الأربعاء 26 يونيو 2024

الأمازيغ يحتفلوا بعامهم الجديد 2971

فن12-1-2021 | 11:22

ربما لم يدرك البعض أن هناك فئات من البشر تعيش في سنوات مستقبلية بالنسبة لنا وأن عام 2021 ما هو إلا ماضي بعيد بالنسبة لهم، إنهم "الأمازيغ" يحتفل الأمازيغ في شمال أفريقيا والعالم برأس السنة الأمازيغية يومي 12 و13 يناير من كل عام، ليوافق هذا العام حسب تقويمهم 2971.

من الملاحظ أن تقويم الأمازيغ يسبق التقويم الغريغوري أو الميلادي المُعترف به عالمياً بحوالي 950 عاماً الأمر الذي يفسر احتفالهم اليوم برأس سنة جديدة تسبقنا بتسعة قرون ونصف على الأقل.

وفي كتاب حكايات منسية ج 4 للكاتب محمد أمير يقول: "البداية الحقيقية للأمازيغ المصريين كانت في الأسرة الـ21 المصرية القديمة، عندما أتى واحد من قادة الأمازيغ في الجيش ويدعى هوا شیشينق تزوج من ابنة الملك المصري بسونس التاني، وهو آخر ملوك الأسرة 21، ولما مات حكم شيشينق مكانه كأول حاكم امازيغي لمصر، "وكان المصريين يسمونهم "المشوش"، وهذا الحدث كان يوافق 13 ينایر لعام 900 قبل الميلاد، والذي يحتفل به الأمازيغ في العالم تقريباً برأس السنة الأمازيغية، بمعنى عيد حكم شيشينق لمصر، وعائلته التي استمرت على مدار ثلاثة أسر كاملين على مدار 200 سنة.

وملوك الأمازيغ المصريين للأسرة 22، هما: شيشينق الأول - أوسركن الأول -تاكلوت الأول - أوسركن الثاني - شيشينق الثاني - تاكلوت الثاني - شيشينق الثالث - باماي - شیشينق الرابع" والاسرة ۲۳ هما "بادي باست - شيشينق الخامس - أوسركن الثالث - تاكلوت الثالث - أمنرود أوسركن الرابع" والأسرة الـ24 هما "تافت نخت - باك آن رن نف" والتي في النهاية انهزمت على يد الملك بعنخي وسقط الحكم الأمازيغي لمصر أكبر موجة هجرة للأمازيغ التي تعد الموجة الثانية، وذلك وقت إنشاء الدولة الفاطمية في مصر، حين دخلت أعداد كبيرة من الأمازيغ تابعة للجيش الفاطمي، خصوصا قبيلة كتامة التي كانت مخلصة للمعز لدين الله وتؤمن بمذهبه، والتي سكنت القاهرة في ذلك الوقت.

ويقول الكاتب إسماعيل سامعي في كتابه علم التاريخ، تختلف الآراء حول أصل هذا التقويم، ويوجد رأيان:


الأول: أن التقویم الأمازيغي الحالي من بقايا الوجود الروماني في بلاد المغرب، فهو من أحد الأشکال المتبقية للتقويم اليولياني الروماني الذي استعمل في أوروبا قبل إدخال التقویم الغريغوري الذي ما يزال قيد الاستعمال لدى الكنائس الشرقية؛ لذلك نجد أن: أسماء شهور التقويم الأمازيغي مشتقة من اللاتينية. أول يوم من شهر يناير - وهو بداية السنة عند الأمازيغ - يتوافق مع يوم 12 ينایر طول السنة وطول الشهور عند الأمازيغ هو نفسه في التقويم اليولياني: ثلاث سنوات مكونة من 365 يوما تليها سنة كبيسة مكونة من 366 يوما، والشهر ينقسم إلى 30 أو 31 يوما مع بعض الاختلافات الطفيفة في حسابات شهر فبرایر.


أما الرأي الثاني: فيرى أن التقويم الأمازيغي ليس مشتقا من التقويم اليولياني كما يظن علماء الفلك، وإنما من التقويم القبطي، المشتق من التقویم المصري، ويبدو أن هذا الرأي هو الأقرب للصواب باعتبار أن التقويم المصري القدیم ارتبط بالأرض وبالدورة الفلاحية فالسنة الأمازيغية شمسية، تبدأ في اليوم الثالث عشر من شهر يناير، وكلمة "يناير" هى أمازيغية الأصل مركبة منyen تعني واحد وor يعني الشهر أي الشهر الأول في السنة الجديدة.


بينما هناك أراء أخرى حول احتفال الأمازيغ بشهر يناير، وهي أن هناك أسطورة تقول "كانت أمرأة عجوز قد تحدت شهر يناير والطبيعة فيه، فأغتاظ يناير وطلب من شهر فبراير مهلة ليلة بنهارها لينتقم من العجوز، بالفعل وافقه فبراير وحول يناير العجوز وكل الماعز التي تربيه إلى ألواح ثلجية، لذلك يعتبر يناير عند بعض الأمازيغ يوم الحيطة والحذر.

وهناك أمر أخر يقول أن الاحتفال بيناير كأول شهور السنة الجديدة أمر يجلب الخير والسعادة على باقي الأيام.

وتعد الأطباق والحلويات الأمازيغية أحد الأشكال الأساسية للاحتفال، وهنا يحمل الاحتفال دلالات تتعلق بالإحساس بالعدالة الاجتماعية والمساواة، حيث تتشابه مظهر الاحتفال بين سكان المدينة والريف وبين العائلات ميسورة الحال والفقيرة وذلك من خلال الجلوس على طاولة طعام الكسكسي الذي يعد أحد أشكال الموروث الثقافي المادي.

ومنذ عام 2016، اعتمدت السلطات الجزائرية يوم 12 يناير من كل عام يوم عطلة رسمي احتفالا برأس السنة الأمازيغية الجديدة.