السبت 18 مايو 2024

لبنى عبد العزيز: مسحت البلاط في أمريكا.. ومقلب «العندليب» لن أنساه (حوار)

فن7-1-2021 | 18:52

استطاعت النجمة القديرة لبنى عبدالعزيز، بجمالها وموهبتها أن تخطف قلوب الجماهير منذ الوهلة الأولى لظهورها، وأصبحت علامة فنية بارزة فى مصر والعالم العربى، هي نفسها في الحقيقة على شاكلة أدورها، لا يعرف التكلف لها طريقا، عنوانا للذوق والرقي والنقاء، ومثالاً للفنانة المثقفة المتحررة صاحبة الرأي، لديها حضور لافت وتملك أداءً معبرًا في تفاصيل أي عمل تقدمه.

 

التقت "الهلال اليوم" بالنجمة لبنى عبد العزيز في حوار خاص، وتحدثت خلالها عن حياتها الشخصية والفنية، وعن ذكرياتها مع النجمين الراحلين عبد الحليم حافظ و رشدي أباظة، وكيف كانت حياتها تسير خارج مصر .

 

وإلى نص الحوار:-

 

** بداية.. نريد معرفة كيف تقضين يومك في ظل الأزمة الحالية لانتشار وباء كورونا؟

 

استغل وقتى في قراءة الكتب، وأفكر كثيراً وأنقل تفكيري في الكتابة، لأنني حالياً أعمل في إحدى الجرائد الإنجليزية وأكتب مقالات صحفية، وعندما بدأت أزمة كورونا منعني الطبيب من الخروج من المنزل، بسبب وجود التهابات لدي في الحلق.

 

** بالحديث عن الروتين اليومى.. كيف كانت حياتك قبل دخول عالم الفن؟

 

 أنا كنت أكبر إخوتي،  وكان أبي بالنسبة لي كل شئ، فكان عندما يقولي لي كلمة كنت أعتبرها "نازلة لي من السماء"، وكان دائماً يهديني كتبًا بدلاً من الألعاب والعرائس، وإذا حكى قصة لي قبل النوم فكانت تكون عالمية، فجعل لدي خيالا واسعا، وتعطنى معلومات قيمة، وكنت معظم وقتي أذهب للمكتبة وأقوم بشراء الكتب، فهذه كانت نشأتي  نحن عائلة فنية ونحب الذهاب للمتاحف والمسارح والأوبرا، فكنت أحب التمثيل ومثلت عندما كان عمري 3 سنوات .

 

 

 ** لماذا اخترت الدراسة بالجامعة الأمريكية، برغم أنه في ذلك الوقت كانت الجامعة المصرية أفضل وأعرق؟

 

 اختياري كان تحدٍ لي إلى حد ما، فكان لا يُعترف رسمياً بالجامعة أول سنة، وعندما قدمت قالوا لي لا نستطيع قبولك بسبب صغر سنك، فواصلت الحصول على كورسات حتى أصبحت بها بشكل رسمي، وكان لي قريب بها، يأتي لزيارتنا فكان والدي يحضرني لأقول شعر أمامه، فأعجب بي وقال لي، ما رأيك أن تعملي معنا في الراديو، فيوجد ركن أطفال إنجليزي، فأصبحت جزءًا من البرنامج، ثم قدمت برنامجًا خاصًا بي، وقمت بعمل الكثير من المسرحيات على مسرح الجامعة، وكان يأتي في ذلك الوقت مخرجين ومنتجين وكانوا يقولون لي نريدك أن تمثلي، وكنت أضحك لأنني أعلم أن أسرتي لن توافق، فهذا الموضوع بالنسبة لعائلتي كان من الممنوعات .

 

 ** ما رد فعل عائلتك عندما قررت دخول مجال التمثيل؟

 

 كنت أعلم أن لن يوافقني أحد عليه، فخالي ضربني على وجهي عندما قلت له أريد أن أمثل، ولكن عندما ذهبت إلى والدي وقلت له أريد أن أمثل، فقال لي الأمر أمرك، فأنت صاحبة القرار، ففكرت وقررت أن أجرب مرة مع إحسان عبد القدوس، لأنه كان جارنا وقال لي أتمنى أن تمثلي، وكانت أمنيته أقوم بعمل فيلم "أنا حرة" .

 

** من الجندي المجهول في حياتك؟

 

والدي، أكثر شخصية كانت تشجعني على كل ما أريده وكان يقف بجانبي دائماً.

