السبت 27 ابريل 2024

بلد الحريات.. وجمهوريات الموز

أخرى9-1-2021 | 11:24

«جمهورية الموز».. مصطلح متعارف عليه في الأوساط السياسية ويستخدم في سياق ساخر أو نقدي للانتقاص من دولة أوضاعها السياسية أو الاقتصادية غير مستقرة، وغالبا ما استخدم هذا المصطلح لوصف دولة في أمريكا الجنوبية أو دول أمريكا الوسطى.

مصطلح «جمهورية الموز» عاد إلى الواجهة مؤخرا بعد أحداث اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب لمبنى الكونجرس، أثناء اجتماع للتصديق على فوز جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، واعتراضا منهم على نتائج الانتخابات الرئاسية وإعلان بايدن رئيسا جديدا للولايات المتحدة الأمريكية.

الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، أثناء تعليقه على أحداث تظاهرات أنصار ترامب واقتحامهم لمبنى الكونجرس، شن هجوما حادا على الذين أججوا حالة التمرد التي شهدها مبنى الكابيتول وقال «إن ما حدث في الكابيتول يليق بجمهوريات الموز.. وليس بجمهوريتنا الديمقراطية.. لقد هالني السلوك غير المسئول لبعض القادة السياسيين منذ الانتخابات وقلة الاحترام التي ظهرت تجاه مؤسساتنا وتقاليدنا وقواتنا الأمنية».

وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، لم يفوت الفرصة ورد على هذه الانتقادات بعد أحداث العنف التي شهدها الكونجرس، وكتب تغريدة على حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" قال فيها: في أعقاب الهجوم البغيض على مبنى الكابيتول شبهت العديد من الشخصيات البارزة، بمن فيهم الصحفيون والسياسيون، الولايات المتحدة بجمهورية الموز.. يكشف هذا الافتراء عن فهم خاطئ لجمهوريات الموز والديمقراطية في أمريكا.. في جمهورية الموز، يحدد عنف الغوغاء ممارسة السلطة، في الولايات المتحدة، يقوم مسئولو إنفاذ القانون بقمع عنف الغوغاء حتى يتمكن ممثلو الشعب من ممارسة السلطة وفقا لسيادة القانون والحكومة الدستورية».

ويبدو من غضب بومبيو أن أشد ما آلمه هو تشبيه أمريكا بجمهوريات الموز وليس التظاهرات والاقتحامات وأحداث العنف التي وقعت داخل مبنى الكونجرس، وتناسى أن اسم أمريكا وضع بجانب العديد من الدول التي كثيرا ما وقع بها أحداث عنف اعتراضا على إجراءات ديمقراطية تتمثل في الانتخابات الرئاسية.

أمريكا التي كثيرا ما تشدقت بالحريات وبإفساح الطريق لكل من أراد أن يدلي برأيه في أي قضية، هي الآن التي تستخدم مصطلح «جمهوريات الموز» -وهو في حد ذاته مصطلح عنصري- كما أنها تتذوق مرارة الاحتجاجات والتظاهرات شأنها شأن العديد من الدول وخاصة دول العالم الثالث «النامية» لا فرق بينها.

كثيرا ما اتهمت أمريكا بالتدخل في شئون العديد من الدول، وكثيرا ما واجهت حرجا بسبب محاباتها لأطراف معينة على حساب أخرى، وكثيرا ما صادرت الآراء واحتفظت برأيها الأوحد في قضية معينة ساندت بها طرفا على حساب الآخر، هي نفسها الآن التي تغضب –على المستوى الرسمي بعد تصريحات وزير خارجيتها- من مصطلح «جمهورية الموز».

ترامب نفسه لم يكن بمنأى عن تأجيج أنصاره فهو أول من أطلق لهم شرارة التحرك والتظاهر، مما دفع العديد من السياسيين في أمريكا وخارج أمريكا لتوجيه انتقادات حادة له بتأجيج الأحداث.. وهو بذلك يبدو وكأنه السبب الرئيسي في إطلاق مصطلح «جمهوريات الموز» على بلاده لتكون أمريكا متساوية في ذلك مع العديد من الدول التي وصمت بهذا الوصف سابقا من قبل قادة بلاد العم سام.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    Dr.Randa
    Dr.Radwa