العاشق لكرامة معشوقه وهو أمر اصبح نادرا.

- لا حب ينمو في زمن الاستبداد والتكفير: يقارن هنا الكاتب بين الأزمنة الماضية وهذا الزمان، الحب في زمن الجاهلية والحضارات القديمة، كما وضح الكاتب إن كل إنسان عاشق شاعرا وفيلسوفا، لأن العشق هو الوحي والمتن المفتوح هو أصل النصوص والكلمات! على الرغم من أن  العشق ليس وسيلة للكتابة ولا تسلية أو مجونا إنما عبادة.

-يأسف الكاتب على عصرنا بما فيه من تعسف وتزمت وكره وخجل من العشق! ويقول لا ينمو الحب في عصر أو بلد تجهل قيمته ومكانته وتخشاه وتحاربه كأنه عار، العشق يرق الطبائع ويجعل النفوس خيرة و هو اتصال لا انفصال.

-أبدع الشاعر أحمد الشهاوي في حديثه عن العشق والعشاق، وربما قد وصل إلى العمق في العلاقات الإنسانية، وفي الـ 36 فصلا لكتاب كن عاشقا يؤمن الشهاوي بثلاثة أمور وهي، أن العشق فلسفة الفطرة وأن العشق أساس الفضائل، ويؤمن أيضا ويشجع على الحب اللامشروط.

-يتفق في معظم أرائه عن المخاطرة في الحب مع شمس التبريزي حين قال: "من فتحت له عين في العشق، جاء راقصاً مخاطراً بالروح"، كما أنه يعرض مأساة المجتمع الحالي عن جهله  بالحب واعتباره عيبا وجريمة، كما عرضتها قديماً ماروشا بيلالتا في مسرحيتها الخالدة "قضية أنوف" حيث الرقص على دماء المتحابين وإعلاء راية الحروب والحقد!