تعد أم كلثوم، رمزا غنائياً كبير على الصعيدى العربى والأجنبى، ورغم هذا لم تقم بالغناء في الدول الخارجية سوى مرة واحدة أثنا زياراتها لمدينة باريس حيث أحيت حفلين ضخمين في هذه السفرية.
وكانت النكسة قد وقعت في مصر وتسببت في خسائر بشرية كبيرة، والحزن خيم علي جموع الشعب المصري، وأثناء هذا الحزن فاجأت أم كلثوم الشعب المصري، بالإعلان عن حفل ضخم في باريس، وهو ما أثار التعجب وقتها، حيث كانت النكسة قد وقعت قبل خمس أشهر تقريباً، ولكن أم كلثوم قررت أنها ستقوم بحفلها فى فرنسا ولن تقم بإلغائه، وستقوم بالتبرع بكل إيراداته لصالح ما يعرف بـ"المجهود الحربي".
وكان الحفل الأول لأم كلثوم في 13 من نوفمبر بباريس، قد شهد حضوراً غير مسبوقاً في فرنسا، فأم كلثوم كانت وجهاً عالمياً معروفاً وقتها، كما انها لم تقم بالغناء في اى دولة أجنبية من قبل، فكل حفلاتها كانت في الدول العربية، وقد غنت في هذا الحفلة أثنان من أغانيها المشهورة، أولهم "أنت عمري" وهي الأغنية التي عرفت بأسم "لقاء السحاب"، حيث لأول مرة يجتمع الاسمان الكبيران موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم معاً، وهي من كلمات أحمد شفيق كامل، كما غنت أيضاً في هذا الحفل "الاطلال"، وهي أغنية من ألحان السنباطي، وكلمات ابراهيم ناجي.
وبعد النجاح الكبير لحفلتها قامت بالغناء في باريس بعدها بيومين في 15 من نوفمبر، وأنشدت فى هذا الحفل ثلاث أغنيات، الأولى كانت اعادة لأغنيتها "الأطلال"، والتى سبق وان غنتها في حفلها الأول، والأغنية الثانية كانت "أمل حياتى"، وهى كانت من ألحان محمد عبد الوهاب أيضاً، بعد نجاحهم معاً سابقاً، ومن كلمات أحمد شفيق كامل، والأغنية الثالثة التي قامت بغنائها هى "فات الميعاد"، وهى من كلمات مرسي جميل عزيز، ومن ألحان بليغ حمدى.
وتعد زيارتها لباريس تاريخية، حيث شهدت الحفلتين نسبة حضور تاريخي علي مسرح "الأولمبيا" الشهير بباريس، وحقق أرباح ضخمة قدرت ب212 ألف استرليني، والتي تم التبرع بها لصالح أعادة بناء الجيش المصري مرة أخرى.