في ذكرى وفاته.. دكتور يونان رزق «ذاكرة مصر التاريخية»
يوافق غدا الجمعة 15 يناير ذكرى وفاة المؤرخ المصري والمُلقب بـ"ذاكرة مصر" الدكتور يونان لبيب رزق، وهو أكاديمياً وكان له صفحة خاصة في جريدة الأهرام بعنوان "الأهرام ديوان الحياة المعاصرة"، وله العديد من المؤلفات والكتب كما أنه كان عضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو مجلس الشوري، والمجلس الأعلى للصحافة.
وُلد يونان لبيب رزق في 27 أكتوبر لعام 1933 في منزل جده رزق إبراهيم والذي كان مأمور قسم الأزبكية آنذاك، أما عن والديه، فقد توفي والده لبيب رزق وهو أصغر من عمر ست سنوات، وبالتالي تولت والدته رعايته هو وأختيه.
التحق يونان رزق بالمدرسة ليتعلم القراءة والكتابة، وقد أنهى دراسته في المدرسة التوجيهية ليلتحق بعدها بكلية العلوم جامعة إبراهيم باشا أنذاك والتي هى جامعة عين شمس حالياً، لم يستكمل يونان رزق دراسته في كلية العلوم بسبب إحساسه أنها دراسة لا تتفق مع ميوله، فقرر تركها واتجه بكل شغف إلى كلية الآداب وتحديداً قسم التاريخ هناك حيث بدأت رحلته الحقيقية.
وفي عام 1955، حصل الدكتور يونان على بكالوريوس الآداب، وعمل مدرساً بإحدى مدارس الثانوية في الإسماعيلية التي كانت بعيدة عن مكان سكنه فساعده صديقه وأستاذه عزت عبد الكريم على الانتقال للتدريس في مدرسة ثانوية أخرى بالقاهرة.
أثناء عمل يونان رزق هناك أكمل دراسات عليا بجامعة عين شمس وحصل على درجة الماجستير في عام 1963، والتي كان موضوعها عن تاريخ السودان الحديث والعلاقات الخارجية للدولة المهدية بين عامي 1899 و1898.
وبعد حصوله على الماجستير بحوالي 4 سنوات وتحديداً في عام 1967 حصل على الدكتوراه من جامعة عين شمس ليصبح أستاذً يدرس بالجامعة في البداية في كلية الآداب ثم أستاذً في كلية البنات عين شمس، وأيضاً قد رأس قسم التاريخ الحديث في كلية الآداب بجامعة عين شمس.
كان للدكتور يونان لبيب رزق العديد من المساهمات الوطنية بفكره وأبحاثه العبقرية وتملكه التعمق المتفرد في التاريخ المصري، فقد كان عضو ضمن هيئة الدفاع المصرى فى قضية طابا عام 1988، وساهم بدور مهم جدا وحاسما فى إعادتها لمصر من خلال الوثائق التاريخية والصور التى قدمها للجنة التحكيم، والتى حسمت بشكل قاطع ملكية مصر لهذه المنطقة فى سيناء.
كذلك كان عضواً من ضمن أعضاء الوفد المصرى فى مؤتمر مدريد عام 1990، وعضوية الوفد المصرى فى المفاوضات مع السودان حول قضية حلايب عام 1992 وحتى 1993.
كما كان يشغل موقع رئيس مركز الدراسات التاريخية بالأهرام، وهو عضو بالمجلس الأعلى للثقافة والمجلس الأعلى للصحافة واتحاد المؤرخين العرب، وأشرف على العشرات من رسائل الماجستير والدكتوراه في التاريخ.
من أهم مؤلفات الدكتور يونان لبيب رزق، الحياة الحزبية في مصر في عهد الاحتلال البريطاني، حرية الصحافة في مصر من عام 1778 وحتى عام 1924،الأحزاب المصرية قبل الثورة، مصر والحرب العالمية الثانية.
الوفد والكتاب الأسود، الأصول التاريخية لمسألة طابا (دراسة وثائقية)، طابا قضية العصر، قراءات تاريخية على هامش حرب الخليج، مذكرات فخرى عبد النور، مذكرات عبد الرحمن فهمى، الأهرام ديوان الحياة المعاصرة.
وقد حصل الدكتور على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1995 وجائزة مبارك في العلوم الاجتماعية عام 2004.
وفي مثل هذا اليوم 15 يناير 2008 غربت شمس المؤرخ الكبير، ذاكرة مصر، بعد صراع طويل مع مرض القلب، وقد تمت صلاة الجنازة عليه في كنيسة السيدة العذراء بمدينة نصر.