الخميس 23 مايو 2024

بهاء طاهر.. 86 عامًا من العطاء

فن12-1-2021 | 15:49

يحتفل غدًا الكاتب بهاء طاهر ببلوغه سن السادسة والثمانين، كواحد من أيقونات الأدب العربي، فإبداعاته، على قلتها، تبقى أيقونة فريدة في عالم الحكاية، يراها القارئ في لغة مُحكمة تحمل نكهة السيناريو، وربما كان السبب هو ما قاله يومًا: "المسألة أني أريد أن أتكلم.. هذا المساء أريد أن أتكلم.. ألا تستبد بك أحيانًا هذه الرغبة؟.


وتعود أصول محمد بهاء الدين عبدالله طاهر لعائلة من الصعيد ترجع أصولها إلى الأقصر، ولد في 13 يناير 1935 بمحافظة الجيزة، وفيها درس مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي، ثم حصل على الثانوية العامة في عام 1952، والتحق بكلية الآداب ليحصل على شهادة البكالوريوس في تخصص التاريخ عام 1956، وفي نفس العام نال دبلوميْ الدراسات العليا في الإعلام والتاريخ الحديث. عمل في البداية مترجمًا في الهيئة العامة للاستعلامات، ثم انتقل للعمل مخرجًا للدرامًا ومذيعًا في البرنامج الثاني الثقافي في الإذاعة المصرية، الذي كان أحد مؤسسيه عام 1968، واستمر بالعمل هناك سبع سنوات، حتى صدر قرار بمنعه من الكتابة؛ حينها انتقل للعمل مترجمًا في عدد من الدول الأفريقية والآسيوية، ورحل إلى جنيف بسويسرا عام 1981، حيث عمل في مجال الترجمة كموظف في الأمم المتحدة، حتى عاد إلى مصر في نهاية التسعينيات، بعد إحالته على التقاعد.


وجاءت أولى المجموعات القصصية التي تحمل اسم بهاء طاهر عام 1972 حاملة عنوان "الخطوبة"، ثم قدم بعدها أعمالًا روائية وقصصية في قالب من الدراما الإذاعية؛ بعدها، كتب السيناريو، وهي التجربة التي استثمرها في قصصه ورواياته، وخاصة تقنية "الحوار" الذي أجاده، وغدا عنصرًا أساسيًا في أعماله، ما سمح للقارئ بالاقتراب من شخصيات أعماله وكأنهم يُشاهدهم؛ وقد اعتبره بعض النقاد مؤسس تيار الوعي في الرواية المصرية، ورأى آخرون أنه روائي بنكهة سويسرية، باعتبار أن أهم مراحل الإبداع لديه كانت في سويسرا، وعاب عليه نقاد قلة إنتاجه الأدبي.لأنه بسبب المنع لم تظهر مجموعته الثانية "بالأمس حلمت بك" إلا في عام 1984، ثم كتب أولى رواياته "شرق النخيل"، ثم "قالت ضحى" عام 1985، وتوالت أعماله القصصية والروائية بعد ذلك، وظهرت أغلب أعماله الروائية والأدبية في سن متأخرة نوعًا ما.


وأعمال طاهر ليست بالكثيرة، منها المجموعات القصصية"الخطوبة، بالأمس حلمت بك، أنا الملك جئت، وذهبت إلى شلال"؛ ومن رواياته "شرق النخيل، قالت ضحى، خالتي صفية والدير، الحب في المنفى، وواحة الغروب"، وله مؤلفات في النقد والدراسات منها كتاب "10 مسرحيات مصرية.. عرض ونقد"، و"أبناء رفاعة"؛ وترجم أعمالا أدبية منها عمل يوجين أونيل "فاصل غريب" الذي ظهر عام 1970، ورواية "الخيميائي" لباولو كويلو تحت عنوان "ساحر الصحراء" عام 1996، وتُرجمت بعض أعماله إلى العديد من اللغات، وخاصة روايته "خالتي صفية والدير" التي نالت شهرة عالمية، وترجمت إلى معظم اللغات المعروفة، و"الحب في المنفى" للإنجليزية ومعها "قالت ضحى"، أما "واحة الغروب" فتمت ترجمتها للإنجليزية والنرويجية واليونانية؛ وقد نال جوائز عديدة منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1998، وجائزة "جوزيبي أكيربي" الإيطالية عن "خالتي صفية والدير" عام 2000، وجائزة آلزياتور الإيطالية عن "الحب في المنفى" عام 2008، والجائزة العالمية للرواية العربية عن "واحة الغروب"، ومع اندلاع ثورة يناير قام بردّ جائزة "مبارك للآداب" التي كان حصل عليها عام 2009، قائلا إنه "لا يستطيع أن يحملها وقد أراق نظام مبارك دماء المصريين الشرفاء".