السبت 23 نوفمبر 2024

أقدم "رفا إبسون" في مصر: "اشتغلت لكبار البلد وآخرهم مبارك"

  • 29-1-2017 | 22:06

طباعة

تصوير: محمد واصل – مونتاج: أحمد سعيد

تراه جالساً على مقعده، منحني الظهر، وتعمل يداه وكأنهما ذاتا إرادة مستقلة، بلغ من العمر ما يُقارب السبعين، ولازال يحتفظ عقله برونقه وبفنه، إنه الحاج "محمد الحريري" صاحب أقدم محل "رفا" بوسط البلد، وعمر المحل حوالي 86 عاما، وقد ورثه عن أبيه.

 

يتخصص الحاج محمد في تصليح نوع نادر من الأقمشة وهي "الإيبسون"، وهي "أنتريهات" فرنسية الصنع كانت تُصنع بالقرن الماضي بفرنساً خصيصاً لقصور الملوك وبيوت الأمراء، ثم توارثتها الأجيال بعد أن توقف صنعها في بلدها الأساسي، وتخصصت مصر في إعادة ترميم ما تلف من "الإيبسون"، والمصنوع من خامة حريرية ذات سمك معين، وعندما يزيد هذا السمك يسمي الخام "جوبلان" .

 

يقول الحاج محمد : "الرفا" هي صنعة تحتاج لمن يمتهنها أن يتعلمها مبكراً، في سن العاشرة أو أقل، حتى يكون سهل التشكيل، ويضف أنه تعلم على يديه الكثيرون، وهو لا يقبل لديه الدخيل على المهنة، فيجب أن يكون متعلماً "للصنعة" على يد "صنايعي" قديم ومتمرس في المهنة.

 

ويضيف أنه تعلم المهنة من والده، وهو بعد في الثامنة من عمره، وترك التعليم حباً فيها، دون أن يجبره أحد، مشيرا إلى أنه يتسلم "الايبسون" وهو مهترئ، ثم يعيد ترميمه مرة أخرى بخامة مماثلة للأصلية، وهو يستخدم عادة الحرير المصري فهو أجود من الحرير الفرنسي.

 

ويقول ابنه "حازم" أن الإيبسون أنتريهات كانت مخصصة للملوك والأمراء نجحت فرنسا في صناعته ولكنها لم تستطع صيانته، مضيفا أنه تعلم المهنة حباً فيها.

 

أما "رمضان" وهو أحد تلامذة الحاج محمد فيقول إنه تعلم المهنة منذ كان في الرابعة عشرة من عمره، وظل على مدى ثمانية وعشرين عاماً يمتهنها حتى صارت حرفته، ويضيف أن تعلمها يتم على مراحل، ففي البداية يتعلم الحرفي الأرضيات ثم بعد ذلك يبدأ في ترميم الوريدات والأشكال على الإيبسون.

 

المهنة قاربت علي الاقراض ويكاد يكون محل الحاج محمد هو الوحيد من نوعه في منطقة وسط البلد، وأصحاب مهنة "الرفا" هم ثروة، فمن خلالهم نستطيع صيانة "النسيج" وخصوصاً ذو القيمة والأهمية التاريخية.