الثلاثاء 18 يونيو 2024

صدمة في العالم بعد أحداث عنف الكونجرس.. وخبراء: سابقة خطيرة قضت على مستقبل ترامب.. ولن تؤثر على تسليم السلطة لـ«بايدن»

تحقيقات7-1-2021 | 15:04

أحداث ساخنة عاشتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ مساء أمس حتى صباح اليوم، بأعمال عنف ومشاجرات واقتحام لجلسة الكونجرس للتصديق على فوز الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة، سببها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب وأنصاره الذين ارتكبوا أعمالا عنف وشغب غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الأمريكية، حيث أدت لمقتل 4 أشخاص ما جعل نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي يستقبل من منصبه.



وأكد خبراء سياسيون أن هذه الأعمال تعد سابقة خطيرة وغير مألوفة في الولايات المتحدة وتكشف حقيقة الديمقراطية هناك والتي تعاني من بعض السلبيات، موضحين أن هذه الأحداث قضت على مستقبل ترامب وفرصه للترشح مرة أخرى في أي انتخابات أمريكية مستقبلية لكنها لن تؤثر على تسليم السلطة لبايدن بعد أيام.


فيما أكد الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، أن التصديق على نتائج الانتخابات مفترض أن يكون حدثا مقدسا للديمقراطية الأمريكية، معربا عن شعوره بالصدمة إزاء أحداث الشغب التي شهدها مقر الكونجرس الأمريكي أثناء التصديق على فوزه بالانتخابات، حيث حصل بايدن على 306 أصوات مقابل 232 لترامب في الانتخابات التي أجريت نوفمبر الماضي.


نهاية مستقبل ترامب

وفي هذا السياق، قال الدكتور هشام بشير، أستاذ العلوم السياسية بكلية السياسة والاقتصاد جامعة بني سويف، اليوم، إن أحداث العنف التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية مساء أمس، خلال تصويت الكونجرس على فوز جو بايدن بالرئاسة هي سابقة خطيرة، فلأول مرة تحدث مثل هذه الأحداث في تاريخ الولايات المتحدة.


وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، هو المسؤول عن هذه الأحداث، ما سيكون له عواقب كبيرة بالنسبة له، حيث لم يستطع الترشح مرة أخرى في الانتخابات الأمريكية المقبلة 2024، والتي كان يطمح بها، مضيفًا أن هذه الأحداث أنهت مستقبل ترامب السياسي وأوضحت مدى نرجسيته.


 


وأكد أن هذه الأحداث كشفت حقيقة الديمقراطية الأمريكية التي يعتقدها البعض، وأن الولايات المتحدة ليست النموذج الأفضل ديمقراطيا حتى وإن امتلكت مؤسسات عريقة وقوية لكن هناك البعض من النواقص والسلبيات، حيث قد يلعب الأشخاص دورا للتأثير بالسلب على العملية الديمقراطية.


وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أن هذه الأحداث لن تؤثر على تنصيب بايدن في 20 يناير الجاري كرئيس للولايات المتحدة، مشيرا إلى احتمالية حدوث بعض المفاجأت في الأيام القليلة المقبلة، حيث قد يتم عزل ترامب قبل ميعاد تنصيب بايدن، إذا تم تفعيل المادة 25 من الدستور الأمريكي، والتي تنص على أنه يجوز لمايك بنس نائب الرئيس مع العدد الأكبر من أعضاء الحكومة المطالبة بعزل الرئيس، وهو احتمال وارد إذا حدث ضغط من الرأي العام.


وأشار إلى أن الاحتمال الأرجح هو استمرار ترامب في منصبه حتى تولي بايدن المسؤولية رسميا في 20 يناير، مؤكدًا أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات ولن تشهد عمليات عنف كبرى في الشوارع أو حرب عصابات نتيجة هذه الأحداث لكنها ستهز صورتها في الخارج والداخل لأن هذه الأحداث تعكس بعض الهشاشة في الأوضاع الأمنية.



لا تأثير على تسليم السلطة لـ«بايدن»

ومن جانبه، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، اليوم، إن ما شهدته الولايات المتحدة الأمريكية من أعمال عنف واعتراض على نتيجة الانتخابات الرئاسية هو أمر غير مألوف في النظم الديمقراطية، والتي تنجح في إدارة الصراعات وحلها بطرق سلمية من خلال صندوق الانتخابات.


وأوضح بدر الدين في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن وقوع اعتراض على نتيجة الانتخابات واختيار الشعب لرئيسه هو أمر غريب وغير مألوف في كافة النظم الديمقراطية، مضيفا أن الاعتراض على نتيجة الانتخابات الأمريكية من قبل أنصار ترامب وأحداث العنف التي وقعت أمام الكونجرس والمجابهات مع الأمن، والتي أدت لسقوط جرحى وضحايا، سيكون له تداعيات بالنسبة للولايات المتحدة سواء داخليا أو خارجيا.



 

وأضاف أنه على المستوى الداخلي ستؤثر هذه الأحداث بشكل سلبي كبير على الحزب الجمهوري نفسه، والذي ينتمي إليه دونالد ترامب، لأن الأمر ليس منافسة بين مرشحين للرئاسة، لكنه يطرح آثارا سلبية على القواعد الموجودة في النظام الأمريكي، وهي قواعد التصويت والانتخابات والديمقراطية بشكل عام.


وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن هذا سيقضي على فرص ترامب في الترشح مرة أخرى لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في الانتخابات القادمة، مؤكدًا أن هذه الأحداث لن تؤثر على عملية نقل وتسليم السلطة إلى الرئيس الجديد جو بايدن، خاصة أن الكونجرس صادق صباح اليوم على فوز بايدن، والذي سيتولى مقاليد الحكم في 20 يناير الجاري.


وأكد أن هذه الأحداث ستمنح مزايا للحزب الديمقراطي الذي له الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، كما أنه هو حزب الرئيس الجديد، ما سيعني أن هذا الحزب سيكون له ثقل كبير في الفترة المقبلة، مضيفا أن الولايات المتحدة الأمريكية كان ينظر إليها على أنها نموذج للديمقراطية لكن هذه الأحداث تخالف قواعد الديمقراطية.