تداول رواد موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك صورا لسيدة عجوز تجلس داخل كرتونة لحمايتها من البرد أثناء بيع الخضار في سوق بهتيم ، وقال النشطاء إنها تتخذ من الكرتونة مأوى لها حيث لا يوجد سكن خاص، وتنام في مكان عملها بالسوق داخل الكرتونة .
وبحث محرر " الهلال اليوم " حول صحة المعلومات التى انتشرت حولها ، وتبين أن الحاجة " أم مسعد " تبلغ من العمر 72 عاما ، نحيفة الجسد ، ترتدي ملابس سوداء ، ولديها ضعف نظر، لها ابنة متزوجة في المنطقة نفسها.
تجلس الحاجة "ستيتة " كل يوم أسفل المسجد الكائن في أول السوق، حيث تمتلك فرش خضار ، وتتخذ الكرتونة لحمايتها من برد الشتاء الذي لم تعد تحتمله بسبب تقدمها فى السن .
تسكن "أم مسعد" في غرفة إيجار قديم بأحد المنازل ببهتيم ، بقيمة 7 جنيهات في الشهر، وتتولى ابنتها المتزوجة بذات المنطقة، كل يوم إعداد الطعام لها وتنظيف الغرفة وقضاء احتياجاتها ، ثم تنصرف في آخر اليوم حيث بيت زوجها وأولادها .
وترفض "أم مسعد" أى مساعدات مادية تعرض عليها، وتؤكد أنها تقوم بكسب قوت يومها من بيعها الخضار بالسوق ، وتفضل الجلوس مع " اللمة " والناس بالسوق حيث تستأنس بهم بدلا من الوحدة والعزلة في غرفة معيشتها .
بعدما انتشرت صورتها على مواقع التواصل الاجتماعى قام بعض الشباب المتطوعون التابعون لإحدى الجمعيات الخيرية بطلاء الغرفة الخاصة بها ، وأحضروا لها بطانية تحميها من برد الشتاء ، والبدء في استخراج جواز سفر لها لأداء العمرة .
ومنذ انتشار صورتها على مواقع التواصل الاجتماعى تغيبت " أم مسعد" عن الذهاب للسوق، حيث نقلتها ابنتها إلى منزلها ، بحسب كلام البائعين .
حاول محرر " الهلال اليوم " الوصول لغرفة السيدة العجوز وإجراء مقابلة معها إلا أنه وجد الغرفة مغلقة ، وبسؤال الجيران تبين أنها في مصلحة الجوازات لاستخراج جواز السفر من أجل أداء العمرة .
وقال عدد من البائعين بالسوق: أم مسعد محبوبة من الجميع ، والكل يسعى لمساعدتها لأنها سيدة عجوز ونظرها ضعيف ، وهى تحب " اللمة " بدلا من العيش وحيدة بالغرفة".
وقال محمود فوزى ، أحد الجيران " أهل الخير قاموا بطلاء الغرفة لها ، وهتسافر تعمل العمرة ، وبنتها تلبي احتياجاتها كل يوم ، والجميع يعاملها برفق ورحمة ، وبعد إنهاء عملها بالسوق تفترش الشارع لبيع " الحرنكش " للأطفال " ، مضيفا أنها تدفع 7 جنيهات إيجارا للغرفة ولم يقم مالك المنزل بزيادة الإيجار عليها منذ سكنها بالغرفة احتراما لكبر سنها .