مجددا يطل وزير دفاع البهلول القابع في إسطنبول "خلوصي أكار" مرتديا لباس زور عنوانه بطولة حنجرية قائمة على استخدام المرتزقة في معارك العبث التركي في منطقتنا العربية.
ولأن النظام التركي - وهو عبارة عن عصابة مدعومة من ميليشيات تستجلب رزقها من "أتاوات" دولية مدعومة من بعض الأنظمة التافهة سياسيا العظيمة ماليا كقطر وغيرها – يفتقر إلى أدنى شرعية دولية يمكنه التحرك على أساسها، فبعد أن حاصرت مصر أحلامه التوسعية بدءا من 30 يونيو التي قصمت ظهره وانتهاء بحصاره ومنعه من الاستيلاء على أرصدة الغاز الطبيعي في البحر المتوسط يحاول أردوغان وصبيانه التمسك بالأمل الأخير له وهو ليبيا وثرواتها.
من أجل هذا مازال النظام الفاجر يساند حكومة بلا شرعية ومجرد ألعوبة في يده وهي حكومة الوفاق وعجيب أن يطلق عليها هذا الاسم فليبيا لم تشهد يوما في عهدها اتفاقا ولا وفاقا.
وعلى الرغم من اتفاق الصخيرات الذي تم في المغرب عام 2015 لا يمنح حكومة السراج المنتهية ولايتها صلاحية عقد اتفاقات أمنية أو اقتصادية إلا أن أردوغان وعصابته يدركون أنها حكومة موالية لا تملك لنفسها ضرا ولا نفعا وستقبل أي شئ وستمرر أي اتفاق طالما امتلأت حساباتهم البنكية بالمزيد من الأموال الحرام.
وبعد أن شاهدت حكومة السراج والعثمانلي المخبول الذي يواليها أن حصارها بات أكثر ضيقا وهي تشاهد التأثير المصري الكبير الذي لا يحمل إلا أجندة خالصة للشعب الليبي الشقيق الذي تتنازعه الأطماع الغربية و الأوهام العثمانلية فأصاب عصابة أنقرة الجنون وهي ترى الأمم المتحدة وهي تعترف بالواقع الجديد في ليبيا وتمنح جيشها الوطني وقائده خليفة حفتر كل الدعم وكل الاعتراف كما أصاب تلك العصابة الإحساس بتآكل الحلم وهي ترى الوفود الممثلة للشعب الليبي تجتمع بالقاهرة وتعلنها حليفا شرعيا يجمعها به أخوة الدم ومن قبلها المصلحة الوطنية.
فمصر من مصلحتها أن ترى جارتها مستقرة مستقلة طاهرة مطهرة من دنس احتلال قوة خارجية أو نجاسة ميليشيات لا ترقب في أهلها إلا ولا ذمة كما أن مصلحة ليبيا أن تحافظ على وحدة أراضيها وأن تمتلك قرارها وتنعم بثروات أرضها على خلفية من تأييد شعبي حقيقي لا يعرف معناه أو يفهم كنهه "أكار" و"أردوغان" وتلك العصابات الدولية التي تبني مجدها على جثث الشعوب وتشريدها.
إننا ندرك أن العبث التركي في ليبيا ليس له مقصد أو هدف إلا محاولة لنقل الخراب إلى مصر وأن تبقى حدودها منفذا لسمسارة الهدد الوطني الذين ينقلون بالطائرات من دولة إلى أخرى، فأردوغان ومن يواليه يدركون أنهم لن ينعموا بالحرية الكاملة في العبث إلا ومصر تعي حالة من عدم الاستقرار كتلك التي عاشتها عقب ثورة 25 يناير إلى أن تلك النوايا الخبيثة التي يحملها النظام التركي غادرت محلها وهو القلب إلى العلن حتى أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل صراحة أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدى إن حاول هؤلاء المرتزقة تخطي خطر سرت- الجفرة وأن ذلك إن حدث فهذا يعني مباشرة تدخلا عسكريا مصريا ضد محاولة تهديد أمنها القومي.
إن تصريحات الوزير التركي عن استعداد المرتزقة للتحرك في ليبيا تحت دعم من الجيش التركي مجرد تصريح رجل خائف يدرك أن خيوط اللعبة التي بيده باتت تتفلت منه حيث كانت تصريحات المشير حفتر بضرورة طرد المحتل الأجنبي وصنع السلام بأيدي الليبيين بمثابة صفعة زادت من ألم الإهانة التي يشعر بها النظام التركي الذي يعيش على الصراعات ويتقوت من تزكيتها.
نعم سيحاول أردوغان ومرتزقته عبور الخط الأحمر وتكسير الجيش الوطني الليبي الذي يتنامي باطراد عددا وعتادا، لكن الحمق الذي يعميه عن تبصر خطوات أقدامه تخفي عنه أنه مقبل على فخ عميق لن ينجو منه ولا مرتزقته، فالقدم المصرية كانت أسبق وأكثر رسوخا سواء على الصعيد السياسي أو العسكري في هذا الملف.
وإن كنا نكره القتال والاقتتال إلا أنه إن كتب علينا دفاعا عن مصر وشعبها فأهلا به ومرحبا وفي النهاية فجانب الحق واضح وضوح الشمس، ومن يقاتل تحت راية الضلال والتخريب واضح أيضا ولم ينتصر باطل على حق مهما طال وقت إحساسه بنشوة انتصار مزعوم .
إن إعلان وزير الدفاع التركي الحرب في وقت يسعى العالم فيه إلى سلام واستقرار في ليبيا جريمة تستوجب تصدى المجتمع الدولي لها كما أن دعم الجيش الليبي ورفع حظر تسليحه هو أولى خطوات إحلال السلام في ليبيا فلابد للحق من قوة تحميه ولابد للباطل من قوة تردعه.