 

 ** ما كواليس عملك مع عبد الحليم حافظ في فيلم "الوسادة الخالية"؟

 

كان عبد الحليم يريد أن يراني قبل فيلم "الوسادة الخالية"، وتقابلنا لأول مرة في منزل الإعلامية تماضر توفيق، وشجعني كثيراً وكان متحمسا بأن أشاركه في بطولة فيلمه الجديد، وقال لي إن شادية كانت المُرشحة الأولى للدور، لكنها اعتذرت، فقمت بعمله.

وكانت شخصية العندليب تميل إلى المرح ويحب الضحك، وفي أحد أيام التصوير "عمل في مقلب وصدقته"، حيث أقنعني أنه يوجد زجاجات ملوخية تباع في الصيدليات وأنه يحبها كثيراً، ولإقناعي ذهب إلى صيدلة وخرج منها حزينًا، وقال لي لم أجد زجاجات ملوخية، فاندهشت وذهبت إلى المنزل وقلت لأبي هل يوجد زجاجة ملوخية تباع في الصيدليات فضحك كثيراً، وضحكت معه وعلمت بالمقلب.

 

وعند وفاته لم يخبرني أحد حتى لا أحزن، لأنهم كانوا يعلمون كم أحبه، وعندما علمت وأنا في مصر ذهبت إلى قبره لزيارته وكنت في حالة بكاء شديدة .

 

** تعاونت مع الراحل رشدى أباظة.. كيف كانت شخصيته خلف الكاميرا؟

 

 من أنقى وأجمل الشخصيات التي عرفتها، فكان يتمتع بخفة ظل وروح جميلة، فكنت كل يوم أذهب إلى غرفتي في التصوير وأجد فيها ورد، أما عن مقالبه فلن أنس عندما كنت أُصور مشهد تطفيش العريس في فيلم "آه من حواء"، وكنت أحرك أنفي وحواجبي نصف ساعة دون أن يوقفوا التصوير، وهم يضحكون خلف الكاميرا، واشترك معه في المقلب فطين عبد الوهاب .

 

 

** هل يوجد أصدقاء لكِ حالياً من الوسط الفني؟

 

 بداية لم يكن لدي أصدقاء من الوسط الفني عندما كنت أعمل، شويكار الوحيدة التي كانت صديقتي، فكانوا يكونون "شِلل"، وكانت إلى حد ما ثقافتي متخلفة عنهم، ولكن حالياً يوجد لدي ميرفت أمين التي لم أنس لها موقفها معي في عزاء زوجي، فكانت تمسك بيدي طوال الليل ولم تتركني، ورجاء الجداوي كانت صديقتي رحمها الله، كنت أحبها كثيراً وكانت تسأل عني دائماً.

 

** ماذا عن ذكرياتك مع شويكار؟

 

كانت الناس تخاف أن تتحدث معي ولا أعلم لماذا، عندما كانوا يقولون أين مدام لبنى "كانوا بيخافوا ينهدهولي"،  فكنت أجد شويكار تدخل غرفتي وتمسك بالكتاب الذي أقرأه وتقذفه بعيداً، وتطلب لي ولها قهوة وقرأت لنا الفنجان، وتتحدث معي كثيراً، فكنت أحبها لدرجة لا توصف، فكان هذا الموقف بداية معرفتنا ببعض، وكانت تغنيلي أغاني قديمة، كانت كتلة سكر وهي الوحيدة التي حاولت أن تكون صديقة لي، أنا حزينة عليها حتى الآن.

 

** وماذا عن علاقتك بالفنانة نادية لطفي؟

 

نادية لطفي من الشخصيات التي كنت أحبها كثيراً، وكنت حزينة يوم فراقها، فبداية معرفتي بها علمت أنها كانت مريضة في مستشفى المعادي فذهبت للاطمئنان عليها، وقلت للسائق الخاص بي لن أتأخر سأكون هنا بعد ربع ساعة على الأقل، وبعد 3 ساعات وجدته يبحث عني بداخل المستشفى لأنني تأخرت عليه، أحببتها كثيراً ومن ذات الوقت أصبحت قريبة لقلبي وتأثرت بها .

 

** حدثينا عن شخصية أحمد مظهر خلف الكاميرا؟

كان "جنتل مان"، فكنت أحب شخصيته كثيراً، كان الجميع يشهد بأدبه وأخلاقه، ولم يتحدث عن أحد بسوء في غيابه، و كنت أحب أجلس وحيدة كان يقدر ذلك ولا يزعجني وكان لا يتعدى على خصوصية أحد، فكان فارسًا في الحقيقة مثلما كان فارس في السينما، عملنا سوياً في أكثر من فيلم  "غرام الأسياد"، "وإسلاماه"، "المخربون"، وهذه الأفلام تعد من أهم أعمالي.

