السبت 1 فبراير 2025

تحقيقات

«سوريا الجريحة».. قصص كفاح يسطرها أبناء الشام على أرض المحروسة

  • 12-1-2021 | 16:02

طباعة

السوريون في مصر، قصص نجاح لا تنتهي، وإرادة قوية لا تنكسر، فمنذ أن بدأت الثورة، والسوريون في كفاح مستمر من أجل لقمة العيش على أرض مصر، مثابرين على المضي من أجل تحقيق حياة كريمة لهم ولذويهم، لاسيما بعد انقلاب الأوضاع رأسا على عقب، وتبدد أحلام الكثير منهم في إكمال دراستهم، واضطرارهم للعمل بدلا من الدراسة، وتحول المستقبل إلى حالة عامة من الضباب بالنسبة لهم. 


وترصد "الهلال اليوم" في السطور التالية، أحوال السوريين في مصر، وبالتحديد في ميدان الحصري بأكتوبر، حيث التواجد الأكبر لهم، واعتبارها مدينة مصغرة من بلاد الشام على أرض مصر...   


يقول زين، البالغ من العمر عشرين عاما، إنه وصل مصر منذ 7 سنوات، قادما من سوريا، مع تصاعد الأوضاع، حيث عصفت الثورة السورية بأحلامه بعيدا، واضطر إلى ترك حلمه بأن يكون ممثلا، فلم يعد المستقبل الذي كان يحلم به موجودا، وبدأت الصعوبات تتزايد بعد أن اضطر إلى ترك الدراسة، والقدوم إلى مصر والعمل، من أجل توفير لقمة العيش.


وأضاف أن التفرغ للتمثيل لم يعد مطروحا، في الوقت الحالي، خاصة أنه اضطر إلى ترك دراسته في السنة الثانية أثناء دراسته بمعهد التمثيل بسوريا، وحتى فكرة إكمال الدراسة هنا ليست مطروحة، لأنه يعمل طوال 12 ساعة خلال اليوم، من أجل الرزق، إلا أن التمثيل يحتاج إلى تفرغ، وهو ما اضطره إلى بيع الفول والطعمية السوري.


ولفت إلى أنه يجد إقبالا من المواطنين على الأطعمة التي يقدمها، خاصة إنها تختلف عن نظيرتها المصرية، مشيرا إلى أنه يشعر بالمحبة تجاه الشعب المصري، الذي ساندهم في محنتهم، حيث تراجع شعور بالغربة عن السابق، إلا أنه في الوقت نفسه يتمنى العودة إلى سوريا بعد تحسن الأوضاع.


وأكد أن الأسعار التي يبيع بها الأطعمة في متناول الجميع، حيث تبدأ من 10 جنيهات، في الوقت الذي يشهد الأكل السوري إقبالا كبيرا، في ظل الاختلاف الموجود بين الطعمية المصرية عن نظيرتها السورية، حيث أنها تكون مصنوعة من الحمص.


فيما قال محمد، إنه جاء من حلب إلى مصر مع زوجته وابنه، ليعمل في مجال الحلاقة، حتى يوفر لهما لقمة العيش، فهو يرى أن أفضل بلد عربي بالنسبة له هو مصر، خاصة في ظل الحب الذي يجده من المصريين تجاه السوريين، مؤكدا أن ما يُقال عن وجود مشاحنات بين المصريين والسوريين غير صحيح.


ولفت إلى أن المعضلة التي يواجها مشكلة تجديد الإقامة التي ارتفع سعرها، فأصبح يعمل من أجل توفير قوت يومه، ودفع الإيجار الخاص بالسكن، بالإضافة إلى أموال تجديد الإقامة له ولزوجته كل 6 شهور، وهذا يضع عليه ضغط من أجل تدبير الأموال اللازمة لكل ذلك، لافتا إلى أن الفرص في السنوات الأخيرة عن طريق مفوضية اللاجئين صارت أفضل، حيث توفر فرص عمل للسوريين في أوروبا.  


وعن نجاح السوريين اللافت في مصر، قال إن السبب الرئيس وراء ذلك هو أن معظم من جاءوا إلى مصر يحملون معهم مهنتهم التي يتقنوها، وهو ما سهل عليهم فتح باب رزق لهم، مشيرا إلى أن هناك كثير من السوريين لم يحققوا نجاحات ويمثلون نسبة كبيرة، وليس كما يُشاع بأن الجميع حقق نجاحا.


