يصدر قريبا عن دار "المصرية اللبنانية" رواية جديدة بعنوان "قارئة القطار" للروائي إبراهيم فرغلي، وهي نص يقدم التشويق والإثارة واللغة الشاعرية، يجمع إبراهيم فرغلي في هذه الرواية بين أدبيات "رواية الطريق" حيث تتحقق الأحداث بأكملها من خلال رحلة أفقية، وبين التأمل العميق للأفكار والهواجس، ويمزج ببراعة بين مستويين، أحدهما واقعي والآخر حلمي يجعلنا عالقين في مسافة ضائعة، شديدة الالتباس، بين ما نظنه الواقع وما نعتقد أنه الخيال.
"قارئة الطريق" يجري فيها البطل للحاق بقطاره، قبل أن يفقد الذاكرة، ليكتشف أنه قد أضاع وجهته ولم يعد يعرف إلى أين يجب أن يصل ولا في أي محطة ينبغي أن يغادر. في الوقت نفسه، يفاجأ أن القطار الذ استقله خال تماما من المسافرين، كأنه أصبح المرتحل الوحيد في عالم فقد مغادريه.
وقبل أن يعثر على شريكة وحيدة في الرحلة: امرأة غامضة آخذة في قراءة كتاب غريب، تخبره أنها تقرأه كي لا يتوقف القطار. في ذروة يأسه واستغرابه تبدأ "قارئة القطار" بسرد ما تخبره أنها قصته الشخصية التي نسيها، ليجد نفسه شاهدا على تغريبة من الجنوب للشمال، بطلها فتى خرج من مقبرة حيا، ليبدأ رحلة هربا من ماضيه، رحلة الواقع في "الدرجة الأولى" للخيال!
وجاء في الرواية: "فتشتُ في جيوبي بحثًا عن التذكرة، فيما ألحَّ سؤالٌ مباغت لم أُحر له إجابة: إلى أين يتجه هذا القطار؟ فتحتُ الحقيبة وأخذتُ أعبث بما فيها، وبدا لي أنني نسيتها في المقهى. مسحتُ العرق على جبهتي بظهر كفي، وابتسمتُ لفكرة أنني أضعتُ نفسي في قطارٍ لا أعرف وجهته".
الروائي إبراهيم فرغلي، أحد أبرز الروائيين المصريين في جيل التسعينيات، أصدر خمسة عشر عملا بين روايات ومجموعات قصصية وكتبا في أدب الرحلات، فضلا عن إسهامه البارز في أدب اليافعين. وقد نال عددا من الجوائز المهمة منها جائزة ساويرس لكبار الكتاب مرتين عن روايتيه "أبناء الجبلاوي" و"معبد أنامل الحرير"، والثانية أدرجت أيضا على اللائحة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر العربية" عام 2016.