وكأن العالم كله في ناحية ومصر في ناحية أخرى. كل شيء جميل جدا وعادي جداً جداً.
العالم كله يتبع أساليب وطرق عديدة لمواجهة فيروس كورونا ونحن حتى اللحظة غير مقتنعين على الأقل بارتداء الكمامة الواقية من العدوى القاتلة.
الحكومة فرضت محاذير عديدة والناس في واد آخر . تم تجميد والغاء الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيد في لكني وجدت مولات ومحال ضخمة جدا أقامت الشوادر في الشوارع وإحالتها بالزينات والكهارب اللازمة ، واكتظت الناس من هنا وهناك للفرجة والشراء والاحتفال بالأعياد بلا حذر أو ضوابط، وهذا ما رأيته في شبرا والزيتون والترعة البولاقية وغيرها من شوارع العاصمة وهو ما يحدث في كل المناسبات. وتري كل الأسواق في شدة الزحام والناس يتزاحمون بلا وعي.
ومنذ أيام قليلة مضت حضرت بطولة تنشيطية للسباحة شارك فيها مجموعة ضخمة من الناشئين والناشئات وبالطبع كان وراءهم جيوش جرارة من الأهالي والمتابعين وأقيمت السباقات بحمام السباحة الرسمي بنادي الزهور بمنطقة التجمع الخامس وامتلأت المدرجات ولا كأنها مباريات الأهلي والزمالك واختلط الحابل بالنابل وضاق المكان بمن فيه .
وتابعت بعدها الأحداث وعلمت أن العشرات مما نعرفهم قد أصيبوا بالفيروس ومنهم ما يزال في مراحل العلاج، وكنت قد شاركت بالمشاهدة تحت ضغوط قوية من حفيدتي التي تمارس السباحة ووصلت إلى مراحل متقدمة على مستوى مسابقات الناشئين والناشئات للسباحة القصيرة. وهناك عشرات المسابقات في مختلف اللعبات والتي تتكرر فيها تلك التجمعات البشرية المخيفة في ظل انتشار كورونا. ولا أقول نخاف ونجلس في بيوتنا ولكن لا بد من الحذر الشديد مع كل خطوة نخطوها للتقليل من عدد الإصابات المنتشرة بين الناس.
ونعلم أن مصر مقبلة على أول الأحداث الرياضية العالمية بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة اليد بمشاركة 32 فريقاً من مختلف أنحاء العالم ، وهناك خطط وبرامج احترازية للخروج ببطولة نظيفة، وبدأت بروفات التنظيم مبكراً ولمواجهة أي ظروف طارئة أثناء البطولة والتي تجئ في ظروف نريد من خلالها أن ننظر للعالم من زاوية معينة، ونريد أن ينتظر إلينا العالم كله بنظرة جديدة بعد سلسلة المهاترات والتي تسعي أن تحط من قدر مصر وبأي طريقة.
هذه ليست دعوة لفرض مزيد من القيود، ولكن نداء ورجاء بضرورة إتباع الخطوات اللازمة والإجراءات الواقية من شر أي مرض من الأمراض.