الأحد 28 ابريل 2024

تركيا تودع 2020 بأرقام مأساوية.. والتضخم دليل على عجز أردوغان

عرب وعالم30-12-2020 | 20:51

تستمر نتائج سياسات أردوغان الفاشلة في الظهور، مع توقع أن يبلغ التضخم في تركيا 14.2% بنهاية 2020.


وتوقع خبراء اقتصاديون في استطلاع للرأي أجرته رويترز أن التضخم السنوي في تركيا من المتوقع أن يبلغ 14.20% في نهاية 2020 ليتجاوز تقديرات الحكومة بعد تراجع لليرة في معظم العام.


للشهر الثاني.. تركيا تقر بانهيار المعنويات الاقتصادية

وظل التضخم حول 12% في معظم 2020 قبل أن يرتفع على غير المتوقع فوق 14% في نوفمبرالماضي بعد تراجعت قيمة الليرة التي هبطت في إحدى المراحل 30% مقابل الدولار منذ بداية العام.


وما يزيد من آلام الأتراك، تعرض الليرة التركية لضربة قوية بسبب انخفاض قياسي في قيمة العملة، وصل لأكثر من 30% مقابل الدولار هذا العام، مع نضوب احتياطيات النقد الأجنبي بشدة.


ويرى المحللون، أنه بالرغم من إقالة محافظ البنك المركزي التركي، وقبول استقالة صهره وزير المالية السابق بيرات البيرق، إلا أن الرئيس التركي يواصل تدخله في السياسة الاقتصادية وإملاء الأوامر على محافظ البنك المركزي الجديد وسائر المسؤولين الاقتصاديين، لضبط أسعار الفائدة، وتخفيض معدّل التضخّم، بطريقة بعيدة عن منطق الأسواق والاقتصاد.


خريف أردوغان.. غليان في تركيا بعد "فضيحة" الأجور

ويضيف المحللون، أن استمرار تدخل أردوغان وفرض سياساته الفاشلة في الاقتصاد تساهم في زيادة الأعباء على الاقتصاد المأزوم أساساً، وتزيد الشكوك بقدرته على تحقيق أي تعافٍ في وقت قريب.


وفي استطلاع للرأي أجرته احدى وسائل الاعلام العالمية - بين 14 خبيرا اقتصاديا ، بلغ متوسط التقديرات للتضخم السنوي لتركيا في ديسمبر الجاري 14.20% وتراوحت التقديرات بين 13.70% و 15.27%.


وكانت الحكومة قد توقعت في برنامجها المتوسط الأجل أن التضخم سيبلغ 10.5% في نهاية 2020 .


تركيا تواجه أعقد أزماتها.. عشوائية حكومية تدمر الاقتصاد

ومن المقرر أن يعلن معهد الإحصاء التركي بيانات التضخم لشهر ديسمبر الجاري في 4 يناير المقبل.


تراجع مؤشر المعنويات الاقتصادية

كما واصل مؤشر المعنويات الاقتصادية في تركيا، التراجع للشهر الثاني على التوالي، وسط ارتفاع وتيرة المخاطر التي يعاني منها الاقتصاد.


والثلاثاء، أظهرت بيانات من معهد الإحصاء التركي، أن مؤشر المعنويات الاقتصادية في تركيا انخفض 3.5% على أساس شهري في ديسمبر إلى 86.4 نقطة، إذ دفعت قفزة في وتيرة حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا أنقرة إلى فرض حظر تجول وإجراءات إغلاق.


طوابير فقراء تركيا لا تعرف التباعد.. زحام للفوز برغيف خبز مجانا

وبلغ المؤشر في وقت سابق من العام الجاري مستوى قياسيا منخفضا على خلفية إجراءات لمكافحة فيروس كورونا.


وارتفع لستة أشهر متتالية مع تخفيف القيود قبل أن يعاود النزول في نوفمبر الماضي.


ومع انتشار وباء كورونا، تفاقم الركود الاقتصادي في البلاد. وبعد تسعة أشهر، من اجتياح موجة ثانية من الفيروس عبر تركيا، هناك علامات على أن جزءًا كبيرًا من السكان غارق في الديون وأنهم يعانون من الجوع بشكل متزايد.


ويكافح الأتراك لتأمين الحد الأدنى من المعيشة مع هبوط قيمة الليرة التركية وارتفاع التضخم لخانة العشرات لمدة تفوق العامين.


وتدهور الاقتصاد التركي بعد أن شدد أردوغان قبضته على البلاد، بما في ذلك الاقتصاد، من خلال الحصول على سلطات جديدة كاسحة في ظل نظام رئاسي جديد تم إعلانه في عام 2018.


ويستشهد المراقبون الدوليون بهذه التغييرات كسبب رئيسي للقلق بشأن الهبوط الاقتصادي في البلاد.


العقوبات الأمريكية على تركيا تفجر 3 أزمات في وجه أردوغان

وقالت موديز في تقرير هذا الشهر: "الحوكمة الضعيفة والمتدهورة في تركيا هي نقطة ضعف ائتمانية رئيسية، والتي عززت قرارنا بخفض تصنيف تركيا إلى عدة درجات منذ إدخال النظام الرئاسي في منتصف عام 2018".


كما توقع المركز البريطاني لبحوث الاقتصاد والأعمال، أن يتراجع الاقتصاد التركي للمرتبة الـ22 في عام 2021.


وقالت وكالة موديز انفستور سرفيس مؤخرًا، إلى جانب التضخم المكون من خانتين، تواجه البلاد الآن أزمة في ميزان المدفوعات.


بعد أن مثّلت الأعوام الثلاثة الأخيرة، انتكاسة كبيرة على صعيد اقتصاد البلاد، وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا، شعبه من جديد، بأن يكون العام القادم 2021 عام "الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية".


ووصف أردوغان أسعار الفائدة بأنها "أصل كل الشرور" ويرى أن أسعار الفائدة المرتفعة تذكي التضخم. وكثيرا ما قال إن متاعب تركيا الاقتصادية نتيجة لهجمات خارجية على الاقتصاد.


ودأب أردوغان على عدم الإقرار بالواقع الاقتصادي الصعب في بلاده، محاولاً الإنكار بشكل مستمر بوجود أزمة معيشية متفاقمة، وذلك عبر الهروب إلى الأمام، وتكرار أنّ هناك مؤامرات خارجية تستهدف الاقتصاد التركي.

ووفقا لموقع "أحوال" التركي، فقد أكد خبراء اقتصاديون أن الاقتصاد التركي ينتقل من أزمة إلى أزمة أخرى، وأنّ أيّ حلّ مستعجل أو سريع تعلن عنه الحكومة يصبح مشكلة لاحقاً لأنّه يعتمد على حلول وإجراءات توصف بأنّها ترقيعية ولا تجدي نفعاً على المدى المنظور.


    Dr.Randa
    Dr.Radwa