أما محمد بسام، البالغ من العمر 42 عاما، يقول إنه جاء إلى مصر مع زوجته، ويعمل ترزي، وقرر أن يستقل بمحل خاص، بعد أن تيسرت أموره، حيث يعمل في الخياطة والتفصيل للسيدات والرجال على حد سواء، مشيرا إلى أن ما واجهه في مصر خلال هذه المهنة هو اختلاف الأذواق فقط.


وأضاف أن المحلات الصغيرة مثل التي يملكها، تواجه تحديات كبيرة في مواجهة المعامل الكبيرة الخاصة بصناعة الملابس، التي تعمد إلى استغلال من يعملون في هذه المهنة من خلال إعطائهم أموال قليلة، على الرغم من المجهود الكبير الذي يبذلونه، ما جعله يعمل فترات طويلة، حتى يدبر بعض الأموال ليستقل بعمله.



وعن إمكانية عودته لسوريا، قال إن الأوضاع الاقتصادية هناك لا تسمح له باتخاذ هذه الخطوة، لاسيما أن إعادة الإعمار قد تأخذ سنوات، مشيرا إلى أن الاستقرار الذي يعيشه في مصر حاليا أفضل له ولأسرته، خاصة أن زوجته قررت أن تكمل دراستها في كلية الأداب – قسم لغة عربية- بجامعة القاهرة، وهو ما جعله يشجعها بشدة.


يقول ياسين البالغ من العمر 21 عاما، إنه جاء إلى مصر منذ 9 سنوات، وكان في المرحلة الإعدادية، إلا أن الظروف التي وقعت بسوريا، حالت دون تحقيق حلمه في إكمال الدراسة، خاصة اضطراره للعمل لكي يساعد أسرته في مصر.


وأضاف أن الأمور بالنسبة له في مصر جيدة، حيث يعمل في محل موبايلات، في ظل تعلمه للبرمجة، وهو ما جعله متمرسا في مجاله، خاصة انه حريص على معرفة كل ما هو جديد في هذا المجال، مقارنه بزملاء له سافروا إلى ألمانيا، وواجهوا صعوبات كبيرة في التكيف مع الأوضاع الاقتصادية.


ولفت إلى أن منطقة السادس من أكتوبر وبالتحديد منطقة الحصري شهدت تواجدا ملحوظا للسوريين، إلا أن مع الوقت بدأ وجودهم يقل بسبب سفر بعضهم إلى بلدان أخرى، للبحث عن فرص عمل أفضل، عن طريف المفوضية السورية للاجئين، مشيرا إلى أن تواجدهم في منطقة واحدة نقل روح الشام إلى هذه المنطقة، فتجد الأكلات السورية بمختلف أنواعها، ووصل الأمر إلى أن مصريين يقومون بفتح محلات سورية، لما وجدوه من رواج لها.


يقول محمد، البالغ من العمر 13 عاما، إنه جاء مع والده منذ 8 سنوات، والتحق بالصف الأول الإعدادي، لان حلمه أن يلتحق بكلية الهندسة، ومع استقراره وتعرفه على الكثير من الأصدقاء قرر أن يبادر بمساعدة والده في تحمل نفقات المعيشة، ولأنه يحب الحلاقة قرر أن يعمل في وظيفة مساعد حلاق.


وأضاف في تصريح خاص لـ"الهلال اليوم" أنه يعمل كل يوم منذ توقف الدراسة وبدء موجة الكورونا، حيث قرر خلال هذه الفترة أن يستمر في هذه المهنة، حتي ينتهي من دراسته النهائية ويصير مهندسا، على أن ينظم وقته طوال فترة الدراسة.


أما نافع، البالغ من العمر 22 عاما، يقول إنه جاء بمفرده إلى مصر تاركا أهله في سوريا، باحثا عن لقمة العيش في مصر، خاصة أن الأحداث في سوريا، أخذت منحنى سريع غير متوقع، ما جعله يأخذ خطوة القدوم إلى مصر.


وأكد أنه جاء إلى مصر، وحلمه أن يأتي بأسرته معه، لكن مع تعقد الإجراءات وارتفاع أسعار الإقامة، أصبح غير قادرا على الحصول على التأشيرات اللازمة، وتوفير الأموال اللازمة من أجل إحضارهم.


وأشار إلى أنه يقضي ساعات طويله في العمل، خاصة أن مهنة الحلاقة تلقى رواجا في مصر، على عكس مهن أخرى، معربا عن أمنيته في تحسن أحواله الاقتصادية، حتى يجتمع بأسرته. 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة