أكدت الدكتورة هويدا مصطفى أمين عام جمعية كليات الإعلام العربية وعميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة، أن التكنولوجيا الرقمية بجميع أشكالها وصورها يمكن أن تكون الجسر نحو المعرفة الجديدة، وإثراء العملية التربوية، وتجديد النظم التعليمية بشكل عام.. مشيرة إلى أن مجتمع المعرفة وتحدياته فرض تحولات تربوية في سياسات الجامعات واستراتيجياتها، ومناهجها، وبرامجها، وطرق وأساليب التدريس، ونظم الامتحانات والتقويم.
وأضافت مصطفى - في كلمتها خلال المؤتمر الدولي الافتراضي الذي عقدته رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع جمعية كليات الإعلام باتحاد الجامعات العربية اليوم /الثلاثاء/ بعنوان "الجامعات والتحول الرقمي.. الفرص والتحديات" - إن المجتمعات المعاصرة في العقدين الماضيين شهدت تطورات متسارعة في شتى مجالات الحياة الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية، والمعلوماتية، وقد أفرزت تلك التطورات العديد من المفاهيم الجديدة، منها مجتمع المعرفة، والثورة المعرفية، والثورة التكنولوجية، والتعليم الرقمي، وغيرها من المفاهيم ذات الدلالات والأبعاد، التي تعبر عن التقدم العلمي والتكنولوجي.
وأوضحت أنه مع ظهور التكنولوجيا الرقمية تغير العالم بشكل كبير ومستمر، في الحياة المهنية والشخصية مما أثر على المجتمع، وأصبحت التكنولوجيا جزءا لا يتجزأ من تفاعل الناس في التعليم أو الوصول إلى المعرفة والمعلومات، وهذه التكنولوجيات الجديدة جعلت الجامعات أكثر جودة عما قبل.
وأوضحت أنه أمام هذه الثورة العلمية والتكنولوجية الهائلة التي صاحبت مجتمع المعرفة، تضاعفت المعرفة العلمية والتكنولوجية في فترات قصيرة، ونجم عن الثورة الرقمية تطورات في الحياة الإنسانية، وغرس العديد من الأفكار الجديدة إزاء التعليم الرقمي، وأصبح هذا النوع من التعليم له دور في التوظيف الاجتماعي، وحل مشكلات الفرد و المجتمع من خلال الاعتماد على المعلومات والبيانات.
وبينت أنه من أهم الأدوار التي يفرضها مجتمع المعرفة على الجامعات هو التوظيف المكثف لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتحول من استهلاك المعرفة إلى إنتاجها والتحول إلى مجتمعات التعلم، والتحول من العزلة عن المحيط المجتمعي إلى الإسهام الفاعل في بناء مجتمع المعرفة.
وأكدت مصطفى أن التعليم التقليدي أصبح غير ملائم لإعداد أجيال قادرة على المنافسة في عصر المعرفة، وحل محله أساليب أخرى تعتمد على الاستنتاج والمنطق، واستخدام أساليب المحاكاة والواقع الافتراضي والتعليم التفاعلي، وهذه الأساليب لا يمكن تحقيقها بالطرق التعليمية التقليدية وإنما باستخدام التكنولوجيا والتحول إلى التعليم الرقمي الذي يهدف إلى خلق أجيال مسلحة بالوسائل والمهارات المطلوبة للدخول إلى العصر المعرفي.
وقالت إن التحول الرقمي فرض على المؤسسات الاستفادة من التقنيات الحديثة لتكون أكثر مرونة في العمل وقدرة على التجديد والابتكار، وبهذه السمات تتمكن من مواكبة العصر ومواءمة الاحتياجات المتجددة بشكل أسرع لتحقيق النتائج المرجوة.. مشيرة إلى أنه من أجل النهوض بالجامعات في عصر المعرفة والتحول الرقمي يجب تحسين وتطوير طرق وتقنيات التدريس والتدريب لتتوافق مع التطور العام لتكنولوجيا المعلومات والاتصال.
وطالبت مصطفى بالبحث عن أساليب ونماذج تعليمية جديدة لمواجهة العديد من التحديات على المستوى العالمي، ومنها زيادة الطلب على التعليم، وزيادة كم المعلومات في جميع فروع المعرفة المختلفة، إضافة إلى ضرورة الاستفادة من التطورات التقنية في مجال التعليم العالي.. موضحة أن التحول الرقمي في الجامعات أصبح اتجاها عصريا يتوافق وطبيعة متغيرات العصر ومتطلباته.