السبت 18 مايو 2024

ألبير كامو.. الإنسان المتمرد (بروفايل)

فن3-1-2021 | 18:30

واحدة من أشهر أقوال الفيلسوف الوجودي، الكاتب المسرحي والروائي ألبير كامو هي: "إن مهمتى ليست أن أغير العالم فأنا لم أعط من الفضائل ما يسمح لى ببلوغ هذه الغاية، ولكننى أحاول أن أدافع عن بعض القيم، التي بدونها تصبح الحياة غير جديرة بأن نحياها ويصبح الإنسان غير جدير بالاحترام" ويمكن القول أن جملته تلك، هي أساس فلسفته، بل يمكن أيضا أن نعتبرها الجملة الأساسية التي بنى عليها الطريق الخاص به في الحياة، حيث يتم تصنيف ألبير كامو في المقام الأول ككاتب مسرحي وروائي، إلا أنه استخدم أفكاره الفلسفية ببراعة في كل ما كتب حتى أنه كتب في أعماله عن الوجود، الحب، الموت، المقاومة والحرية.


ولد ألبير كامو، في 7 نوفمبر عام 1913، بأحد بلدات الجزائر، لأب فرنسي وأم إسبانية، ورغم أنه تربى في بيئة فقيرة جدا، خاصة بعد أن توفى أبيه في الحرب العالمية الأولى بعد مولده بسنة واحدة، إلا أن تفوقه في دراسته وقدراته العقلية القوية جدا، كانت سببا في حصوله على المنح الدراسية التي ساعدته أن يستكمل دراسته حتى تخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة من جامعة الجزائر، ومع عام 1936 كان كامو قد حصل على الدراسات العليا في قسم الفلسفة.



استطاع ألبير كامو، أن يعبر عن فلسفته الوجودية من خلال كتابين اثنين، هما "أسطورة سيزيف" الذي صدر عام 1942، و"الإنسان المتمرد" 1951، فشرح من خلال هذين العملين مفاهيم: العبثية والتمرد، ففي كتابه الأول، تناول كامو أسطورة الفتى الإغريقي، الذي كان لزاما عليه أن يعيد الصخرة إلى قمة الجبل مرارا، وتسقط متدحرجة إلى الأسفل تكرارا، ويعيدها فتسقط، زحفا أبديا إلى قمة الجبل، هكذا هو الإنسان عند كامو، تحديدا الإنسان الذي قدر له أن يعيش الشقاء بلا جدوى، أن يعيش بلا أمل في النجاة والبقاء، أن يعيش حياة بلا معان واضحة.


أما في الكتاب الثاني، فيقول فيه كامو: "نحن لا ننشد عالما ليس فيه قتل، بل إلى عالم لا يمكن فيه تبرير القتل"، هذا هو المتمرد، الذي قد يضع حياته على المحك، من أجل أن يحقق حريته، لكن الأزمة الحقيقية من وجهة نظره هي أن البشر إما أحرارا أو عبيد، لذا فإن ذلك قد يؤدي إلى الـ"معضلة وتناقض مفرط في الألم".. فيحاول كامو من خلال صفحات كتابه أن يحلل تمرد الإنسان منذ بداية التاريخ، حين كان الإنسان يمكن أن يكون "كالدمية أمام سيده" حتى فترات الرأسمالية الصناعية، ويؤكد كامو من خلال هذا الكتاب أن التمرد ينتج عن مشهد ينعدم فيه المنطق أمام وضعا جائرا.


كتب ألبير كامو مقال يتحدث فيه عن عقوبة الإعدام، وبسبب هذا المقال، فاز بجائزة نوبل ليصبح ثاني أصغر أديب يفوز بهذه الجائزة في العام 1957، وقيل وقتذاك عن حصوله على الجائزة "أن إنتاجه على صعيد الرواية والفلسفة والمسرح ليس بتلك الكثرة، لكنه لا يخلوا من غزارة المعنى". لكنه لم يلبث أن توفي في حادث سيارة يوم 4 يناير عام 1960، وهو في السادسة والأربعين من عمره، 

ومن مؤلفات كامو: "السقوط"، "الغريب"، "الطاعون"، "السقطة"، "المقصلة"، "الموت السعيد"، "الرجل السعيد"، "كاليجولا" و"سوء تفاهم".





    الاكثر قراءة