الإثنين 6 مايو 2024

كل يوم كتاب | قنديل أم هاشم.. صراع العلم والمعتقدات

فن14-1-2021 | 12:50

"قنديل أم هاشم" هي رواية  للكاتب الروائي الكبير يحيي حقي، نشرت لأول مرة عام 1940، وتعتبر من أشهر أعماله، وتحولت في عام 1968 لعمل سينمائي من إخراج كمال عطية وبطولة شكري سرحان.


ويحيى حقي كاتب وروائي مصري، ورائدًا من رواد القصة القصيرة، ولد في القاهرة في 17 يناير لعام 1905، من أسرة ذات جذور تركية، درس الحقوق وعمل بالمحاماة والسلك الدبلوماسي والعمل الصحفي. 


يحيى حقي  علامة بارزة في تاريخ الأدب والسينما ويعد من كبار الأدباء المصريين، في مجاله الأدبي حيث نشر أربع مجموعات من القصص القصيرة.


من أهم أعمال يحيى حقي، قنديل أم هاشم، البوسطجي، فكرة فابتسامة، سارق الكحل، أنشودة للبساطة، تعال معي إلى الكونسير، صح النوم، في محراب الفن، كناسة الدكان، مدرسة المسرح، من فيض الكريم، ناس في الظل، هذا الشعر، يا ليل يا عين، والعديد من الأعمال الأخرى.


تدور قصة الرواية حول إسماعيل، ذلك الماهر طبيب العيون الذي تربى في حي السيدة زينب وحين كبر، سافر إلى ألمانيا ليستكمل دراسته، يدرس اسماعيل طب العيون هناك، ويتعرف إلى فتاة ألمانية تعلمه الكثير من الحياة، ويكتسب هو الأخر ثقافة فكرية واسعة من هناك.


يعود إسماعيل من ألمانيا حاملاً علمه وثقافته ويفتتح عيادته ليبدأ ف استقبال مرضاه، يلاحظ اسماعيل أن تقريباً جميع مرضاه لا يشفوا بل يلازمهم  المرض دائماً فيبدأ في البحث عن السبب.


يعرف إسماعيل أن السبب هو معتقدات أبناء الحي في أن زيت قنديل مسجد السيدة زينب هو سبب شفاء وبركة، فيأخذون منه ويضعوه على عيونهم، فبالتالي يطول المرض ولاينفع معهم علاجه!


في البداية، حاول الطبيب أن يشرح لهم مدى خطأ هذه المعتقدات، لكنهم سخروا منه ولم يسمعوا له صوت، وكانت الضربة القاضيه حين وجد خطيبته تتبع الأسلوب ذاته، فثار اسماعيل عليهم وأندفع يهشم قنديل أم هاشم لكي لا يأخذ من زيته أحد.


في تلك اللحظة تغيرت نظرة الناس للطبيب، فبعد أن كان فخرهم ومستشارهم الأول، أصبح متمردا كافرا بمعتقداتهم، كانوا يقتلونه بنظراتهم!


أدرك الطبيب أن لا مفر من دمج العلم بالمعتقدات حتى يكتسب حب واحترام الناس من جديد، وراح يعالج أابنة عمه المريضة بالعلم والإيمان أملاً في عودة مرضاه من جديد، وأملاً في تغيير نظرة المجتمع إليه كمتمرد كافر!

    Dr.Randa
    Egypt Air