الخميس 23 مايو 2024

"لويس برايل ".. نور المكفوفين

فن4-1-2021 | 11:47

يصادف اليوم ذكرى ميلاد لويس برايل العازف والمدرس ومطور ومخترع كتابة برايل للمكفوفين، كما يوافق ذكرى اليوم العالمي الذي حددته الأمم المتحدة للغة برايل تكريماً لذكرى مكتشفها.


ولد لويس برايل في مثل هذا اليوم لعام 1809 في مدينة صغيرة تدعى كوبفراي في فرنسا، وهو في الثالثة من عمره كان يلهو في ورشة والده فأصاب عينه بواسطة عصا بها مثقابين. 


على الفور أتت أسرته بطبيب من بلدته والذي حاول مداوة جرح عينه الغائر و حدد موعد مع طبيب جراح مشهور في باريس لإجراء عملية لعين لويس ولكن في فترة بسيطة أمتد دمار عينه للعين الأخرى وتدمرت هي الأخرى وفقد بصره تماماً عند سن الخامسة من عمره، ولم تفلح معه أي عمليات جراحية.


كان برايل محظوظ أنذاك بتشجيع ودعم عائلته له وهو الأمر الذي كان نادر الحدوث في ذلك الوقت، حيث كان يلاقي المكفوفين أو ذوي الهمم عاملة سيئة من الجميع، وبسبب تشجيع عائلته له أصبح تلميذ متفوق يسمع ويتعلم ويناقش ما تعلمه بعقلية فذه وعبقرية لا تتماشى مع كونه طفل.


في عمر 10 سنوات حصل برايل على منحة لاستكمال دراسته في معهد المكفوفين بباريس، وقد ذهب إلى هناك بالفعل ولكنه وجد أن المعاملة سيئة للغاية في المعهد حتى في الطعام والشراب ولكنه تحامل وأكمل دراسته هناك وكان طالباً متفوقاً وتحديداً في دروس الموسيقى التي برع بها لاحقاً.


المعهد أنذاك كان يوجد فيه آلة تكتب على الورق من جهة فتبرز من الجهة الأخرى ويلمسها الكفيف بإصبعه لقراءتها، وهذا النظام كان له الكثير من السلبيات إذ لم يكن نظامًا عمليًا لنشر الكتب، وعلى الرغم من ذلك كان المعهد  يحتوي على 14 كتاب بذلك النظام، برايل قرأها جميعها.


وفيه كتاب فكرة للنجاح يقول عبد الرحمن توفيق: "إن نظام برايل يقوم على أسلوب الاتصال الذی وضع أصلا من قبل تشارلز باربیيه" رداً على طلب "نابليون بأن يكون هناك رمز للجنود يمكن أن يستخدم للاتصال في صمت ودون ضوء بالليل، وسميت بكتابة الليل".


يعد نظام باريييه معقداً للغاية بالنسبة للجنود وقد رفض من قبل الجيش. . وفي عام 1821 زار المعهد الوطني للمكفوفين في باريس بفرنسا حيث التقى مع لويس برايل"، حدد برايل الفشل الأكبر في الرمز وهى أن الإصبع البشرى لايمكن أن ينتقل كله على الرمز دون التحريك وهكذا لا يمكن التحرك بسرعة من رمز واحد إلى آخر، فكان تعديله لاستخدام خلايا للنقاط - في طريقة برايل – والتى أحدثت ثورة في الاتصال الكتابي للمكفوفين.


وفي أبجدية برايل يمكن أن ينظر إلى طريقة برايل على أنها أول مخطط ترميز ثنائي في العالم لتمثيل الأحرف في نظام الكتابة ويتألف النظام كما اخترعه برایل من جزءين:

- ترميز الأحرف لرسم الخرائط للأحرف الفرنسية إلى أنابيب نت 1 بايت أو نقاط.

- طريقة لتمثيل الأحرف 1 بایت كنقاط مثارة في خلية برايل. 


وصفحة لمعيار برايل هي 11 بوصة بنسبة 1 بوصة وعادة ما يكون لديها حد أقصى من 40 إلى 43 من خلايا برايل في كل سطر 25 سطراً.


الترميز:

في الأصل كان يتصور لويس برایل وجود سلسلة من الأحرف تستخدم النقاط الأربعة الأعلى في خلايا برايل والتي تمثل رسائل a من خلال نقطة 3 يضاف إلى كل منها من خلال رموز ليعطي خطابات k من خلال t كلا من النقاط السفلى نقطة "3 و 1" تضاف للرموز من a من خلال e لتعطى خطابات u و X و y و 2 الخطاب W هو استثناء للنمط بسبب الفرنسية.


وطريقة برايل التى تنتج في المملكة المتحدة ليس لديها حروف، حيث إن رموز برايل تمثل الاختزال المنتج على جهاز ينقش على شريط ورقي "ويمثل الرياضيات" رمز نیمث برايل والنونات الموسيقية موسیقى برايل. 


ويشرح عبد الرحمن بن عبد العزيز طريقة برايل: "فيقول تعتمد طريقة برايل على قالب واحد وأساسي يدعى (خلية) ويتكون من هذه الخلية جميع الرموز من الحروف والأرقام العربية والإنجليزية وعلامات التشكيل وعلامات الترقيم.

وتتكون الخلية من ست نقاط مرتبة في عمودين متجاورين هما:

1/ العمود الأيسر وبه النقاط {1}، {2}، {3}.

2/ والعمود الأيمن وبه النقاط {4}، {5}، {6}.

مع العلم بأن هذه النقاط يكون بعضها بارزاً أو ظاهراً دون البعض الآخر طبقاً للحرف أو الرمز المكتوب مثال ذلك حرف (أ) يتكون من النقطة رقم {1}، والحرف (ب) من النقطتين {1} و{2} والحرف (ت) من النقاط {2} و{3} و{4} و{5}.


وعن قراءة لغة برايل:

تقرأ الكلمات والأرقام من اليسار إلى اليمين وهي خلاف لأسلوب قراءة الخط العادي، ولكل قارئ أسلوب في القراءة من حيث استخدام الأصابع واليدين، وهذا الأمر متاح لما يناسب المتعلم، فهناك من يقرأ بالإصبع السبابة والوسطى من اليد اليمنى وهناك من يقرأ بالسبابة في كلتا اليدين. 


أصبح برايل مدرّسا في المعهد الذي كان يتعلم فيه، ولكن لم يتم اعتماد نظام كتابته الجديد رسميًا في المعهد في فترة حياته بل اعتُمد النظام رسميًا في فرنسا في عام 1854. 


وقد إزداد المرض على برايل في سنواته الأخيرة فعاد إلى منزله وبقي هناك حتى مات في 6 يناير لعام 1852، بعدما تحدى فقده لبصره، لينير العالم لملايين المكفوفين.