الإثنين 20 مايو 2024

بدلة الرقص القديمة.. ع الأصل دوَّر

30-4-2017 | 23:51

كتبت يارا حلمي

يحتل الفولكلور الشعبي مكانة خاصة في قلوب المصريين، تجعله رائجا في كل وقت، بكل أشكاله، ويمثل الرقص الشعبي أحد أهم صور الفلكلور المصري، ويتمتع بقاعدة جماهيرية عريضة، داخل مصر وخارجها، حتى أن أحد أهم المقتنيات التي يحرص السياح على حملها من مصر خلال وجودهم تتعلق بالرقص الشرقي، ويأتي على رأسها "بدل الرقص".

أسواق بدل الرقص في القاهرة كثيرة ومتعددة، لكنها تتركز في منطقة الغورية وشارع المعز، مع العديد من الأزياء الخاصة بهذا الفن، مثل أحزمة الخصر المطرزة، والأحذية الأرضية المحلاة أيضًا، والتي تحمل نفس تطريز البدلة.

ويمتلئ سوق ملابس الرقص بأشكال وأنواع مختلفة، ترضي جميع الأذواق، ما بين الشكل القديم الذي كانت ترتديه راقصات زمن الفن الجميل، والأشكال المتطورة التي وصلنا لها في الأيام الحالية، ولا يقتصر الأمر على البدلة التقليدية، ولكن هناك الجلباب المفتوح، الخاص بالرقص، وكذلك جلباب الرقص الصعيدي، الذي يتسيده اللون الأسود، ويُطرَّز بالكردان.

داخل بازار "كشمير" بشارع خان الخليلي، يقف عم محمد وسط بضاعته من بِدَل الرقص الكثيرة والمختلفة في الأشكال والألوان، يقول "بِدَل الرقص الموجودة هنا لن تجدوها في أي مكان آخر، لأنها فعلا مختلفة، ليس في الأشكال أو الألوانفقط، ولكن في القيمة والخامة".

وأضاف عم محمد لـ"الهلال اليوم " أن جميع البِدَل الموجودة عنده في البازار تم تنفيذها يدويًا، أو ما يُعرف بـ"هاند ميد"، موضحًا أن جميع الخامات المستخدمة بها مصرية، وأنه لا يستورد أي شيء من الخارج، لا الأقمشة ولا الأدوات المستخدمة في التطريز، وتابع "لدينا وِرَش لصناعة هذه البِدَل، وعُمَّال ماهرون، سواء في التصميم أو الحياكة أو التطريز".

يؤكد عم محمد أن البدل لها زبونها العادي، وليس الراقصات فقط، بل العرائس التي تشتريها كقطعة هامة ضمن ملابسها الخاصة، ذات الطابع الفلكلوري، مشيرا إلى أن البِدَل ذات التصميم القديم لها مريدوها، وأن بعض من يشترونها فتيات صغيرات، موضحًا أن هذا النوع يطلبه الأجانب والسياح أكثر من المصريات، وأنهن يعتبرن بدلة الرقص الشرقي القديمة هي الملبس الرسمي للرقص، وما دونها لا يتجاوز فكرة التجديد".

وعن أسعار بِدَل الرقص، قال عم محمد أن الأسعار تختلف باختلاف الخامات المستخدمة في كل بدلة، وكيفية حياكتها وتطريزها، مضيفًا أن هناك بدل مصنوعة من الساتان، وتتراوح أسعارها ما بين 100 حتى 350 جنيها، يليها البدلة الشيفون التي يصل ثمنها إلى 800 جنيه، لافتًا إلى أن الأغلى سعرا هي البدلة المطرزة يدويا، والتي يُستخدًم في تطريزها خامات متعددة ذات جودة عالية،ويصل سعرها إلى 1500 جنيه، موضحًا أن بعض القِطَع تستغرق في تطريزها عدة أيام، نظرا لدقة العمل بها.

ويوضح عم محمد أن الاذواق اختلفت في السنوات العشرة الأخيرة كثيرا، وأن الفتيات بدأن يتجهن إلى الموضة الجديدة في بِدَل الرقص، والتقاليع التي وضعها مصممون يخرجن عن الشكل المألوف في تصميم البدلة، مؤكدا أن الجلباب القصير المفتوح هو أبرز تلك التقاليع، وأن الجلباب بسيط، ويُحلَّى بالقروش المستديرة في تصميمه، ليكون مختلف، وقريب من بدلة الرقص، قائلا "البدلة القديمة التي كانت ترتديها الراقصات مثل تحية كاريوكا وسامية جمال منذ عشرات السنين هي الأصل، لكن لا يوجد شيء ضد التطوير الذي يلحق قطاره بالملابس مثل أي شيء آخر".