السبت 22 يونيو 2024

عمرو عمران: مصر أدارت أزمة كورونا بعلم وفكر ورؤية وموضوعية

عرب وعالم24-12-2020 | 10:39

أقام المكتب الثقافي المصري بالرياض، مساء أمس الأربعاء، ندوة حول كيفية مواجهة التحور في سلالات كورونا برعاية السفير أحمد فاروق، سفير مصر لدى المملكة العربية السعودية، وتحت إشراف الدكتور عمرو عمران الملحق الثقافي ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالمملكة، شارك فيها كل من الأستاذ الدكتور أيمن السعيد رمضان، أستاذ علم الأوبئة والفيروسات بجامعة الملك سعود، والكاتب الصحفي صبحي شبانة متحدثا ومديرا للحوار، وبحضور نخبة ضمت كوكبة من العلماء والأطباء والباحثين والدبلوماسيين والإعلاميين وعدداً من أبناء ورموز الجالية المصرية بالمملكة.

وأشاد الدكتور عمرو عمران، الملحق الثقافي ورئيس البعثة التعليمية المصرية بالمملكة، في كلمته الترحيبية بالتجربة المصرية التي سبقت بها دول العالم بفضل استراتيجيتها التي اعتمدت على مواجهة تداعيات كورونا لا الهروب منها، مؤكداً أن الحكومة المصرية أدارت أزمة كورونا بعلم وفكر ورؤية وموضوعية.

وأشار إلى أن النهج المصري في مواجهة فيروس كورونا جعل العالم يقتفى خطاها بعد أن أثبتت نجاحها وفاعليتها بفضل السيناريو الذي طبقته الدولة منذ البداية، والذي اعتمد على الحظر الجزئي في فترات محدودة مع التوعية الشاملة وفرض تطبيق الإجراءات الاحترازية وفتح الاقتصاد والعمل في ظل إجراءات احترازية أفضل وأجدى وأكثر وقاية من الكسل والخمول والحجر الذى يصيب الناس بأمراض أخطر من كورونا مثل السمنة والضغط.


وأضاف د. عمرو في نهاية كلمته أن العالم ينتظر ويترقب ويعلق آماله على اللقاحات العديدة التي تم الموافقة عليها أخيراً  في القضاء على  فيروس كورونا، أو على الأقل الحد من تفشيه، بعد أن عاش العالم عاماً كاملاً يعاني من الفيروس الذي غيّر أنماط حياة الشعوب، وأوقف دوران عجلات التنمية، وعطّل دواليب حركة الاقتصاد العالمي الذي تكبد خسائر هائلة.


من جانبه قال الكاتب الصحفي صبحي شبانة أن العالم شهد في الأسابيع الأخيرة موجة فيروسية جديدة تسببت في ارتفاع أعداد الإصابات في المملكة المتحدة بسبب  وجود طفرة جينية جديدة أنتجت فيروسا متحورا يتسم بسرعة انتقال المرض وبشدة العدوى التي تزيد بنسبة 70% عن عدوى فيروس كوفيد – 19 الأصلي لوجود تغيّرات جوهريّة في الأحماض الأمينية الموجودة على جسم الفيروس. 

وأضاف أن فيروس كورونا أخذ الجنس البشرى فى دورة كونية «عكس الاتجاه» وأطاح باستقرار الملايين حول العالم، وطبقاً لتقرير منظمة العمل الدولية فإن نحو مليارين من العمال حول العالم فقدوا وظائفهم، كما أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن الجوع الذي ينتج عن الغلق الاقتصادي يمثل أخطر تهديد للصحة فى العالم، مشدداً على أن نقص الغذاء يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل الالتهاب الرئوي، وأن النقص الحاد فى التغذية يؤدى إلى الوفاة، مضيفا أن العالم أمام أمرين كلاهما مُر، إما الموت جوعاً وهو مؤكد، أو الموت بكورونا وهو محتمل.


وتطرق الأستاذ الدكتور أيمن السعيد رمضان، أستاذ علم الأوبئة والفيروسات بجامعة الملك سعود، إلى تاريخ تطور ونشأة مجموعة فيروسات كورونا التي هي سلالة واسعة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان، وتسبب لدى البشر أمراضاً تنفسية تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس).

وكشف أن العلماء رصدوا أكثر من 4000 طفرة في فيروس كوفيد-19 خلال العام الماضي، لكن قليل منها ذو أهمية، لافتا إلى أن جنوب إنجلترا شهد في أكتوبر الماضي طفرة  كبيرة في تحور الفيروس داخل مجال ربط مستقبلات البروتين السكري، وزادت نسبة هذه الطفرة خلال 5 أسابيع من أقل من 1% إلى أكثر من 10% من سلالات الفيروس.

وأضاف أن السلالة الجديدة صاحبها زيادة في عدد الحالات في شهري نوفمبر وديسمبر إلى 4 أو 5 أضعاف مقارنة بشهري أغسطس وسبتمبر، مشيرا إلى أن السلالة الجديدة تزيد الانتشار بـ 70% لكن لم يصاحبها زيادة مماثلة في عدوانية الفيروس (المرضية والقدرة على إحداث وفيات).

ونصح أ.د. أيمن السعيد الجميع بتعاطي اللقاح ضد فيروس كورونا باستثناء من هم دون عمر 18 عاما والحامل والمرضع والمصابين بأعراض حساسية لمكونات اللقاح وبأمراض مثبطة للمناعة، وتحت إشراف طبي  لمرضى  الحساسية والربو والأمراض الجلدية ومن تعرضوا للعدوى خلال الأسبوعين الماضيين أو من عندهم حاليا أعراض مرض كوفيد19، كما نصح المتعافين من فيروس كورونا بتعاطي اللقاح بعد 90 يوماً من الإصابة.

    الاكثر قراءة