قدم المحلل السياسي، رامي جلال، عضو مجلس الشيوخ،
تحليلًا للحجب الإعلامي الذي تعرض له "دونالد ترامب" الرئيس الأمريكي
المنتهية ولايته.
وقال "جلال"، في تصريحات له اليوم: "رغم
كل أخطاء ترامب فإن التاريخ الإعلامي سيتوقف كثيرًا أمام ما قامت به الشركات
المالكة لوسائل التواصل الاجتماعي، لأنه يؤسس لمرحلة جديدة من الاعتداء الانتقائي
الشرس على حرية الرأي والتعبير، من مجموعة من رجال الأعمال".
وأضاف "جلال": "دخلنا بالفعل عصر
الميدياقراطية، الذي تتحكم فيه وسائل الإعلام بالعملية الديمقراطية"، مشيرا
إلى أن تعرض الرئيس الأمريكي لحالة غير مسبوقة من حالات تكميم حرية التعبير؛ حيث
قامت مواقع "فيسبوك" و"تويتر" و"سنابشات" بوقف وحظر
حسابات ترامب. وحين توجه متابعوه إلى منصة "بارليه"، قامت شركات
"آبل" و"جوجول" و"آمازون" بحذف التطبيق نفسه من
أسواقها.
وتابع: كما قام موقع "ريديت" الإخباري بحجب
صفحة ترامب، وهو نفس ما فعلته منصة "تويتش" للبث الحي. أما موقع
"يوتيوب" فقرر أنه سيحذف كل القنوات التي تنشر مقاطع فيديو تشكك في
نتائج الانتخابات الأمريكية. وحذف موقعي "تيك توك"
و"بينتريست" كل المنشورات التي تناقش موضوع الانتخابات بشكل سلبي".
وأوضح جلال: "كل ما سبق صاحبته مجموعة من المقاطعات
الأخرى، مثل: قطع عدد كبير من البنوك لعلاقاته مع حملة ترامب. كما أوقفت شركة
"سترايب" للدفع الإلكتروني، وموقع "شوبيفي" للتجارة
الإلكترونية، تعاملاتها مع الموقع الالكتروني لحملة ترامب".
وقال جلال إن الحجب الإعلامي والإلكتروني الشامل للرئيس
الأمريكي هو إجراء مرعب يؤسس لمستقبل تتحكم فيه الشركات الخاصة. خصوصًا وأن الرئيس
الأمريكي لم يخالف شروط وأحكام عمل الكثير من هذه المواقع.
واستطرد: "لم نر أية إجراءات مماثلة مع كل حسابات
التنظيمات الإرهابية التي دمرت وأحرقت وخربت منطقتنا.. وإذا أرادت الحضارة الغربية
أن تُصحح مسارها، فلابد من عودة ترامب إلى تلك المنصات مرة أخرى بموجب أحكام
قضائية، تؤكد أن القضاء وحده هو صاحب الحق الأصيل في تقييد حرية الأفراد وليس
الشركات الخاصة.. أو إغلاق حساب الإرهابيين ومموليهم في منطقتنا".