تحلّ اليوم الذكري الـ126 لميلاد الملحن زكريا أحمد، الذي يعد واحدًا من أهم وأشهر الملحنين في تاريخ مصر، حيث ولد في مثل
هذا اليوم من العام 1896.
وكان والده شيخاً بالأزهر وقرر أن يسير ابنه على خطاه وهو ما حدث بالفعل، فدرس
زكريا اللغة العربية وأجادها كما حفظ القرآن كاملاً أثناء دراسته بالأزهر الشريف،
وكان ينشده بصوته العذب، وبعد تأثره بالموشحات والإنشاد الديني، وأراد التوجه لمجال
الفن، على خلاف رغبة والده في ذلك.
وفي مجال عمله كملحن تأثّر بعدد كبير جدًا من أهم الملحنين مثل الشيخ سلامة حجازي،
وعبده الحمولي، كما عاصر والتقى سيد درويش وأعجب به وبألحانه، واتخذه مثلًا أعلى.
وكانت بداياته مع الفن في مجال الإنشاد والتواشيح الدينية، وبعد فترة قصيرة انجذب
لمجال الغناء والتلحين، وسرعان ما أصبح رقماً صعباً فيهم، وتعاون كملحن مع أشهر
وأهم المطربين وقتها، وبعد وفاة سيد درويش، لحّن لعدد من المسرحيات للفنان
علي الكسار مثل "دولة الحظ"، ولبديع خيري مثل "الغول"، بخلاف
تلحينه مسرحيات لفاطمة رشدي، وعزيز عيد، ومنيرة المهدية، ونجيب الريحاني.
وكان صديقاً شخصياً مقرباً من الشاعر بيرم التونسي، وقدما معاً الكثير من الأوبيرتات الغنائية المختلفة، بالإضافة للعديد من الأغاني الناجحة.
وكانت أهم محطة في حياته الفنية هي تعاونه كوكب الشرق أم كلثوم، والذي لحّن لها عددًا كبيرًا من أغانيها، ولكن في مرحلة ما من نهاية تعاونهما، دبّت الخلافات
الشديدة بينهما، حتى وصلت إلى ساحات المحاكم، وكان
سبب المشكلة أن أم كلثوم كانت تتقاضى مبلغًا كبيرًا عند إعادة عرض الأغاني
المشتركة بينهما في الإذاعة، ولا يحل زكريا على جزء من هذا المال، وهو ما اعتبره ظلماً بيناً له، خصوصاً أنه كان له نسبة في عرض الأغاني لأول مرة.
وقد رفضت أم كلثوم إعطاءه أي مبلغ من الأموال التي تحصله عليها من الإذاعة، ورغم ذلك نجح
القاضي في حل الخلافات بينهم في قاعة المحكمة، وطالبهما بتصفية خلافاتهما، لأنها أسماء فنية كبيرة، وهو ما حدث بالفعل.