أثرت الزهور منذ القدم قلوب الملايين، فلها سحر خلاب يأخذ العين ويجعلها تتعلق بشكلها الجميل، ودائمًا تستخم كرسائل مباشرة بين المحبين، فعرفت بين البشر الأوائل كرمز للجمال، ومثل أي كائن حي لها عمر وفي النهاية تذبل وتموت ولكن، العلماء اكتشفوا نوع جديد من الأزهار خالد بخلود كوكب الأرض.
وبدأت الزهرة المكتشفة حديثًا، أخيرًا للتعرض إلى الشمس، بعد ما يقرب من 100 مليون سنة من تفتحها، إذ حدد الباحثون في جامعة ولاية أوريجون نوعًا جديدًا من نباتات كاسيات البذور، أو النباتات المزهرة، من العصر الطباشيري والتي تم حفظها في قطعة من العنبر وجدت في ميانمار.
ويطلق عليها اسم "Valviloculus pleristaminis"، وهي تنتمي إلى عائلة الغار وترتبط بالقلب الأسود الساسفراس الموجود في أستراليا، وتنقسم ميانمار وأستراليا بأكثر من 4000 ميل من المحيط، ولكن في الوقت الذي كانت فيه هذه الزهرة مغطاة بالراتنج، كانت جزءًا من شبه القارة المعروفة باسم "جوندوانا لاند".
ويشير اكتشاف الزهرة إلى أن الصفيحة القارية فصلت في وقت متأخر جدًا عما كان يُفترضه العلماء في السابق، وقال جورج بوينار جونيور، عالم الحفريات في قسم علم الأحياء التكاملي في جامعة ولاية أوهايو: "هذه ليست زهرة عيد الميلاد تمامًا ولكنها في منتهى الجمال، خاصة بالنظر إلى أنها كانت جزءًا من غابة تشكلت منذ ما يقرب من 100 مليون عام".
ويبلغ قطر الزهرة المذكرة صغيرة الحجم حوالي 2 ملم، لكنها تحتوي على حوالي 50 سداة مرتبة على شكل حلزوني، مع كأس ينظر إلى السماء، والسداة هي جزء من الزهرة الذكرية التي تنتج حبوب اللقاح، بينما الأخرى هي رأس السداة المنتجة لحبوب اللقاح.
وقال بوينار، مؤلف التقرير عن الاكتشاف في مجلة معهد البحوث النباتية في تكساس: "على الرغم من صغر حجمها، إلا أن التفاصيل المتبقية منها مذهلة وهذه هي المرة الأولى الذي نعثر على اكتشاف بهذا الشكل".