يعيش النجم اللبناني وليد توفيق حالة من النشاط الفني في الفترة الحالية، حيث يستعد لطرح أغنية جديدة في عيد الحب، ويتعاون مع النجم صابر الرباعي في عمل جديد، ومع النجم جورج وسوف، وأغنية دويتو مع حاتم العراقي.
"الهلال اليوم" التقى نجم الأغنية العربية في حوار خاص، وفتح قلبه لنا، وتحدث في أمور كثيرة عن حياته، وعن رأيه في المهرجانات الشعبية، وعن أعماله الفنية القادمة، وطريقة الوصول للنجومية، وأمور أخرى سنستعرضها لكم خلال السطور المقبلة.
وإلى نص الحوار:
- في البداية.. حدثنا عن كواليس أغنية "كيف بتنسى" مع هاني شاكر؟
كان هاني شاكر دائما يقول لي: "متى سنتعاون بلحن من ألحاني؟"، وأنا يسعدني كثيراً أن أعطيه لحن، فهاني شاكر من كبار المطربين المصريين والعرب، وطلب مني لحنا لأنه يريد الغناء باللبناني، فهذا شجعني أكثر لترك بصمة وخطوة معه لم يفعلها من قبل.
قمت بتلحين أغنية "كيف بتنسى" للشاعرة نادين الأسعد، وقام بتوزعيها باسم منير في مصر، وقمنا بتسجيلها مع أحمد جودة، وكان اللقاء جميل كثيراً، وسعدت بصديقي والتزامه وأدبه وحبه للعمل وللفن، وعندما سمع الأغنية لأول مرة، تركت بيروت وجلسنا سوياً نحفظ مع بعض، وسُجلت الأغنية وصارت جميلة كثيراً وسعيد أنه أضاف للمكتبة اللبنانية أغنية بصوت هاني شاكر، لديه خفة دم ويضحك دائماً ويأخذ الأمور بسلاسة فهو إنسان جميل، وسعدت واستمتعت كثيرا بالعمل معه.
- ماذا تحضر لجمهورك خلال الفترة المقبلة من ألبومات وأغاني سينجل؟
استعد لطرح أغنية جديدة وهي من كلمات هاني عبد الكريم وألحاني، وتوزيع محمد قيسي، وسأطرحها في عيد الحب، كما انتهيت من تلحين أغنية "أنت واحشني" وسيغنيها أخي الفنان صابر الرباعي، وهناك أغنية سأغنيها مع المطرب حاتم العراقي، وهي ألحاني وكلمات كاظم، وحالياً أنتهي من تلحين أغنية لجورج وسوف، وتسمى "اسمع يا عمر" وهي من كلمات نادين سعد وألحاني وتوزيع شيرو منان، إن شاء الله تسمعوها قريب.
- ماهي المعايير التي تختار أغانيك بناءً عليها؟
لا أعمل بمقولة "السوق عايز كده" فعندما أشعر بشئ أو كلمة أو موضوع يعني لي ولجمهوري أقوم بتحلينه، وأقوم بطرح الموضوع، فكانت آخر أغنية هي "علمتني أعرف أحب" وهي من الأغاني التي أعتز بها، وابتعدنا عن الخبيط والدبيج بأغنية تانجو، وأخذت صدى جميل كثيراً، وأغنية "ناس" هي من الأغاني التي أحبها الجمهور لأحمد الغرمي.
- برأيك، هل اختلفت مقاييس النجومية مع تطور العصر وظهور السوشيال ميديا؟
النجومية في السنين التي نعيش فيها، هي تشبه جيلهم وتشبه طريقتهم، أغاني سريعة وأغاني لها طابع في مصر بعد الثورة، دائماً بعد الثورات تنتج أغاني لها معاير ومقايس أخرى، ولكن النجومية لا تختفي، فيوجد نجم يظهر بأغنية ويختفي عندما تنتهي الأغنية عند الناس، ويوجد نجم يكون اسمه نجم، حتى إذا لم يطلق أغنية جيدة وتكون نجوميته ثابتة، ويكون ساكن في قلوب الناس، اختلفت النجومية اليوم أكثر، فالنجومية ساكنة في عيون الناس وليس في قلوبهم، ولكن هذا لا يجعلني أنكر أنه يوجد أصوات جميلة كثيراً ونجوم رائعين على الساحة .
- برأيك.. هل صوت الفنان وموهبته كافيان فقط لوصوله للنجومية أم هناك اعتبارات أخرى؟
صوت الفنان لا يكفي لوحده، يوجد أصوات أجمل من الأصوات التي تغني ساعات تنفع كورال، الصوت الذي لا يوجد له شخصية فهو صوت جميل فقط يؤدي ويغني، أما النجومية فلها مواصفات أخرى وأهم شئ فيها أن يكون المغني لديه شخصية ولون ويستطيع الوقوف مع كبار النجوم، ويكون مميز وتظهر شخصيته ونجوميته بين الأشخاص الذي يقف بجانبهم، اليوم يوجد سرعة في وصول النجم الذي لا يكون لديه خبرة كافية ولم يمر بمراحل معينة، فتنعكس عليه أي أخطاء له بسرعة.
- هل سيتمر وليد توفيق مجال التمثيل؟
التمثيل معي من بدايتي، لقد مثلت حتى أخدم وليد توفيق المغني والملحن وكانت تُكتب الأفلام لي ولشخصيتي، عرض علي أفلام تجارية، ولكن هذا ليس هدفي في السنما أبداً، فاكتفيت بـ 12 فيلما قدمتهم بحياتي مع كبار النجوم العالم العربي، وحالياً إذا وجدت ورق يعجبني فلا توجد مشكلة فأنا أحب السينما، وسوف أؤدي الدور الذي يناسبني بالتأكيد.
- هل وليد توفيق يهتم بنسب مشاهدات أغانيه.. أم أنها ليست مقياسًا للنجاح؟
بالتأكيد أهتم، فالنجاح صعب ولكن الاستمرار والصعود هو الأصعب، أهتم وأحترم وأرى المسار الذي نتجه إليه، ولكن جمهورنا يختلف عن جمهور الشباب الذي يجلس طوال اليوم يُصَوِت ويضغط لايك، نحن جمهورنا قليل أنه يتابع على السوشيال ميديا، ورغم كل هذا، نحن نتابع مع الشباب لأن الشباب هم المستقبل، وهم الذين يعطونا الزحم الذي نقدمه من فن ونجومية.
- هل توافق على دخول أبناءك لمجال الغناء؟
بالتأكيد، وأنا لا أحب الوراثة بالفن، إلا إذا كان مميز عن أخيه أو أبيه وله لون وله شخصية معينة، مثل زياد الرحباني، فهو الوحيد الذي كسر القاعدة وصنع لون خاص به وبشخصيته، بشخصية لا تشبه أحدا، واستطاع أن يعطي لفيروز أغاني نجحت نجاح باهر.
- ما رأيك في برامج اكتشاف المواهب الموجودة حاليا؟
جميلة كثيراً وبها إبهار وحظ لكثير من البلاد، التي لا تمتلك أي إمكانيات، فتعوضهم برامج تصل إلى الوطن العربي مثل "ذا فويس" و"أرب أيدول" فهذه البرامج وصلت الأصوات ولو قليلة وكانت إفادة لأصوات الذين يجلسون في لجنة التحكيم.
- حدثنا كيف كانت علاقتك بالراحل العبقري ملحم بركات؟
صديقي، مشوار، وأول الألحان في حياتي كانت بعدما غنيت "بهية" و"قمر الليل" وكانتا قد تركتا علامة في الجمهور العربي، ومن هنا أوجه الشكر كل ملحن أضاف لصوتي بصمة وجملة موسيقية، مثل حلمي بكر وبليغ حمدي وحسن أبو السعود وصلاح الشرنوبي، وكان لي السعد والحظ بأن أعمل مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بأغنية "بلاش تبوسني" بفيلم قمر الليل مع ليلى علوي.
- دائمًا ماتدعم القضية الفلسطينية.. برأيك هل الفنانين مقصرين في اهتمامهم ودعمهم للقضية؟
أعتبر نفسي مقصر بالقضية الفلسطينية، فهي قضية العرب وقضيتنا كلنا، فأنا أدعم القضية بدون أي تكليف، عندما أشعر بموقف معين انفعل وأخذ العود وأُلحن وأغني، وأقدم العمل لهذا الشعب الصامد الحبيب الجبار وخاصة للمرأة الفلسطينية.
- هل الساحة الغنائية في لبنان في حالة تطور أم تدهور؟
لبنان مثل مصر دائماً، فيوجد أصوات جميلة تظهر من وقت لآخر مثل صوت وائل جسار ومثل ملحم زين ورامي عياش ومعين شريف وزياد برجي، دائماً الأصوات الرجالية أكثر من الأصوات النسائية تتواجد في بلدنا وبهم إبداع.
- مارأيك في الأغاني الشعبية.. هل تؤيد قمعها ومنع أصحابها من الغناء؟
عندما كنت في مصر تجولت في أماكن كثيرة وسمعت أغاني مثل "آه لو لعبت يا زهر"، "آه يا دنيا" وأغاني أخرى شعبية، وعندما سألت ما هذا، قالوا لي أن هذا حدث بعد الثورة، فالبتأكيد يظهر بعد الثورة أشياء من الشارع وهذا ليس شئ غريب، وكان يوجد من قديم الزمان ولكن لم يبحث العالم عليه، إنما حالياً يبحث عنه الناس وصارت مواقع التواصل الإجتماعي والسوشيال ميديا توصل هذه الأشياء للجمهور بشكل أسرع، فقديماً نجح عدوية ونجحت مبيعاته في الوطن العربي كله، بـ "السح ادح ابو" و"حبة فوق وحبة تحت" فهذا شئ طبيعي لكن لا يصح إلا الصحيح.
- ماهي رسالتك للشعب اللبناني في ظل الظروف الحالية؟ وبم تنصحهم؟
انا من الشعب اللبناني، والشعب الذي اعتبره خلاق، والثورة كانت مشرفة لكل العالم، أتمنى أن ما يدخل عليها الطابور الخامس ويستغلها بأمور ثانية تضر بالبلد، بلدنا جميلة وفي مرحلة مخاض صعب، أدعو الله من كل قلبي أن يكون معنا وأن يكون الشباب واعين ونرى لبنان في أحسن حال.
,