 

 

** حدثينا عن كواليس علاقتك بفريد الأطرش؟

 

 كان راقيا ومحترمًا وهادئًا، عملت معه في فيلم "رسالة من امرأة مجهولة"، حذرني عبد الحليم أن أعمل معه في ذلك الفيلم، وكان يقول لي سيظهر بنفس شخصيته التي يظهر بها في كل عمل، لكنني كنت مصممة من خوض التجربة معه، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً، فهو فنان بكل ما تحمله الكلمه فيغني ويمثل ويعزف، ومن الصعب أن نجد كل هذا في شخص واحد، فنرى عبد الوهاب كان مطربا فقط، عبد الحليم كان مطربا وممثلا فقط، أما فريد الأطرش فكان متعدد المواهب، وأخبرني فريد أن شقيقته أسمهان لم تمت بطريقة عادية فقال لي أن الحادث مقدر، وأنها توفت بتدخل بشري في نهاية حياتها، بعد وصولها لمجد النجومية .

 

** وماذا عن علاقتك بالراحل عمر الشريف؟

 

كانت علاقتي معه جميلة، وكل ما في قلبه كان على لسانه، وهو الممثل الوحيد الذي اقتحم العالمية وكان شرف لنا جميعاً، وعملت معه في فيلم "غرام الأسياد" ، واعتز كثيراً بهذا العمل، ومشاهدي معه تاريخ ممتع لا يُنسى، وكنت حزينة كثيراً يوم وفاته، فترك علامة كبيرة في قلوبنا وعقولنا.

 

 

** ما رد فعل أبنائك عندما علموا أنك النجمة لبنى عبد العزيز؟

 

 جاءت لهم حالة من الصدمة فكنت لا أخبرهم، وكانوا يتعاملون معي أنني والدتهم فقط، ولكن عندما ذهبنا إلى مصر وكنت في الأوبرا وهم معي، وجدوا الناس تلتف حولي فكانوا لا يصدقون ماذا يحدث، وفرحوا كثيراً عندما علموا أنني ممثلة وقاموا باستغلال اسمي في الخارج، فمرة حفيدتي كانت تركب مع سائق وأخبرته أنني جدتها كان لم يصدق وقامت بالاتصال بي حتى يصدق .

 

** كيف كانت حياتك خارج مصر؟

 

في السنوات الأولى عشت أياماً صعبة، بعد انخفاض المستوى المادي لأقف بجانب زوجي الذي ذهبت معه الولايات المتحدة ليحصل على درجته العلمية بعد تخرجه من كلية الطب، فتعملت كل شئ من الطهي وغسل البلاط، فكان لا يخطر في بالي يوماً أن أتعلم هذه الأشياء بسبب أننى كنت ابنة مدللة لعائلتي، وعندما دخلت عالم الفن صارت وسائل الراحة متوفرة لي أكثر، تركت الفن من أجل الوقوف بجانب زوجي.

 

 

** هل هناك أحد من أبنائك لديه موهبة التمثيل؟

 

 كنت أرى أن ابنتي الكبيرة تمتلك الموهبة، لكن لا يوجد لديها ميل لتكون ممثلة، فكان يصدقها الجميع فحضرت لها مسرحية في مدرستها عندما كان عمرها 6 سنوات،  وصفق لها الجميع وهي طفلة وأتذكر جملتها التي أعجب بها الجميع وهي "مين قال إن الحياة سهلة!" ومن ذات الوقت الجميع قال عليها موهوبة.

 

** ما أكثر عمل لك يحبه أبنائك؟

 

يحبون فيلم " أنا حرة" كثيراً ، واشترت ابنتي بوستر الفيلم من الإنترنت بـ 1000دولار، وعندما رأيتهم محبين لذلك اشتريت لكل واحدة بوستر هدية.

 

** ما أقرب الأفلام التي قدمتيها لقلبك؟ وما الدور الذي كنت تتمنين تجسيده.

 

 فيلم "هي والرجال" أحبه كثيراً، وأقربهم لقلبي، وكنت أتمنى تقديم شخصية مي زيادة، كان والدي يحدثني عنها كثيراً، وقال لي إنها قامت بعمل صالون أدبي وكانت تدعو إليه الشعراء وهم كانوا معجبين بها كثيراً.


    الاكثر قراءة