تحل اليوم ذكرى ميلاد واحد من عمالقة الفن المسرحي والسينما والأبداع التليفزيوني في فترة الخمسينات، رجل المهام الصعبة فنان الأدوار المركبة، تمكن من تقديم الشخصية الصعيدية بمنتهى الجدارة، كما تألق في زي الرجل السياسي الدبلوماسي، في مثل هذا اليوم 7 يناير ولد الفنان الكبير "حمدي غيث"، الذي كان أستاذًا بأكاديمية الفنون المسرحية ومُعلم للأجيال.
يرصد "الهلال اليوم" جوانب لافتة في حياة الفنان الراحل "حمدي غيث" إحياء لذكرى ميلاده.
تميز وحش التمثيل الفنان "حمدى غيث" بهيبة الصوت والمظهر وأشتهر بقوة شخصيته فى العمل، وكان الفنانون يهابونه، حيث أطلقوا عليه شمشون الفون، وتألق على المسرح مخرجاً وممثلًا وقدم عدد كبير من المسرحيات بدأها بمسرحية "كسبنا البريمو"، ثم مسرحية "تحت الرماد"، ويليها "سقوط فرعون"، وتوالت أعماله المسرحية وقدم عدد من مسرحيات الأدب العالمي ومنها، "عطيل وماكبث".
كما أن "حمدي غيث" كان شقيق الفنان الكبير "عبد الله غيث" بل وأنه كان السبب الرئيسي في دخول شقيقه "عبدالله" للفن، وشاركا سويًا في بعض الأعمال منها "ذئاب الجبل" الذي حقق نجاحًا كبيرًا، ومازال له جمهوره حتى اليوم، كما أن الفنان "حمدي غيث" أستكمل تصوير الجزء الثاني بدل شقيقه "عبدالله" بعد وفاته قبل التصوير بأيام.
وجاءت بدايته الفنيه عام 1954 عندما قدم فيلم "صراع في الوادي"، وبعدها تم تعيينه في أكاديمية المسرح ليصبح استاذًا للتمثيل بها، كما تولى منصب نقيب الممثلين لأكثر من دوره، وكان لذلك المناصب دور كبير في تقصيره بتقديم أدوار تمثليه، إلى أن أستطاعت هذه المناصب أبعاده عن التمثيل لسنوات عدة.
قدم "حمدي غيث" عددًا من الأعمال التي علقت في أذهان جماهيره حتى اليوم، فأنه جسد شخصيات كثيرة كان يسيطر عليها الطابع الديني والتاريخي، فهو ريتشارد قلب الأسد في فيلم "الناصر صلاح الدين"، وهو عباس الضو في الجزء الثاني من "المال والبنون"، والأب الطيب في "إسماعيلية رايح جاي"، والفتوه الظالم في "التوت والنبوت"، والعز ابن عبد السلام في مسلسل "الفرسان"، وأبو سفيان بن حرب في فيلم "الرسالة"، وقدم شخصية عامر عبد الظاهر في مسلسل "زيزينيا" والكثير من الأعمال الفنيه السينمائية والتليفزيونية المتميزه.
وظلت نجاحاته وإنجازاته وبصماته الفنيه محفورة، رغم رحيله المؤثر في 7 مارس عام 2006، نتيجة أزمة قلبيه حاده جأته وفي فتره طويلة من المعاناه النفسية التي مر بها بعد رحيل شقيقه "عبدالله.