قال المهندس أحمد العطيفي، خبير الاتصالات والتحول الرقمي، إن عملية التعاقد بين الشركة المصرية للاتصالات وشركة جوجل خطوة جيدة وتعد بداية الطريق، مشيرا إلى أنه في عام 2006 كان هناك اقتراح لاستراتيجية الكابلات البحرية وكانت الحكومة المصرية قد فتحت المنافسة في مجال الكابلات البحرية.

وأشار العطيفي، في تصريحاته لبوابة "الهلال اليوم"، أنه بعد فتح الحكومة لمجال المنافسة حصلت 3 شركات على تراخيص، وهم: الشركة المصرية للاتصالات والشركة العربية للكابلات البحرية وشركة أوراسكوم، وبناء على الترخيص قامندت أوراسكوم ببناء كابل بحري يربط بين الهند ومصر، والمصرية للاتصالات قامت ببناء كابل بحري يربط بين مصر وأوروبا.

وأكد العطيفي أن السياسة التي وضعت عام 2006 كان الهدف منها تشجيع الشركات المصرية على الاستفادة من موقع مصر التميز، وبناء صناعة مراكز استضافة البيانات، مشيرا إلى أن حجم صناعة استضافة البيانات اليوم حول العالم تجاوزت 200 مليون دولار، مؤكدا أن مصر لو اتبعت سياسة 2006 لأصبحت مصر تمتلك أكثر من 15% من حجم صناعة مراكز استضافة البيانات في العالم بما يساوي حوالي من 30 إلى 35 مليار دولار ناتج من هذه الصناعة.

وأضاف خبير الاتصالات أنه بسبب اتباع المصرية للاتصالات سياسة غير تنافسية وعدم  وضوح الرؤية بالنسبة لسياسة مصر في أهمية الكابلات البحرية لشيوع عدد من المفاهيم الخاطئة، مؤكدا أن خطوة التعاقد التي تمت بين الشركتين أول خطوة تصحيحية تتم لعودة مصر للمسار الصحيح، متسائلا هل الإجراءات المتخذة كافية لإجبار جوجل على إلغاء التعاقد مع المسار الثاني أم لا؟، ما المطلوب لإلغاء جوجل تعاقده مع المسار الثاني؟، والسؤال الأهم ما سياسة مصر المرحلة القادمة؟ لتصبح مركز محوري للاتصالات ولكي تمتلك مراكز استضافة بيانات عالمية وتقيم صناعة بأكثر من 40 إلى 50 مليار دولار.

وأوضح العطيفي أن مصر بحاجة إلى إعادة النظر في سياستها في هذا الصدد، وأن المصرية للاتصالات تستفيد من هذا التعاقد بقشور بما لا يتجاوز 2 أو 3 مليار جنيه سنويا كإرادات من هذا المشروع، مؤكدا أنه على المصرية للاتصالات أن تفصح عن قيمة التعاقد مع جوجل وتفاصيله، مشيرا إلى أن التقارير الدولية تؤكد أن مصر أعلي تكلفة لنقل البيانات نتيجة الممارسات الخاطئة الموجودة متهمة بذلك المصرية للاتصالات، وذلك ما شجع شركة جوجل للبحث عن مسارات جديدة.

وأضاف العطيفي أن المصرية للاتصالات بدأت تعالج مشاكل عيوب الخدمة بحوالي 10 مسارات أو نقط اتصال بين الجنوب والشمال، مشيرا إلى أنه كان من المفترض أن يكون أكبر مركز لنقل البيانات لجوجل في مصر، يخدم على جنوب شرق آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا.