أحمد شامخ

(اليهود المصريون والحركة الصهيونية ) للدكتورة عواطف عبد الرحمن هذا هو عنوان كتاب الهلال الذي يصدر في 5/5/2017والذي يتضمن مجموعة من الحقائق التاريخية عن وضع اليهود في مصروحقيقة الحركة الصهيونية فمن الثابت تاريخياً إدراك شعب مصر المبكر لحقيقة الصهيونية خصوصاً بعد أحداث البراق (1939) فضلاً عن السجل الحافل من الشهداء والأسرى (120 ألف شهيد و 22 ألف أسير). الذين قدمهم الشعب المصرى فى حروبه مع إسرائيل دفاعاً عن الأمن القومى المصرى.

وقد أجمعت المصادر التاريخية المختلفة على أن علاقة اليهود بمصر ترجع إلى سنة 1650 قبل الميلاد حينما هاجر يعقوب وأولاده. إليها ثم استقر بعضهم فى منطقة الفيوم بعد خروج النبى موسى من مصر 1300 ق.م ولكن أهم جماعة يهودية جاءت إلى مصر كانت تلك الطائفة التى استقرت بالإسكندرية بعد فتح الإسكندر لفلسطين 322 ق.م هذا وقد تعرض اليهود فى مصر لتقلبات عديدة حتى كان الفتح العربى لمصر الذى حمل لليهود ازدهاراً واستقراراً كانوا قد حرموا منه منذ أمد طويل، وكذلك كان تأثير الفتح العثمانى لمصر 1517 حيث تمتع كثير من اليهود بنظام الامتيازات ورفضوا حماية الدول الأوروبية على الجنسية العثمانية . وقد شهد القرن التاسع عشر ازدهاراً وتطوراً للطائفة اليهودية، تمثل فى قدوم أعداد كبيرة من يهود أوروبا إلى مصر، حيث وجدوا مع سائر الأقليات والجاليات الأجنبية فرصاً كثيرة للعمل فى الميادين المالية والتجارية والمشاريع الخاصة ووظائف الدولة مما أدى إلى اتساع حجم الطائفة وزيادة عددها، فساعدها ذلك على التوسع فى بناء مدارسها ومستشفياتها ومعابدها ومؤسساتها الخيرية. وقد استمرت أسرة محمد على فى انتهاج سياسة فتح أبواب مصر أمام الأجانب، حيث فتحت البلاد أكثر للأجانب اليهود الأوروبيين الذين جاءوا إلى مصر بحثاً عن الثروة أو العمل أو هرباً من الاضطهاد فوجدوا فيها الأمان والاستقرار الدينى والمادى ولاقوا من السلطات المصرية كل رعاية وتشجي. 

والسؤال الجوهرى الذى يطرح نفسه حالياً وبإلحاح على المستوى المصرى هو ماذا قدمت مصر (حكومة وشعباً) لليهود وماذا قدم اليهود لمصر؟